بلغنا أن لجنة برلمانية اجتمعت البارحة لتقدم مقترح قانون، يقضي بتجريم اغتصاب الزوج لزوجته، مما يعني أن العلاقة بين الزوجين لم تعد علاقة إحصان، مبنية على التساكن والمودة والعشرة الطيبة، وإنما أصبحت علاقة صراع وتمرد حتى على مقومات الحياة الزوجية البديهية. مما يجعلنا نتساءل أي مصير ينتظر الأسرة المغربية حين يصبح قانون يجرم العلاقة الجنسية بين الزوجين إن المرأة رفضت ذلك، ولو تمردا ونشوزا على الزوج. لكن لا يتحدثون عن المرأة إن امتنعت عن ممارسة الجنس مع زوجها تمردا، ومن غير سبب معقول، فلها أن تمتنع، وللزوج العقوبة. فيصبح كل رجل متهما بالاغتصاب الزوجي ابتداء، والملف جاهز، متوقف على تصريح المرأة ورفع دعوى قضائية بذلك. وهذا عين الكارثة والعاصفة التي ستدمر الحياة الزوجية. يقال هذا في الوقت الذي يتأخر فيه سن الزواج، وترتفع فيه العنوسة، ويشتد فيه الغلاء والبلاء على الشعب المغربي، كأن هؤلاء لا هم لهم، ولا يعنيهم من وضع المرأة، وحالة الأسر المغربية إلا الاغتصاب الزوجي الذي استوردوه من الغرب. كونوا مطمئنين، أمام حالة الغلاء، والمستقبل المجهول للمغاربة، بطالة متفاقمة، تعليم منحط، صحة متدهورة، فساد منتشر، استبداد متحكم، تضخم مرتفع، ووضعية مزرية، لم يعد للرجال رغبة في الجنس، لأنهم أتعبهم التفكير، وأنهك قواهم العقلية والنفسية، فأي اغتصاب سيمارسونه مع زوجاتهم؟ من شر البلايا ما يضحك. على أن بعض النساء كما يقول المغاربة: يا ربي غير تلقى الرجل. هؤلاء الديماغوجيون المأدلجون، لا يفكرون فيما ينفع الأسر المغربية، ولا وضعية المرأة، التي تظل تعمل في المصانع والمعامل والمزارع، بأجر زهيد، وعمل شاق وشديد، بدون حقوق، ولا كرامة، فقط يهمهم التمرد على القيم الإسلامية، والأحكام الربانية. أما العلاقة الحميمية والجنسية بين الزوجين فتحتاج إلى دورات تكوينية، لا سيما للمبتدئين في الزواج، وإلى وعي وتفهم، والمتزوجون معظمهم يعرفون ذلك بطول المعاشرة لزوجاتهم، وكذلك الزوجات، ولا تحتاج إلى قوانين تدخل معهم في خصوصياتهم بيت الزوجية. وهل ستستقيم حياة زوجية إذا عوقب الزوج بتهمة الاغتصاب لزوجته أم أن البلادة أعمت الأبصار؟ والأجندة الغربية المستوردة لا بد من تنفيذها لإرضاء سادة الغرب الممولين. كانت جدتي المراكشية رحمها الله، على طريقة إخواننا المراكشيين في النكت، حينما بعض أبنائها لا يقوم بواجباته المفروضة، ويرتمي في عمل لا جدوى منه، وإنما هو مضيعة للوقت تقول له: كلشي كملو بلقزيز ما بقالو غير دوار القزيبة.