هوية بريس – متابعات اعترفت مجلة "إيكونوميست" التي دعت بشكل واضح لخروج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من السلطة، بأن نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الأحد، هي الأسوأ التي حققتها المعارضة التركية، وأن أردوغان أربك استطلاعات الرأي. وقالت المجلة إن الانتخابات "لم تكن كافية لفوز واضح لحاكم تركيا الطويل رجب طيب أردوغان، إلا أنها كانت أسوأ شيء تخيلته المعارضة في البلد". وبدا المتنافسان في 14 ماي، أنهما في الطريق بدفعة جيدة. ولكن بحلول الساعة الثانية صباحا في اليوم التالي، ومع فرز نسبة 96% من الأصوات، كان كمال كليتشدار أوغلو، مرشح تحالف الشعب، وهو تحالف من ستة أحزاب، قد حصل على نسبة 44.9% من الأصوات بحسب وكالة الأناضول. وكان هذا كافيا لإجبار أردوغان الذي حصل على نسبة 49.4% على خوض جولة ثانية، لكن النتائج هي أقل بكثير من استطلاعات الرأي، وما توقعه كليتشدار أوغلو نفسه. وحصل مرشح ثالث وهو سنان أوغان على نسبة 5.3% من الأصوات، وهي نتيجة جيدة. ومن المتوقع أن تكون الجولة الثانية في 28 ماي. وكانت نتائج تحالف الشعب الذي يترأسه كليتشدار أوغلو، أسوأ في الانتخابات البرلمانية، حيث توقع الفوز، ولكنه حصل على 35% من الأصوات، والذي يمكن أن يُترجم في النظام الانتخابي التركي المعقد، إلى 211 مقعدا من 600 مقعد. أمّا تكتل أردوغان، المعروف باسم تحالف الجمهور بقيادة حزب العدالة والتنمية والحزب القومي، فقد حصل على 45.8% من الأصوات، أي 319 مقعدا في البرلمان، حيث حقق الأغلبية. كما حصلت تحالفات صغيرة بقيادة حزب الشعوب الديمقراطي الكردي على نسبة 10.3% أي حوالي 65 مقعدا. وسيكون سنان أوغان صانع الملوك. وفي مقابلة قبل عدة أيام من الانتخابات، قال إنه وتكتله يريدان الحصول على مناصب وزارية مقابل تأييد أي مرشح. لكن أداء كليتشدار ليس جيدا، وهو بحاجة لدعم أوغان حتى يستطيع الحصول على فرصة للفوز بالرئاسة. وهذا غير محتمل. ولأول مرة في تاريخه السياسي، يدخل أردوغان الانتخابات بنسبة متراجعة في استطلاعات الرأي، ويبدو أنه المفضل للفوز في الجولة الثانية. وفي مقرّ حزب الشعب الجمهوري، اتهم كليتشدار أوغلو، حزبَ العدالة والتنمية بالتلاعب في النتائج في مناطق حيث تفوقت المعارضة. ووقف أردوغان أمام عشرات من أنصاره في مقر حزب العدالة والتنمية بأنقرة، الذي ألقى منه عدة خطابات انتصارات في الماضي. وقال ساخرا من كليتشدار أوغلو: "رجلٌ ما في المطبخ" في إشارة لفيديو سجله أوغلو من مطبخه المتواضع. وتعلق المجلة أن الانتخابات أصبحت صماما للمعارضة، ولكن الأتراك لم يتخلوا عن الديمقراطية، والمشاركة في الانتخابات كانت دليلا على لك. وشاركت نسبة 88% ممن لهم حق الاقتراع في التصويت، وهو رقم عالٍ بكل المعايير. ورغم التوتر العالي، لم تسجل أي حوادث عنف في يوم الانتخابات. وسجلت استطلاعات للرأي نُشرت نتائجها في الأيام التي سبقت الانتخابات، أن كليتشدار أوغلو، متفوق بنسبة 50%، وهي كافية للفوز في الجولة الأولى وبنقاط أعلى من أردوغان الذي يقود البلاد منذ 20 عاما. وجاء هذا بعد خروج محرّم إنجه من السباق الرئاسي قبل أيام من التصويت. ويُعتقد أن كليتشدار أوغلو حصل على أصوات معظم داعمي محرم إنجه، التي بلغت نحو 2%، وربما ذهبت معظم الأصوات إلى سنان أوغان. وترى المجلة أن الرهانات عالية في الانتخابات، فقد تعيد تشكيل السياسة الخارجية التركية، خاصة العلاقات الدافئة مع روسيا، وكذا الاقتصاد الذي يعاني من معدلات تضخم عالية، وأسعار فائدة متدنية ليست موجودة في أي مكان بالعالم، والدستور الذي يسمح لأردوغان بأن يبقي المحاكم ومؤسسات الدولة تحت إصبعه، وكذا نظام الرعاية الذي يشرف عليه، وخمسة أعوام أخرى ستحصّن نظام الاستبداد بحسب رأي "إيكونوميست". ولكن انتصار المعارضة في الجولة الثانية، غير محتمل وفق المجلة. وكانت الحملات الانتخابية هادئة بشكل عام، نتيجة الزلزال المدمر الذي أسفر عن مقتل نحو 50 ألف مواطن. وغيّر هذا الحدث كل شيء، حيث اتهم أردوغان المعارضة بالتعاون مع "الإرهابيين" في إشارة لحزب الشعوب الديمقراطي الذي يراه معظم الأتراك فرعا سياسيا لحزب العمال الكردستاني، كما اتهم المعارضة بالتقارب مع حركة المثليين. وأثار وزير داخليته سليمان صويلو التوتر عندما اتهم المعارضة "بمحاولة انقلاب" في ليلة الانتخابات. وقبل أسبوع، هاجم مؤيدون للحكومة، تظاهرةً انتخابية للمعارضة في شرق البلاد، حيث جرح عدد من الأشخاص.