لم يكن سهلا على الجهات التي تسعى إلى خلق فجوة عميقة بين أجيال الحاضر وبين العمق الديني لأمتنا، والتي استثمرت أموالا طائلة في صناعة التفاهة عبر منصات ومواقع وبرامج تهدف إلى تمزيق الانتماء الهوياتي الصلب لدى شبابنا، لم يكن سهلا عليها أن ترى أن جهدها يذهب جفاء، وأن بنيانها المائل على شفا جرف هار ينهار أمام أعينها بسبب كثافة الشحنة القيمية التي تجلت في أخلاق وسلوكات أبطال منتخبنا وأغلبهم شباب في مقتبل العمر. هم يعلمون أن قوة تأثير أبطال المنتخب تتجاوز أقوى الصفحات والتنظيمات والمؤسسات، وأن امتداد القيم الدينية والحضارية التي جسدوها وافتخروا بها يتجاوز كل الحدود المتخيلة. ولعل هذا ما يفسر سرعة استهدافهم لرموز المنتخب وأبطاله، تارة من خلال الاتهام بالتطرف الديني كما حدث مع البطل بوخلال، وتارة بالتربص وتصيد ال"هفوات" التي يمكنها في نظرهم أن تستثمر في كسر موجة التأثير التي خلقها المنتخب بمشاركته المشرفة كرويا وأخلاقيا في نسخة المونديال الفريد بقطر. ورغم أن الموقع سيء الذكر قد ارتكب خطأ جسيما من حيث حجم وتوقيت الاتهام، مما استدعى تدخل جامعة الكرة و المجلس الوطني للصحافة لتدارك الأمر، غير أنني لا أعتقد أن هذه الخرجات السيئة ستتوقف، بل ربما ستنتطم وتخضع لمنهجية سامة غرضها الوحيد إبعاد عناصر المنتخب واحدا تلو الآخر من دائرة الضوء وتحطيم أثرهم في نفوس الشباب، عبر ملاحقتهم ومحاولة الإساءة لصورتهم الجميلة التي أبهرت العالم. والواجب الذي يقع على عاتق كل غيور منا هو مواجهة هذا الاعتداء الشنيع على أبطالنا وقيمنا المشتركة، وتهميش هذه المنابر السامة وعدم السماح لحفنة من الأدوات الدنيئة أن تفسد فرحتنا وشموخنا وكبرياءنا.