هوية بريس – متابعات تدارست لجنة علمية مكونة من أساتذة وباحثين في علم الجيولوجيا، تابعين لمديرية الجيولوجيا، ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية والمستدامة، مساء يوم أمس الثلاثاء 12 شتنبر، الأسباب العلمية لحدوث الزلزال الذي شهدته عدد من أقاليم المملكة المغربية مساء الجمعة. وقد وقفت اللجنة العلمية على معطيات تفيد بأن هذه المنطقة عرفت تعاقب العديد من الأحداث والظواهر الرسوبية والبنيوية. التفسير العلمي لهذا الزلزال أشارت اللجنة، إلى أن هذه المنطقة تتميز بتضاريس وعرة وتلتقي فيها القمم الشاهقة التي يتعدى ارتفاعها 2500م والأودية السحيقة. كما تتشكل بنيويا من ثلاث أصناف من الصدوع، وهي صدوع محاذية شمال أطلسية وجنوب أطلسية والتي تحد سلسلة جبال الأطلس، فيما صدوع الدرجة الثانية وهي بوجهة NE-SW كصدع تيزي نتاست وصدع إردوز، وصدوع الدرجة الثالثة بوجهتين E-W و WNW-ESE كصدع أغبار وصدع أوكدامت. وتشير اللجنة إلى أن الزلزال الأخير وقع نتيجة لتقارب الصفيحتين الإفريقية والأوراسية، مشيرة إلى أنه استنادا لما نشرته هيئة المسح الجبولوجي الأمريكية، فإن الصدوع من الدرجة الأولى قد تكون عرفت نشاطا مكثفا وبشكل عكسي، بينما تحركت صدوع الدرجة الثانية على شكل فوالق ذات اتجاه ميسري وصدوع الدرجة الثالثة على شكل تراكب. وقالت اللجنة إن صدوع الدرجة الثالثة قد تكون المسبب الرئيسي للزلزال وللهزات الارتدادية، مشيرة إلى الامتداد الهام لهذه الصدوع ودرجة ميلانها الضعيفة لتفسير حجم القوة التي عرفها هذا الزلزال. ولم تستبعد اللجنة العلمية أن تكون صدوع الدرجتين الأولى والثانية قد عرفتا أيضا نشاطا موازيا لكن بدرجة أقل. وأشار المصدر ذاته إلى أن وجود طبقة سميكة من الصخور تعود إلى العصر الكمبري الأوسط والمعروفة تحت اسم "" schistes à Paradoxides، قد تكون لعبت دورا مهما في التخفيف من قوة هذه الزلازل. توصيات اللجنة أوصت اللجنة، بناء على هذا الاجتماع، بمراجعة خريطة توزيع المناطق الزلزالية الخاصة بالقانون المتعلق بالبناء المضاد للزلازل، وإعداد خرائط دقيقة للمناطق التي تعرضت لتشوهات على السطح. كما دعت اللجنة العلمية السالفة الذكر إلى تعميق البحث عن آثار واضحة لمختلف الصدوع من طرف خبراء جيولوجيين عبر الصور الجوية، وتحديد نوعية التحركات التي شهدتها أصناف الصدوع الثلاثة المشار إليها سالفا عبر القياسات البنيوية. واقترحت اللجنة إدراج المعطيات الجيوعلمية المتوفرة عند عمليات اتخاد القرار خلال مختلف مراحل إعادة البناء بالمناطق المتضررة، فضلا عن عمليات اتخاد القرار خلال مختلف مراحل إعادة البناء بالمناطق المتضررة. وأوصت اللجنة بالأخذ بعين الاعتبار هذه المعطيات أثناء اختيار مواقع محطات قياس الزلزال التي سيقوم بها المركز الوطني للبحث العلمي والتقني.