بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام: يقول سيدي وتاج رأسي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تركتكم على المحجة البيضاء.. ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك) وصية غالية من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. قد لُفَّتْ هذه الوصية في ثوب الحب.. فالصيغة مشعرة بمحبته العظيمة صلى الله عليه وسلم وحرصه الكبير على أمته.. وهذه الوصية تقطع تخرصات الكذابين والمتقولين.. الذين يقولون إن الدين غير واضح.. وإن أحكامه غير واضحة… فقد سمعت بعض السفهاء يقولون بأن الدين غير واضح.. وأن القرءان لم يفسر.. وأن الأمة تعيش في ظلام من أربعة عشر قرنا… بل لقد بلغ التطاول وقلة الحياء بهؤلاء مبلغا عظيما حمَلهم على أن قالوا… إن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم خلال ثلاث وعشرين سنة لا يعتد به.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. وهذا كلامٌ لا يصدر إلا من الحاقدين والفاقدين لكل مقومات التوازن العقلي والفكري والنفسي… النبي صلى الله عليه وسلم يقول تركتكم على المحجة البيضاء.. وبياضُها يعني أنها بلغت التمام. في نصاعتها واكتمالها ووضوحها.. وهؤلاء يقولون.. إن الدين غير واضح.. وأنا أقول لهؤلاء: قبح الله سعيكم.. فالدين واضح.. قد قيض الله له حملةً صادقين… قال عنهم صلى الله عليه وسلم: (يحمل هذا العلم من كل خَلَفٍ عُدُولٌهُ.. ينفون عنه تحريف الغالين… وانتحال المبطلين.. وتأويل الجاهلين) فدين الله محفوظ.. لا تمتد إليه أبدا أيدي العابثين.. قد صان الله حياضه ورياضه… أحبابي الكرام: أقول لكم قول عبد نصوح.. وحق النصيحة أن تُتَّبَعْ..إن زمننا زمن تمحيص.. تحتاج فيه القلوب إلى مدد عُلْويٍّ ينفي عنها أتربة الشبهات.. ويدفع عنها أدخنة الشهوات.. وهذا المدد لا يتحقق إلا من خلال التمسك بكتاب الله وسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم… فَوَطٍّنُوا أنفسكم.. وكونوا مع الصادقين.. ولا يستخفنكم المجرمون الكذبة.. فإن كلامهم مجرد شبهات متناثرة.. تضمحل أمام قوة الحجة.. وبياض المحجة.. وشتان مابين حجة تتبختر اتضاحا..وشبهة تتبخر افتضاحا…ثم أقول لهؤلاء الفتانين.. إن السنة وحي بنص كلام الله.. (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) وإن الصحابة عدول أفاضل أسياد..قد رضي الله عنهم بنص الكتاب.. وإن الإمام البخاري هو من أئمة هذه الأمة علما وفضلا.. وإن ابن كثير رحمه الله والطبري رحمه الله وغيرهم من أئمة التفسير.. قد تلقت الأمة علومهم بالقبول.. وإن الدين غالب..ومن لم يعجبه الأمر منكم.. فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده مايغيظ.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.