هوية بريس – ذ.إدريس كرم تقديم: تبين اتفاقية تافنة -الموقعة بين قائد الجيوش الفرنسية بوهران، والأمير عبد القادر- حدود الجزائر التي تحت سلطة الطرفين، والتي تقول كتب الجغرافية المدرسية المُدرَّسة اليوم بالجزائر، بأن المساحة التي كانت عند الأمير عبد القادر ، تساوي ثلثي الجزائر، والثلث الباقي تحت السلطة الفرنسية. فكم كانت مساحة الجزائر وقتها؟ فطبقا لما جاء في الاتفاقية من حدود، فإن الجزائر لم تكن تتجاوز محيط وهران جنوبا، ذلك أن الاتفاقية جعلت حدها الجنوبي، لا يتعدى الخط الذي يبدأ بالسباخ، مارا بالضفة الجنوبية للبحيرة. فأين منها اتوات، والعين الصفرة وكرارى ولمنابها فأحرى بشار، ولقنادسة وتيميمون، وبقية المراكز المنتشرة في الصحراء الشرقية المغربية، التي أثبتتها اتفاقية لالة مغنية 1845 والتي قاتل المغاربة عليها فرنسا، طويلا، لمنعها من إقامة مراكز حراسة بها، أو القيام بأشغال بها، والتي تم تخليدها في معارك وهجمات، ترجمنا بعض التقارير والرسائل الرسمية حولها، وهي منشورة في موقع (هوية -بريس) وجريدة السبيل. بعض من نص معاهدة تافنة إن اليوتنا جنرال بيجو قائد الجيوش الإفرنسية في إقليموهران، والأمير عبد القادر قد اتفقا فيما بينهما على الشروط التالية: 1- يعترف الأمير عبد القادر بسلطة فرنسا في الجزائر. 2- يبقى لفرنسا في إقليموهران ومستغانم، مزغران ونواحيها المحيطة، بووهران وأرزيو، ومنطقة أخرى محددة كما يلي: من الشرق، بنهر المقطع والسباخ والبحيرة، التي يجري فيها، ومن الجنوب بخط يبدأ من السباخ المذكورة، مارا بالضفة الجنوبية للبحيرة وممتدا إلى واد المالح، في اتجاه سيدي سعيد، ومن هذا النهر إلى البحر سيكون تابعا للإفرنسيين. وفي إقليمالجزائر فتعتبر منطقة إفرنسية، مدينة الجزائر والساحل، وسهل متيجة (متوجة) محدودا من الشرق بواد القدرة (الخضرة) إلى قدام، وقبله لحد رأس أول جبل حتى واد شفة، وداخل في ذلك البليدة وسائر نواحيها، وغربا من شفة إلى المد المقابل لواد مزغران، ومن هناك خط مساوي لحد البحر، ومتضمن في هذا الحد، القليعة وكامل نواحيها. 3- على فرنسا أن تعترف بإمارة الأمير عبد القادر، على إقليموهران، وإقليم تيطري، والقسم الذي لم يدخل في حكم فرنسا من إقليم مدينة الجزائر، لجهة الشرق بحسب التحديد المعين في المادة الثانية، ولا يسوغ للأمير أن يمد يده، لغير ما ذكر من أرض الجزائر. 4- ليس للأمير حكم ولا سلطة على المسلمين من أهل البلاد المملوكة لفرنسا، ويباح للفرنسيين أن يسكنوا في مملكة الأمير، كما أنه يباح للمسلمين أن يستوطنوا في البلاد التابعة لفرنسا. التافنة 01 جوان 1837 الموافق ل06 ربيع الأول 1253. كتب سلسلة جهاد شعب الجزائر؛ بسام العسلي.