هوية بريس – الشيخ عمر القزابري بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام الحديث عن أعلام الأمة..هو نوع وفاء..بل هو من صميم الدين..يحمله الصادقون جيلا عن جيل…يقول ربنا في وصف أشراف هذه الأمة( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان..ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا..ربنا إنك رؤوف رحيم ) هذه تربية القرءان لأمة القرءان…الصادقون شأنهم التوقير..والمطموسون شأنهم التحقير..وشتان بين من استنار قلبه فنثر ورود الوداد..وبين من أظلم قلبه فركب مركب العناد… الإمام ابن كثير رحمه الله..هو العالم المفسر المؤرخ المحدث الفقيه…جلس للتعلم على يد الأكابر..ولم يبرح مقام الأدب ولم يغادر..فأخذ عن ابن تيمية والذهبي..وابن القيم وجمال الدين المزي..وغيرهم.. فامتطى صهوة النبوغ..وأدرك نجمه البزوغ…فصنف التصانيف الجليلة..وأجلها تفسير القرآن العظيم…فقد تناقلته الأمة بالقبول..وأثنى عليه الأئمة الفحول…ولا يٌلتفتٌ إلى كلام الأوباش والمفاليس والصعاليك…وله رحمه الله كتاب عظيم..وهو البداية والنهاية..وهو موسوعة ضخمة تضم التاريخ منذ بدأ الخلق إلى القرن الثامن الهجري..وجزء النهاية في الفتن والملاحم…وظل يصنف ويؤلف حتى ذهب بصره وهو يؤلف جامع المسانيد..وفيه قال: لا زلت فيه في الليل والسراج ينونص حتى ذهب بصري معه… هكذا كانت حياته زاخرة بالعلم والعبادة..حتى لقي ربه رحمه الله…وقد كانت له جنازة مشهودة..ودفن بجانب قبر شيخه ابن تيمية رحمه الله..ورثاه بعض طلبته بقوله: لفقدك طلاب العلوم تأسفوا: وجادوا بدمع لا يبيد غزير.. ولو مزجوا ماء المدامع بالدما: لكان قليلا فيك يا ابن كثير .. واليوم نسمع بعض الممسوخين يطعنون في ابن كثير رحمه الله…ولا حول ولا قوة الا بالله…وهي حملة يراد منها زرع التشكيك ليسهل التفكيك…ومهما عمل هؤلاء المسعورون..والخرقى..والذين هم مابين جاحد. ومعاند..وبائد..وحاقد..فإنهم والله لن يطفئوا نور الله…ولن يستطيعوا اقتلاع غرس غرسه رسول الله صلى الله عليه وسلم..وليس لهم في هذه الدنيا إلا الوبال والخبال والنِّعال..وفي الآخرة الخسار والبوار والنكال…ونصيحتي لكل مسلم أن يقتني تفسير ابن كثير..فسيجني منه الخير الكثير…وإياكم وتزوير القالة…فما ينفع الناس فماكث..والزوال حتما للحثالة… وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.