ينبغي الانتباه إلى أن هؤلاء ينهجون منهج التفكيك والتشكيك. فهم يسعون إلى تفكيك منظومة الأسرة والأحوال الشخصية: (الارث، الصداق، الطلاق، الولي، الحضانة، الرضاع، النسب…..)، بحيث يطرح كل مفهوم بعيدا عن المنظومة، لأنه حينئذ يفقد قوته وصلاحيته، بل ومنطقيته. ثم بعدها يلجأون إلى التشكيك في هذه المفاهيم الشرعية، بتأويلات معروفة غير مباشرة، وبذريعة الإصلاح والتطوير والتجديد. فإذا سلم له السذج وقليلو الخبرة وقصار النظر بتغيير هنا وتحديث هناك، وترقيع هنالك، فسدت المنظومة كلها، أو دب إليها الفساد على الأقل، فيحاججونك بقولهم: كيف ترفض هذه وقد قبلت تلك، وكيف ترفض اليوم وقد سايرت بالأمس؟!. إن قضايا الأسرة في الشريعة الإسلامية منظومة متكاملة، أشبه بقطع غيار السيارة، لا تستجيب إلا بالضم والتركيب. والصورة مثال حي للتشكيك بعد التفكيك، فلعل القارىء غير المستوعب لما نحوم حوله، يستمرىء أن الصداق ليس من (أركان الزواج) = تفكيك. عليه يلزم من أجل تشجيع الزواج والتخفيف على الشباب إسقاط الصداق، قياسا على نكاح التفويض= تشكيك. والصداق بإجماع العلماء واجب، ونص المالكية على ركنيته أو شرطيته، ولا يجوز الاتفاق على إسقاطه البتة، وأما نكاح التفويض فليس فيه إسقاط أو نفي للصداق، بل يلزم فيه صداق المثل.