أصدر عدد من العلماء وطلبة العلم والمفكرين في السعودية بيانا حول استشهاد الشيخ أحمد ياسين.وقد ندد البيان بالعملية الغادرة الي اقدم عليها الكيان الصهيوني واستهدفت الشيخ ياسين ومن كان معه .وأشاد البيان بالشيخ أحمد ياسين ومكانته وفضله وجهوده في خدمة القضية الفلسطينية.وهنأ البيان حركة حماس والشعب الفلسطيني على صموده وتضحياته وتقديمه لمواكب الشهداء .كما دعا قادة الأمة الى اتخاد مواقف حازمة للدفاع عن مقدرات الامة وأراضيها المستباحة وفيما يلي نص البيان مع اسماء الموقعين عليه بسم الله الرحمن الرحيم (تعزية وتهنئة ) الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد . فبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ استشهاد الشيخ الداعية المجاهد أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رحمه الله على أيدي عصبة البغي والإجرام حكومة الكيان الصهيوني الغاصب بقيادة الإرهابي المجرم شارون، وإننا إذ نسأل الله تعالى أن يتقبل الفقيد في الشهداء وأن يجعله مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، فإننا نسأل الله أن يجعل دماءه الطاهرة لعنة وزلزلة للطغاة المجرمين من الصهاينة الغاصبين ومن يؤيدهم . وفي هذا الخطب الجلل والحادث الأليم نتقدم بالتعزية الخالصة لأسرة الشهيد وأبنائه وإخوانه، ولحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وللشعب الفلسطيني المرابط، ولعموم الأمة الإسلامية في بقاع الأرض، ومع هذه التعزية نرى وجوهاً كثيرة تدعو إلى التهنئة لهذه الميتة الشريفة بعد أداء صلاة الفجر وعلى أيدي زمرة العدوان والغدر فنهنئ أسرة الشهيد على هذه الخاتمة الحسنة إن شاء الله ، كما نهنئ (حماس) التي قدمت مواكب الشهداء على تتويجها مسيرة الجهاد والمقاومة باستشهاد مؤسسها وقائدها ليكون ذلك أروع وأقوى أمثلة الصدق والتجرد، والتهنئة موصولة لشعب الجهاد والفداء على أرض الإسراء رمز الثبات والتضحية، ونزف التهنئة كذلك إلى الأمة الإسلامية الولود التي ما زالت تقدم الرجال الأفذاذ والقادة العظام من أمثال الشيخ أحمد ياسين رحمه الله . إننا نحزن في فَقْد الشيخ لذهاب مَعْلَم عزة في زمن شاع فيه الذل، ونأسى لغياب رمز ثبات ومقاومة في عصر مداهنة ومساومة، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وإن لله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار، ونسأل الله للشهيد الفوز بالجنان، ولأهله وذويه الصبر والسلوان، ولأمتنا الإسلامية أن يخلف الله عليها بمزيد من أبطال الدعوة والجهاد والإيمان . إن إقدام الكيان الصهيوني الغاصب على هذه الجريمة النكراء يكشف عن عدم الاكتراث بل والاطمئنان إلى عجز الحكومات والقيادات العربية والإسلامية عن فعل أي شيء ذي بال يمكن أن تحسب له الدولة الغاصبة أي حساب، كما يظهر بجلاء التواطؤ والتأييد الأمريكي لإرهاب الدولة الذي تمارسه حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ويتبدد كذلك وهم التعويل على الرأي العام العالمي وإمكانية ممارسة ضغوط مؤثرة على تلك الحكومة المعتدية، كما لا يخفى - على ذي بصيرة – سراب المسيرة السلمية وأكذوبة مبادرات واتفاقيات السلام التي تكذبها وتنقضها الممارسات الواقعية في شتى المجالات السياسية والعسكرية وغيرها. ومن جهة أخرى فإن استشهاد القائد البطل الشيخ أحمد ياسين يقدم لأبناء الأمة دروساً عظيمة في الاستعلاء بالإيمان والثبات عليه، وعبراً جليلة في الشجاعة والتضحية والفداء والتجرد عن الدنيا ومطامعها، إضافة إلى ما تقدمه مسيرة حياة الشيخ واستشهاده من قوة الإرادة ومضاء العزيمة إذ كان رغم مرضه وشلله داعية نشطاً وقائداً باذلاً يمثل قمة من قمم العمل والبذل والعطاء وهو في أدنى الصور المحسوسة من القدرة والإمكانية والأداء، وقد أثبت - رحمه الله - قدرة العاجز وأقام الحجة على عجز القادرين. لقد وجه الشيخ - قبل استشهاده –رسالة إلى القمة العربية القادمة خاطب فيها القادة العرب قائلاً إن:" الجهاد في فلسطين حق مشروع للشعب الفلسطيني، وهو فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وإن وصفهم بالإرهاب من قبل أعداء الله لظلم عظيم يرفضه شعبنا المرابط في فلسطين وترفضه كذلك شعوبنا العربية والإسلامية، ونتمنى على القمة أن توضح موقفها بوضوح لا لبس فيه نصرة لجهاد شعبنا المجاهد "، وأضاف :" إن شعبنا وهو يخوض ببسالة معركة فرضت عليه لهو جدير أن يلقى كل أشكال الدعم والتأييد من قادة الأمة" وزاد محذراً :" المسجد الأقصى يناشدكم وقد أعد الصهاينة العدة بدكّ أركانه وهدم بنيانه، فمن له بعد الله إن لم تكونوا أنتم " وختم رسالته قائلاً :" يا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو هذا ما أردت أن أنصح به وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أن الدين النصيحة"، وأسأل الله أن يجمع كلمتكم لنصرة دينه، وأن يوحد صفكم على ما فيه خير الأمة ورفعتها "، وبعد هذه الرسالة المكتوبة بمداد الأقلام كتب الشيخ الشهيد رسالته الأبلغ إلى الأمة وقادتها بمداد دمه". إن مسيرة الجهاد والمقاومة المباركة في أرض الإسراء ماضية بإذن الله ولن يؤثر فيها غياب الشيخ الشهيد إلا بمزيد من القوة والمضاء كما أعلن أتباعه وتلاميذه والقادة المجاهدون من شتى أطياف وفصائل المقاومة، وسيكون استشهاده – رحمه الله – وقوداً محركاً للأمة الإسلامية للرجوع إلى ربها والاستمساك بدينها والاستعلاء بعقيدتها والدفاع عن حقوقها والمواجهة لأعدائها. وإننا إذ نودع الشيخ الشهيد نوجه النداء إلى قادة الأمة العربية والإسلامية أن يتقوا الله في أنفسهم ودينهم وأمتهم وأن يؤدوا أمانتهم وأن يقوموا بواجبهم في حماية المقدسات واسترداد المغتصبات وتوحيد الكلمة ورص الصفوف والتخلي عن أسباب الذل والضعف والهوان، والالتفاف نحو شعوبهم والالتحام معهم لمواجهة الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة، وأن يرفعوا راية الإصلاح الحقيقي العملي في شتى الميادين في ضوء كتاب الله وسنة رسوله وأن يكونوا هم القدوة والبداية في المسيرة الإصلاحية، وأن يتذكروا مسؤوليتهم أمام شعوبهم وفي سجل التاريخ وقبل ذلك بين يدي الله عز وجل، كما ندعو أبناء الأمة جميعاً أن يجددوا نهج الشيخ الشهيد في الالتزام بالإسلام والدعوة إليه والتربية على نهجه وتنشئة الأجيال على مبادئ الإيمان وقيم الإسلام وروح العزة والجهاد، والقيام بمسؤولياتهم وواجباتهم بحسب إمكانياتهم، وأن يستشعروا أن كل منهم على ثغر من الثغور فليحرص على أن لا تؤتى الأمة من قِبله، ولابد من حرص الجميع على الوحدة والائتلاف ونبذ الفرقة والاختلاف والتوحد في مواجهة الأعداء، ولا شك أن العلماء والدعاة والمثقفين في طليعة من يجب عليهم القيام بدور رائد ومبادرات مؤثرة فيما يعود بالخير على الإسلام والمسلمين . وختاماً نكرر التعزية والتهنئة بفقد الشيخ المجاهد رحمه الله ونسأل الله للجميع التوفيق والسداد، ولأمتنا الهدى والرشاد، والحمد لله رب العالمين . أسماء الموقعين على بيان (تعزية وتهنئة) http://www.almoslim.net/figh_wagi3/show_news_main.cfm?id=5871