بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام: تخرج الكلمات متدثرة بدثار الحزن الألم.. ملتحفة بلحاف الرضى.. بما قضى الله وأمضى.. لقد رحل قبل أيام فضيلة الشيخ العابد الزاهد.. أحمد الحواشي رحمه الله.. والشيخ الحواشي آية من آيات الله في هذا الزمان.. في عبادته وزهده.. في تبتله وطول قنوته.. في خلو قلبه من الدنيا وفتنها وبريقها الخادع.. لقد كان رحمه الله يمشي على الأرض.. وقلبه معلق بعرش الرحمان.. يحيي الليل كله.. في تبتل وخضوع وخشوع ودموع.. امتلأ قلبه بحب القرءان وتعظيمه.. ووجدت روحه لذتها في طول المناجاة في محاريب الحب.. وارتفعت نفسه عن وهدة الطين.. وحمأة التراب.. كان يحيي ليله بعشرة أجزاء.. يختم القرءان كله في التراويح في ثلاثة أيام.. عاش عفيفا.. نظيفا.. لطيفا.. واقفا.. تاركا الدنيا وزيفها.. متوجها بكُلِّيَتِهِ إلى الله.. عرفته ميادين الدعوة.. داعيا إلى الله.. رابطا القلوب بعلام الغيوب.. عصرته المحن والابتلاءات فكان طودا شامخا في الصبر واليقين.. ووالله أيها الأحباب.. على مثل الشيخ الحواشي فلتبك البواكي.. قابلته مرة في مكة فرأيت رجلا مهابا ودودا مستنير الوجه والقلب.. قريب الدمعة.. كثير اللوعة.. طاهر النَّبعة.. هؤلاء أيها الأحباب هم النماذج المحيية .. التي تحيي في النفوس أمل الوصل.. وتذكر بأحوال من سلف من أكابر هذه الأمة.. وتصلح لأن تكون قدوة لمن أراد السير إلى الله.. خصوصا في دياجير الفتن.. في خضم التحريف والتزييف والتجريف.. إن القلب ليخشع.. وإن العين لتدمع.. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. وإنا على فراق الشيخ لمحزونون.. والعزاء لأسرته.. وأبنائه البررة.. أخص بالذكر الصديقين العزيزين الكريمين.. الدكتور محمد الحواشي.. والدكتور عبد الرحمن الحواشي.. وكل إخوانهم الطيبين.. ولطلبة الشيخ ومحبيه.. اللهم اغفر للشيخ الحواشي.. وألحقه بالصالحين.. واجعله من أهل الفردوس الأعلى.. اللهم اجمعنا به في دار كرامتك.. ومستقر رحمتك بحق لا إله إلا الله محمد رسول الله.. . والحمد لله في كل حال وعلى كل حال.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري..