قريني العزيز قريني صديق قديم أخالطه باعتدال هو غير مهذب يستغلّ خجلي و يعرف كيف يستفيد من أخطائي هو ظلّي يتبعني أو يسبقني محاكيا مشيتي يتدخّل حتى في أحلامي و يتكلّم بسهولة لغة شياطيني رغم صداقتنا الحميمة يبقى غريبا عنّي لا أبغضه لا أحبّه لأنّه بعد كلّ شيء قريني الدّليل الغيابي على وجودي. معه أفقد دعابتي تبدو تبهج أصحابي أن تُدان الحماقة حماقتي منها و كلّ الأيام التي يا للتفاهة لا تُوهب إلاّ لحفنة من المنتخبين لكن و هنا يكمن كبريائي أرى أنّ ترشحي لم يُكتسب بلا حق اكتشفت هذا النزوع في عمر متأخر و أنا آسف أن قلّصته إلى حصّة شحيحة بسبب شبح كلّه استيهام إذا ما هذا وُجد إذن ما العمل ؟ كما يقول الرفيق لينين العناية بوحدانيتي ؟ هذا ما لا يشبهني مشاورة أحد ؟ لا جدوى أن آخذ في مطاردة أشباهي أن أصطادهم في شرك كنخّاس و أحبسهم في عنبر؟ كلاّ ليست لي هذه العدوانية أن أكتب قصائد صغيرة عن الزهور و عن الفراشات أو عن أشياء أخرى على قدر من البياض ومن الإمتلاء للإحتفال بسرّة اللغة ؟ هذا جدّ قليل بالنسبة إليّ لمّا قرون الثور تسلخ منّي اليدين و لهاث الحيوان يلهب منّي الوجه سأصيح على قريني ما استطعت و أنا ألوّح له بقطعة القماش الحمراء : يا ثور اسع إليّ ! كلّ التمزّقات هذا الضّياء ليس للوصف إنّه يُشرب أو يُؤكل الأصفر ينتظر الأزرق الذي يتريّث مع الأخضر الأبيض يبتسم لهذا المشهد الإعتيادي من الحرد الغرامي أن تسكن جسدك ليس سهلا إنّه بيت مأهول بالأرواح حقل من الألغام يلزمك أن تستأجره فقط لتمضية العطلة الندى ليس سوى ماء لكنّه ماء عاشق لا أنكر ذلك الكتابة ترف إلاّ أنّها الترف الوحيد الإنسان فيه لا يستغلّ إلاّ نفسه النبيّ يحطّم الأوثان الطاغية يشيّد التماثيل أفتح نافذة بستاني السرّي النهّابون نهبوا كلّ شيء استولوا حتى على سرّ بستاني كثيرا ما أحسّني ضئيلا مذنبا من جهة ما لمّا يأتي أحدهم لتهنئتي لا أنتظر شيئا من الحياة أسعى لملاقاتها