احتلت مناقشة نقطة محاربة الكلاب الضالة بسلا ومقاهي الشيشة الجزء الأهم من المدة الزمنية المخصصة لأشغال الجلسة الأولى من دورة فبراير الجاري للجماعة الحضرية لسلا المنعقدة، حيث توقف أعضاء المجلس على استفحال وخطورة الظاهرة التي خلفت عددا من الضحايا مطالبين بحلول ناجعة كفيلة بالحد الفعلي من العدد المهول لهذه الكلاب. وفق "الأخبار" فقد وقدم مستشارو المجلس ملاحظات بشأن اتفاقية الشراكة التي تخص تدبير المستوصف الجهوي للحيوانات الضالة، بضرورة تقديم معطيات تقنية وتعريفية ضافية حول الجمعية المعنية بالتسيير والتدبير وكل ما يتعلق بطريقة معالجتها لهذه الظاهرة؛ مسجلين ضرورة ترجمة الاتفاقية للعربية وتثمين دور المجالس المنتخبة في لجنة التتبع التي يرأسها الوالي. وحسب المذكرة التقديمية لهذه النقطة التي تأجل التصويت عليها، فإنها تأتي في إطار محاربة الآثار السلبية والخطيرة التي تلحقها الكلاب الضالة بصحة الساكنة والمشهد الحضري، في ما يتعلق بنقل الأمراض والأوبئة المعدية، خاصة داء السعار. فحسب بنود الاتفاقية التي تهم عمالات والجماعات الترابية لسلا، الرباط، تمارةالصخيرات، تم خلق مستوصف بجهة العرجات ضواحي سلا على مساحة هكتار، تشرف عليه الجمعية المغربية لحماية الحيوانات والطبيعة (AMPANA)؛ يرأسها المدير الجهوي ل«أونسا» ويتحمل داخلها جسم الأطباء البياطرة جانب تدخلات التعقيم والتلقيح والتحسيس والبحث والدراسة، حيث تتحدد مهام الجمعية في استقبال الكلاب والقطط الضالة، بتعاون مع مصالح الجماعات المعنية، وتعقيمها بأعداد محددة وتلقيحها من داء السعار قبل إعادة إرجاعها إلى مكانها السابق. وبخصوص تمويل هذه الاتفاقية، حدد مبلغ 6 ملايين درهم لسنة 2023، على أن تخصص الجماعات الثلاث مليون درهم لكل واحدة ابتداء من السنة الموالية. من جهة أخرى، وفي إطار مناقشة نقطة التقرير بين الدورتين، أثار موضوع محاربة مقاهي الشيشة نقاشا حادا بين فريق «البيجيدي» وبعض المستشارين؛ بعدما تساءل مستشارو العدالة والتنمية عن ظروف تجديد الترخيص لمقهى كانت موضوع إغلاق سابق بشارع للا أمينة بسبب تقديم الشيشا؛ فيما تحدث مستشارون آخرون عن أهمية محاربة الظاهرة بمختلف أحياء المدينة وليس فقط المقهى المذكورة، بينما كشف العمدة السنتيسي أن التجديد لصاحب المقهى جاء بناء على استعطاف منه والتزام بعدم العودة لنفس الممارسة؛ والجماعة ستعيد تقييم هذا الترخيص بناء على بحثها بتنسيق مع السلطة؛ كما أن السلطات، يقول رئيس المجلس، تقوم بحملات زجرية حول هذا الموضوع، مؤكدا أنه سيعيد فتح هذا الموضوع مع عامل المدينة قصد تنظيم مزيد من الحملات للحد من انتشار مقاهي الشيشة بمختلف المقاطعات، وأيضا لمحاربة ظاهرة احتلال الملك العمومي التي أمست مقلقة.