هوية بريس – الشيخ عمر القزابري بسم الله الرحمان الرحيم. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..أجمعين..أحبابي الكرام: الشيخ الحُصري رحمة الله عليه. رجلٌ اصطفاه الله بِوِراثة التَّنزيل..ووهبه حلاوةَ التَّرتيل..إمامٌ لم يَرتضِع غيرَ دَرِّ المَعالي..وحازَ بالسَّبقِ الأسانيدَ العَوالِي..فأقسمُ برب المشارق والمغارب..أنه شمسٌ طالعةٌ في سماءِ المناقب..ولا يزالُ إلى الآن شامةً في وجْناتِ الأَيّام..وروضةً تفتَّحتْ أنوارُها بثغورٍ ذاتِ ابتسام..كان رحمه الله منقطعًا لاقتطافِ زهرات الأفنان..يَمُدُّ لقِرى الأسماع موائدِ التحبير والإتقان..تُستخرجُ الجواهِرُ مِن بُحورِ تلاوته..وتُحَلَّى الأسماعُ بعذوبةِ نداوته. كان حسنةً اعتذر بها الدَّهر عمَّا جنى..ودوحةَ فضلٍ غضَّةَ الأنوارِ والجَنى..ولا تزالُ الرُّكبانُ تتحِفُنا بهدايا أخبارِه..ونسيمُ الذِّكر يهبُّ معطرا بنفحاتِ آثاره. فكم في الحديث عن تلاوته مسرحٌ للمقال..ومجالٌ لمُضمراتِ المَشاعرِ من حُبٍّ وإجلال..كان نجمًا تُجْلَى عليه المعاني صورةً فصُورة. وتُتْلى مِنْ فِيهِ عِذابُ الآيِ سُورةً بعد سُورة.. إِحساسُه أرقُّ من دمعِ السّحاب..وأصفى من ماء الحسنِ في رِياض الشباب..جميلُ المُحيَّا مهابُ الجَناب..كان في التلاوة طويلَ الباع..عذبَ الموارد إذا ظمِئت الأسماع..رقيقَ حواشي المجد..أرقَّ من عَبراتٍ أسالها الوَجد…نشأ في حِجر الفضل والحَسب..وبسقَ في روضةِ النَّجدةِ والأدَب…أكثرَ رحمه الله من الرِّحلة والنُّقلَة..على تيقُّظٍ لا تطمعُ فيه الغفلة..يُسمِع الناس القرءان غضًّا طَريَّا..ويطعمهم من باسِقة إتقانه رُطبًا جَنيَّا. ..ففاضت عليه سحائب من الثناء سَكُوبْ..تُزْجيها رِياحُ الشكر مما يسحبُه الصَّبا والجَنوب…بلغ صوتُه الآفاق..وفاضت بالدموع لتلاوته الآماق…لم يكن صاحبَ إفراط في الأداء ولا تفريط..ولم يكن ذا تعسُّفٍ أو تمطيط..بل كانت العُذوبَة تَسيلُ مع لفظِه..والقلب يرتاح لنورِ لحْظِه…. رحم الله سيدنا الشيخ محمود خليل الحصري….وسقاه من الزُّلال الكوْثرِي…وأسكنه الفردوس الأعلى..جزاء ما تلا من الآيِ وجلّى..وبارك في ذريته إلى يوم الدين.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري