الثلاثاء 19 ماي 2015 "بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلي آله وصحبه أجمعين، أحبابي الكرام: هي الدنيا لا تخلو من أكدار، أفراح وأحزان، تجري بهما الأقدار، يمضي العبد في هذه الدنيا وما يدري متى يبغته الأجل، ومتى ينادي النعي بخبره أن قد رحل، ولكن مما رسخ فينا القرءان في طريقته في بناء العقائد (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا موجلا) فالموت بإذن الله، وما الأسباب إلا وسائل لإمضاء قدر الله، ولا مفر مما قدر الله.. جاء خبر وفاة الطيار البطل المغربي ياسين، هذا البطل الذي قضى نحبه مقبلا غير مدبر، مدافعا عن الحرمين، ملبيا أوامر ولي الأمر حفظه الله، ممثلا سائر المغاربة الأشاوس، فنحن بقدر مرارة الحزن التي نشعر بها، بقدر الأمل الذي يرجينا في أن يتقبله الله شهيدا عنده، وما ذلك على الله بعزيز، ياسين لقي ربه وهو يقاتل أعداء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين يكفرون الصحابة ويكفرون أمهات المؤمنين، والذين طغوا في البلاد، وخربوا المساجد، وروعوا الآمنين. إننا نشاطر عائلة الشاب البطل ياسين أحزانهم وحق لهم أن يحزنوا، لأن موت الأبطال، من الدواهي التي تقصم ظهور الرجال، ولكن حق لهم أن يفخروا لأن البطل منهم، وصلته بهم مستمرة في الدنيا والآخرة، ونحن في هذا المقام لا يسعنا إلا أن نرفع أكف الابتهال، إلى الله ذي الجلال، أن ينظمه في سلك الشهداء الأبرار، وأن يلحقه بالصالحين الأخيار، وأن يجعله في رفقة النبي المختار، كما نسأله سبحانه أن يرزق أهله الصبر الجميل، الذي به يرتقون إلى مقام الرضى عن الله، والذي هو مقام اللذة والقرب، نعزي فيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي نسأل الله له الحفظ في حله وترحاله، وفي كل أحيانه وأحواله، نعزي الشعب المغربي المجيد، شعب النبل والخير والتضحية والفداء، الشعب الذي يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأصحابه الكرام. هنا المغرب، بلد الرجولة، والبطولة، بلد حب الله ورسوله، بلد الكرم والجود، بلد التضحية والفداء، اللهم ارحم عبدك ياسين، اللهم ارفع درجته في المهديين، اللهم اجعله من الآمنين. إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا على فراقك يا ياسين لمحزونون، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري".