بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام: تكبَّرَ وتجبَّرَ وتطاولَ وتجاللَ.. وشمخ وزمخ.. وتفنّجَ وتفحس.. وتتيَّهَ.. وخفج وخبج وجمخ.. وتبذَّخ وبذخ.. وبلَخ وتشذَّر.. وتصلَّف.. وانتحى واختال.. وزخَر.. فتطاول على البخاري وصحيحه.. وزاد فنشر من سُمِّه وفحيحه.. فولغ في الصحابة.. أولي القدر والمهابة.. وظن أن المعرفة بالسمن البلدي.. تُتِيح له الخوض في أصحاب العَرف الندي.. ونسي أنه شتان بين معرفة الزعتر وآزير.. وبين إدراك أسرار التفسير.. وأن تقنديشت والبسباس.. لا يُمكٍّنانِ من معرفة شيء من علوم ابن عباس.. وأن زريعة الكتَّان.. لا تتيح معرفة صحيح ابن حبان.. وأنه شتّان بين معرفة القرفة والقرافي.. والباقلاء والباقلاني.. والجوز وابن الجوزي.. والرمَّان والرُّمَّاني.. وماء الورد والماوردي.. سمعتُ أحدهم يتطاول على الكبار من أئمة الاسلام من العلماء.. وهو لا يُعرف له مؤلف واحد معتبر.. وهذا من نكد الأيام.. أن ترى اللئام.. يتطاولون على الأعلام.. لقد هَزُلتْ حتى بدا من هزالها…كُلاها وحتّى سامها كل مُفْلسِ سمعته والبيان لا يطاوعه.. والتوفيق يراوغه.. يخلط خلط عمياء.. ويخبط خبط عشواء .. متشبعا بما لم يُعطه.. ينظر شزرا.. ويرجم الغيب حزرا.. ياهذا هوِّن عليك.. قد حاول من قَبلك.. فباؤوا بالخيْبة.. وعادوا بالعار والعيْبة .. ورماهم التاريخ بحجارة التسفيه والوعيد.. وماهي من البلداء ببعيد.. ياهذا زِن كلامك.. فإن زلة اللسان مخزية.. وهفوةَ النطق مردية.. ورُبَّ كلام يعود كَلْمَا .. ورب لَثمٍ يصير ثَلْما.. يسخر من أحكام التجويد.. وذاك أمر منه بعيد.. لن يدركَ شأوه.. ولن يشرب صفوه.. ومن جهل شيئا عاداه.. فالجهل أحرقُ من النار للحليج.. وأضرُّ من الثلج للمفاليج.. وأقبحُ من اللوم.. وأنتن من الثّوم.. وما الضبع الخامع.. والذئب الطامع.. والعدو الجامح.. والنًّتن الفائح .. والخَطْب الفادح.. والقول الجارح.. بأشأمَ من جاهل متعالم.. ومتكبر متعاظم.. يحتقر السابقين.. ويُزري باللاحقين.. إنها فتنة المخالفة.. وآثار المناكفة.. (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أويصيبهم عذاب أليم) ومن يعاند الله ورسوله فالكبت موعده.. والذلة مورده.. (إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم) (إن الذين يحادون الله ورسوله اولئك في الأذلين).. وسبحان من يرينا آية ذلك قترة في الوجوه.. وبغضا في النفوس.. وبعد هذا كله سيبقى الدين راسخا.. والنبي صلى الله عليه وسلم شامخا.. والصحابة مرضيا عنهم.. والعلماء مرفوعة أقدارهم.. وسيعود المعاند وقد أكدى في مطلبه.. وأخفق في مغزاه.. وخاب في مراده.. وحسر عن بلوغ بغيته.. وحرم نيل مسألته.. وأخفق وأملق وأبار ويئس.. سيعود صاديا حسيرا مُكديا.. لم ينقع غلة.. ولم يسدد خلة.. لم يقصع صرائره.. بل فضح الله سرائره (ولله العزة ولرسوله وللمومنين ولكن المنافقين لا يعلمون). وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.