هوية بريس – الإثنين 16 دجنبر 2013م كثر الحديث في الأيام السالفة من قبل مفكري ومثقفي وإعلامي الأمة الإسلامية عن الزعيم الراحل نلسون مانديلا، الذي اشتهر بكفاحه ونضاله ضد سياسة الميز العنصري في جنوب إفريقيا، وكأن حال هؤلاء اذا قال الناس قلنا.. من المعلوم أن الزعيم الإفريقي قد قضى معظم حياته وزهرة شبابه في غياهب السجون مقاوما جبروت واستبداد النظام الأبارتيد، الذي كان يستعبد السود وينتهك حقوقهم الإنسانية، حتى انهار هذا النظام الإجرامي في مطلع التسعينات، والذي كان مدعوما من قبل الكيان الصهيوني والدول الغربية التي أعلنت تنكيس أعلامها احتراما للزعيم مانديلا!. ومن الأمور التي لا حظتها من قبل أبناء جلدتنا مبالغتهم في تمجيد هذا الزعيم الذي يستحق التقدير، لكن بدون مبالغة، فالرجل لا نشك في أنه كان مناضلا ومدافعا ومنافحا عن الضعفاء، ولا نشك في أن الفضل يرجع له ولغيره بعد الله سبحانه في القضاء على الاستبداد.. لكن لا ننسى أن الزعيم كان أول رئيس في الفترة ما بعد النظام العنصري، وأن فترته الرئاسية اتسمت بالفشل الذريع على جميع المستويات، شهدت فترته انتشار الأمراض المعدية "الإيدز"، انهيار الاقتصاد، وانتشار الفقر، وارتفاع معدل الجريمة، وانتشار الدعارة، وانحلال المجتمع.. كل هذا في عهد مانديلا، ولعل هاته هي الأسباب التي جعلت مانديلا يتنحى عن العمل السياسي. ومن جهة أخرى فإن أبناء جلدتنا لا يعلمون أن مانديلا لم يكن هو وحده الذي يكافح من أجل القضاء على سياسة الميز العنصري، بل سبقته إلى ذلك قيادات إسلامية، حقا أن الزعيم مانديلا سجن مدة 27 سنة، لكن الشيخ عبدالله هارون -رحمه الله- سجن 30 سنة، ومات في السجن شهيدا بإذن الله، من أجل الحرية ومكافحة الاستبداد العنصري، وهذا باعتراف مانديلا في كتابه: "مشوار طويل للحرية"، ذكر فيه أن مسلمي جنوب إفريقيا وكيب تاون بالذات، سبقوه للنضال ضد العنصرية، هل ذكر أبناء جلدتنا مسلمي جنوب إفريقيا وما تعرضوا له من القتل والأسر.. هل يعرفون الشيخ عبد الله هارون الزعيم الإسلامي الذي سبق مانديلا في النضال؟ وهل سيذكر أبناء ملتنا الشيخ عبد القادر ملا -رحمه الله- زعيم الجماعات الإسلامية في بنغلاديش الذي نفذ فيه حكم الإعدام من قبل أعداء الملة والدين ظلما وعدوانا، لا لشيء، إلا أنه مسلم يدعوا إلى حاكمية الله في الأرض؟ بالطبع كل هذا لا يعرفه مثقفو الأمة ومفكروها ولا يريدون معرفته أصلا؛ لأنهم مصابون بعقدة الخواجة يطاردون كل نموذج أجنبي، ولن يذكروا الشيخ الشهيد عبد القادر ملا بشيء، أما آن الأوان كي تنصف الأمة أبناءها وزعماءها وتذكرهم بالخير كما تذكر وتمجد وتعظم هذه النماذج الأجنبية، وهؤلاء القوم يصدق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه".