Getty Imagesمن يحسم الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية، أردوغان أم كليجدار أوغلو؟ للمرة الأولى في تاريخها تتجه تركيا نحو جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية، في أعقاب جولة أولى متنازع عليها. ولم يتمكن الرئيس الحالي، مرشح حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان، ولا منافسه الرئيس رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو من تجاوز عقبة ال 50%. وتحمل هذه الانتخابات أهمية قصوى، فهي تأتي مع اتمام أردوغان عامه العشرين في السلطة، وسط تضخم اقتصادي ونزاع حول السياسية الخارجية لأنقرة، وإثر الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في 6 فبراير/شباط الماضي وأودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص. أما على مستوى البرلمان، فقد حصد تحالف الجمهور أعلى عدد من المقاعد. وفي التالي أبرز النقاط الهامة في الانتخابات التركية 2023. ما هي نتائج الانتخابات الرئاسية؟ حتى الآن، حصل أردوغان على نسبة 49.5% من الأصوات، بينما حصد منافسه الرئيسي كليجدار أوغلو نسبة 44.89% من الأصوات، بحسب وكالة الأناضول التركية الرسمية. أما سنان أوغان، النائب السابق لليمين المتطرف، فحصل على 5.17% من الأصوات، مقابل نسبة ضئيلة لمحرم إنجه، الذي انسحب الخميس لكن لم يسنح وقت كاف لحذف اسمه من بطاقات الاقتراع، بلغت 0.44%. Getty Imagesلائحة المرشحين الرئاسيين التي يقترع من خلالها الناخبون الأتراك ماذا تعني هذه النتائج؟ بناء على النتائج أعلاه، تتجه الانتخابات الرئاسية إلى جولة ثانية في 28 من مايو/أيار الجاري. ويفترض بالمرشح صاحب الأصوات الأعلى أن يتجاوز نسبة ال 50% كي يتمكن من الفوز بالسباق من الجولة الأولى، وهذا ما لم يتحقق في استحقاق 14 مايو/أيار. * هل يحسم الناخبون الجدد والنساء نتائج الانتخابات التركية؟ * دليل مبسط لأصعب انتخابات يواجهها أردوغان وعليه، سينتقل المرشحان صاحبا نسبة التصويت الأعلى، أي أردوغان وكليجدار أوغلو إلى الجولة الثانية. ماذا قال أردوغان وأوغلو عن النتائج الأولية؟ ظهر أردوغان أمام حشد من المؤيدين بعد منتصف الليل بقليل، ليعلن استعداده ل "قيادة الأمة" لمدة خمس سنوات أخرى. وخاطب الرئيس البالغ من العمر 69 عاما أنصاره من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة، قائلا:"أنا أؤمن بشدة بأننا سنواصل خدمة شعبنا في السنوات الخمس المقبلة". Getty Imagesأمضى أردوغان 20 عاما في السلطة وهو يقول أنه مستعد للبقاء في الخمس سنوات المقبلة وأضاف:"شخص ما في المطبخ، ونحن هنا على الشرفة"، في إشارة إلى كليجدار أوغلو الذي نشر مقاطع فيديو من مطبخه خلال الحملة الانتخابية. وتابع:"على الرغم من عدم ظهور النتائج النهائية، إلا أننا ما زلنا متقدمين كثيرا. وما زلنا لا نعرف النتائج الرسمية النهائية، وما زلنا ننتظر ظهور إرادة الأمة. وبينما كنا ننتظر النتائج، قررت أن ألقي خطاب الشرفة التقليدي مسبقا". أما كليجدار أوغلو الذي يرأس تحالفا واسعا من ستة أحزاب معارضة، قال:"إذا كانت أمتنا تريد جولة ثانية، إذا سننتصر في الجولة الثانية". مشيراً إلى أنّ "الرغبة في التغيير في المجتمع أكبر من 50 في المئة". Getty Imagesكليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري من خلفية إدارية ماذا عن الاقتراع البرلماني؟ وفق القانون المنظم للانتخابات، يشترط حصول أي حزب يطمح لدخول البرلمان المكون من 600 مقعد، على نسبة 7% من أصوات الناخبين، أو أن يكون جزءا من تحالف يحصل على هذه النسبة. ويصوت الناخبون الأتراك للقوائم الحزبية وليس للمرشحين بموجب نظام التمثيل النسبي، ومن ثم فإن عدد المقاعد تحدده الأصوات التي تمنح لكل حزب وليس التحالفات. وفي التالي نتائج كل حزب وفق وكالة الأناضول الرسمية التركية: * العدالة والتنمية: 267 مقعدا * حزب الشعب الجمهوري: 169 مقعدا * حزب اليسار الأخضر: 61 مقعدا * حزب الحركة القومية: 50 مقعدا * الحزب الجيد: 44 مقعدا * حزب الرفاه: 5 مقاعد * حزب العمال التركي: 4 مقاعد نتائج التحالفات البرلمانية: * الجمهور (العدالة والتنمية - الحركة القومية - الاتحاد الكبير - الرفاه): 322 مقعدا * الأمة (الشعب الجمهوري - الحزب الجيد): 213 * تحالف العمل والحرية (الشعوب الديمقراطي "اليسار الأخضر" - العمال التركي): 65 مقعدا وعليه، خسر حزب العدالة والتنمية 28 مقعدا، لكنه حصل من خلال تحالفه مع أحزاب الحركة القومية والاتحاد الكبير والرفاه على 321 مقعدا. ما هي أعداد المقترعين؟ رئاسيا، بلغت نسبة الاقتراع الداخلي 88.84%، فقد صوّت 53 مليون و993 ألفا و355 مقترع، جاءت أصوات 52 مليون و972 و392 منهم صحيحة. أما المغتربين، فصوّت منهم مليون 768 ألفا و90 شخصا، بنسبة 53.20%. أما برلمانيا، فبلغت نسبة التصويت الداخلي 88.84%، مع تصويت 53 مليون و993 ألف و51 مقترع، جاءت أصوات 52 مليون و626 ألف و979 منهم صحيحة. أما في الخارج، فصوّت مليون و769 ألفا و14 شخصا، بنسبة 53.25%. Getty Imagesلائحة الاقتراع البرلماني في تركيا كيف جاء تصويت المحافظات؟ تفوّق أردوغان في 51 محافظة، بينما تفوّق كليجدار أوغلو في 30 محافظة. أما أوغان وإنجه فلم يتصدرا في أي محافظة. وبلغت نسبة التصويت لصالح كليجدار أوغلو 48.55% في اسطنبول، مقابل 46.69% لأردوغان. أما في قهرمان مرعش التي ضربها زلزال 6 فبراير/ِشباط المدمر، حيث تعرضت الحكومة لانتقادات لعدم استجابتها بسرعة، حصل أردوغان على 71.88% من الأصوات. وثمانية من المدن التي ضربها الزلزال هي معاقل لحزب العدالة والتنمية، حيث حصل الرئيس على أكثر من 60% من الأصوات في آخر انتخابين رئاسيين. باستثناء غازي عنتاب، حيث حصل على أكثر من 59٪ من الأصوات، لم ينخفض دعمه إلى أقل من 60٪ في أي من تلك المدن. ما هو المتوقع للجولة الثانية؟ قال المرشح الثالث، سنان أوغان، الذي حصل على حوالى 5٪ من الأصوات، إنه سيقرّر قريبا من سيدعم من المرشحين أردوغان أو كليجدار أوغلو. وأوضح "سأتحدث إلى القادة في تحالفي، وسأذهب وأسأل ناخبي في الأيام القليلة المقبلة. وبعد ذلك سنتخذ قرارا ونؤدي واجبنا في الأيام ال 14 المقبلة". وبحسب سيلين غريت من بي بي سي، ستدخل تركيا أسبوعين آخرين من أجواء التوتر، استعدادا لجولة إعادة لم يرغب أحد في خوضها، لا سيما أنصار المعارضة. "إنهم يعانون من إحباط، نظرا لأن استطلاعات الرأي أبرزت قدرة مرشح المعارضة، كليجدار أوغلو، على فوزه المريح بانتخابات الرئاسة في الجولة الأولى"، تضيف غريت. Getty Imagesالشعب التركي يواجه تضخما كبيرا وكلا المرشحين يعدان بتحسين الوضع الاقتصادي وأوضحت "كما أظهر استطلاعان إمكانية حصوله على ما يزيد على 50 في المائة من أصوات الناخبين، لذا كانت توقعات فوزه كبيرة". ما هي برامج المرشحين الرئاسيين؟ وعد أردوغان الناخبين بجعل تركيا قوية ومتعددة التحالفات وخلق ستة ملايين وظيفة، متهما الغرب بمحاولة الإطاحة به بعد أكثر من عقدين من الزمن في الحكم. كما وعد بتحقيق معدلات نمو عالية، وإعطاء دفعة كبيرة للسياحة. * انتخابات تركيا: لماذا لم يحسم أي من أردوغان، وكليجدار النتيجة في الجولة الأولى؟ * الانتخابات التركية "سيكون لها تأثير عميق على كل من تركيا والسياسة العالمية" - في الإندبندنت من جهته، يخوض كليجدار أوغلو، البالغ من العمر 74 عاما، السباق الرئاسي كمرشح لستة أحزاب معارضة تضم الحزب الذي يتزعمه، حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إلى تيار الوسط، والحزب الجيد القومي، وأربعة أحزاب أصغر من بين زعمائها اثنان من حلفاء أردوغان السابقين كان أحدهما قد شاركه في تأسيس حزب العدالة والتنمية، أي أحمد داوود أوغلو. وعد أوغلو ب "إحياء الديمقراطية"، وعكس "التحول الاستبدادي" للبلاد في عهد أردوغان. وكذلك استعادة العلاقات مع حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لجعل تركيا "جزءا من العالم المتحضر مرة أخرى". اقتصاديا، وعد كليجدار أوغلو بإعفاءات ضريبية لجذب الاستثمار.