السفياني نائبا ثانيا لرئيس مجموعة الجماعات الترابية طنجة تطوان الحسيمة للتوزيع    الجزائر.. محامي صنصال يعلن مثوله أمام وكيل الجمهورية اليوم الإثنين    بورصة البيضاء تفتتح تداولات بالأخضر    الخطوط الملكية المغربية تستلم طائرتها العاشرة من طراز 'بوينغ 787-9 دريملاينر'    صنصال يمثل أمام النيابة العامة بالجزائر        العالم يخلد اليوم الأممي لمناهضة العنف ضد النساء 25 نونبر    جماعة أكادير تكرم موظفيها المحالين على التقاعد    أرملة محمد رحيم: وفاة زوجي طبيعية والبعض استغل الخبر من أجل "التريند"    تدابير للتخلص من الرطوبة في السيارة خلال فصل الشتاء    منظمة الصحة: التعرض للضوضاء يصيب الإنسان بأمراض مزمنة        لماذا تحرموننا من متعة الديربي؟!    أسعار الذهب تقترب من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع    النفط يستقر عند أعلى مستوى في أسبوعين بدعم من توترات جيوسياسية    الأمن الإقليمي بسلا… توقيف شخصين للاشتباه في تورطهما في حيازة وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية    تقرير: جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل عشر دقائق في العالم    ياسمين بيضي.. باحثة مغربية على طريق التميز في العلوم الطبية الحيوية    إيرادات فيلمي "ويكد" و"غلادييتور 2″ تفوق 270 مليون دولار في دور العرض العالمية    نقابة: مشروع قانون الإضراب تضييق خطير على الحريات وتقييد للحقوق النقابية    "الكاف" يقرر معاقبة مولودية الجزائر باللعب بدون جمهور لأربع مباريات على خلفية أحداث مباراتها ضد الاتحاد المنستيري التونسي        تقرير : على دول إفريقيا أن تعزز أمنها السيبراني لصد التحكم الخارجي    6 قتلى في هجوم مسلح على حانة في المكسيك    أونسا يوضح إجراءات استيراد الأبقار والأغنام    توقعات أحوال الطقس اليوم الإثنين    جمعية تنتقد استمرار هدر الزمن التشريعي والسياسي اتجاه مختلف قضايا المرأة بالمغرب        استيراد الأبقار والأغنام في المغرب يتجاوز 1.5 مليون رأس خلال عامين    مهرجان الزربية الواوزكيتية يختتم دورته السابعة بتوافد قياسي بلغ 60 ألف زائر    المحكمة تقرر تأخير محاكمة حامي الدين في قضية آيت الجيد وتأمر باستدعاء الشاهد خمار الحديوي (صور)    مدرب مانشيستر يونايتد يشيد بأداء نصير مزراوي بعد التعادل أمام إيبسويتش تاون    تصريحات حول حكيم زياش تضع محللة هولندية في مرمى الانتقادات والتهديدات    "الكونفدرالية" تتهم الحكومة ب"التملص" من التزاماتها بعد تأخر جولة شتنبر للحوار الاجتماعي    رياض مزور يترأس المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال بالعرائش    مخاض ‬في ‬قطاع ‬الصحة..‬    الاشتراكي الموحد يرحب بقرار اعتقال نتنياهو ويصفه ب"المنصف لدماء الشهداء"    تحالف دول الساحل يقرر توحيد جواز السفر والهوية..        الإمارات تلقي القبض على 3 مشتبه بهم في مقتل "حاخام" إسرائيلي    بسبب ضوضاء الأطفال .. مسنة بيضاء تقتل جارتها السوداء في فلوريدا    انطلاق حظر في المالديف يمنع دخول السجائر الإلكترونية مع السياح    جدعون ليفي: نتنياهو وغالانت يمثلان أمام محاكمة الشعوب لأن العالم رأى مافعلوه في غزة ولم يكن بإمكانه الصمت    استقرار الدرهم أمام الأورو وتراجعه أمام الدولار مع تعزيز الاحتياطيات وضخ السيولة    الدفاع الحسني يهزم المحمدية برباعية    تنوع الألوان الموسيقية يزين ختام مهرجان "فيزا فور ميوزيك" بالرباط    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    فعاليات الملتقى العربي الثاني للتنمية السياحية    الدكتور محمد نوفل عامر يحصل على الدكتوراه في القانون بميزة مشرف جدا        ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"    أفاية ينتقد "تسطيح النقاش العمومي" وضعف "النقد الجدّي" بالمغرب    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قاموس العجماويات الدنيوية : من الهتاف للجدل إلى التهافت على الدجل
نشر في شبكة دليل الريف يوم 04 - 01 - 2013

من المعروف أن القاموس هو المرجع المعياري الذي نستنجد به لوضع نقط الوضوح على بعض المفاهيم الملتبسة .لكن في الأحيان يصير من الصعب بمكان أن نصنع من محتوى القاموس اللغوي إنسانا مبدعا ينفخ روح المعنى في الألفاظ ،الشيء الذي يدفعنا إلى القول بأن الإنسان يبقى أعجما ومادة خاما إذا هو لم يستثمر مفاهيمه القاموسية لصياغة العقول وصناعة الفكر،فوظف هذا الأخير لخدمة أغراضه الشخصية فقط والتي تنحصر في دائرة زمنية ضيقة إسمها الدائرة الدنيوية ،فيصبح مشتركا مع الحيوان في قواسم عدديدة تبعده عن دائرة الضوء التي تترجم جوهره الحقيقي ولا تكتفي ب التقوقع داخل شرنقة تعج بأصداء تهتف في الجدل وهي في العمق لا تعدو كونها تتهافت على بيع الوهم وصناعة الدجل.
ليس هناك في الحرب ما هو أجمل من نهايتها. وليس هناك من فائدة في التخبط الإلحادي العدمي سوى استقرار مؤشر القلق على موجة الحيرة العبثية التي تهدف إلى بث إذاعي يعلن تحدي الإرادة الإنسانية الضعيفة للإسلام عبر ممارسة عملية الجحود بوجود الله خالق الكون. إن الإسلام في شخص من يمثله بحق يتقن عملية فضح السفهاء المستهترين بالمسؤولية ويكشف عن عورة المفسدين أمام الملأ فيربك مخططاتهم الدنيئة مثلما يربك إعلان السلام كل عشاق الدمار ومخططي الحروب العدوانية ومصاصي الدماء المنتمين إلى هيئة عسكرية غاشمة لا ضوابط أخلاقية لها ولا ضمير إنساني ينطوي في ذاتها.كلما كان الميدان فارغا من الرقابة الاسلامية والروادع الدينية كلما فسح المجال لتحط طائرة النخبوية المرتزقة في ساحة المجال التداولي لتقوم بمباراة ،لعبتها محسومة قبلا.فينبثق عنها مفترق طرق مشبوه تتوزع إثره ثروة الإنطباع المدان أصلا ،على مسالك اللا مماثلة المنعكسة سلبا على الصيغة الاسترجاعية لمعرفة الوعي ذاته. خاصة عندما ينزل على مراتب السلم الإستقصائي المنكب على إعادة إنتاج النمط الإمبراطوري الذي يضاهي معركة الأكاذيب اللامتناهية عبر زفة إعلامية لاتحترم شروط الإستيعاب المتاحة للإدراك الساذج داخل قلعة الدلالات السطحية.إن فرصة البقاء لوعيك بذاتك وعلاقتها بمجتمعك ضعيفة جدا إذا أنت وضعت مخك بين يدي الكهنة الدجالين لإعادة عجنه وقولبته تحت حجة استخراج طفيليات جرثومية تتسبب في آلام مبرحة . لذلك لا تستطيع كنتيجة للخلط العجيب بين الحق والباطل أن تميز بين هكذا مهارتين :تربية الورود وسط الصحراء،وتربية البشر وسط الأدغال. حينما يقترف لص جريمة سرقة السيارة الشعبية ،فإنه في الواقع يقترف خطأ استراتيجيا خاصة إذا توقف عند محطة إصلاح العجلات. فيصادف هناك السيد الشعب المالك الأصلي للسيارة المسروقة ,فتبدأ عملية التلعثم المفاهيمي الذي يخرج عن سكة القاموس الجاد ليقال بأن المعركة بين الحق والحق قد اندلعت . لايمكن للص أن يكون على حق أبدا. لهذا فالمعركة هي دوما بين الحق والباطل .وفي النهاية ينتصر الحق على الباطل ليتم استرجاع عربة الحق بصيغة الجمع من طرف السيد الشعب كونه مالكها الحقيقي . إن كان الحصول على نشوة كل الثمار الطازجة من خلال كنز العلم الشامل هو المنتهى من وراء هكذا تهافتات جدلية تورطنا في مطاردة ماراطونية للسعادة الكبرى.فكانت بالتالي نهايتنا ركوب تراجيدي على حمار العبث الإستهتاري الذي يستعجل باستفزازاته المتباطئة قدوم حافلة المآسي كي تجرجرنا بعجلاتها المهترئة نحو فوهة الجحيم.فحينذاك سنراجع ذواتنا وسنفسخ العقد الذي بيننا وكنز العلم هذا.دعونا نستحضر محتوى قاموس العجماويات الدنيوية‘ فالعالم-آنية أضحت وعاءا لجمع المساعدات الدولية لترسيخ قيم الإمبريالية داخل بلد هوية ذاكرته الجماعية متجذرة في تربة الخضوع للخالق في كل الحركات والسكنات.إذا رأيت النخبة المثقفة قد نحرت مبادئها وذبحت العزة على مذبح المصلحة الشخصية ، فأخذت تغسل دماغ المجتمع الأصيل كي ينحرف عن جادة الحق لينخرط بذلك في القيم العجماوية.هذه الحفنة البشرية غريب أمرها حينما تبيع كل شيء لأجل أن تدير ظهرها لكل ماهو غيبي وأخروي ,يصير تحصيل الحاصل هو التورط الغبي في العهر بجميع أنواعه وتمييع كل السلوكات المنبنية على الإلتزام بالفضيلة. إذا تشوشت الصورة بهذا الشكل لدى هؤلاء ،حينذاك يجدر بنا وضعهم في مؤخرة القاطرة وعدم الإعتماد عليهم ريثما تتم معالجتهم في مصحة الحجر على السفهاء. لنعانق بذلك سذاجة الطفولة ونكتفي ببراءة البدائيين في معتقداتهم والشعبويين في سلوكاتهم و التي يسخر منها المثقفون المزعومون المغرورون بثقافتهم العالمة المطبوخة في إناء الإنبطاح المرتزق.أن تتسلح بالورع والتقوى والوجل من الله خير لك من أن تصفق كالحيوان المجنون الفاقد لعقله لحفنة من المشعوذين وهم يصوغون منك سلعة رخيصة. و يبيعون عبر مساندتك لهم، الوهم والدجل لأبناء الناس الكرام في سوق اللئام. موازاة مع نفس السياق الذي سنستعرضه بعد قليل من عمق قاموس العجماوات الدنيوية، لا تستغرب إذا رأيت أن خنازير العشوائية تركض أيما ركض في اتجاه الغطس في بركة البواليع. تكرع منها كؤوس التلوث حتى الثمالة.وفي أتون صراع الأضداد الدياليكتيكي في قاموسنا هذا،سنلحظ تدخل القط الأسود ذو الدماغ العلموي المعملي الفذ في أقبح لحظة لتشويه سيناريو لطالما ألفناه باسم الموضوعية والحياد. فينهش عبره جلد الفأر الأبيض تحت شعار : ترسيخ قيم التجريب العلموي الأعرج على ظهر ألم الكائنات الحية.وبعد شرب حليب الحية الرقطاء سيتم إطلاق عنان الثعالب بعد تكميم أفواه الكلاب الوفية بعد حشو الضفادع المشبوهة بعقوبات النميمة ورميها في لهيب الجمر.ثم إطعام الإرادات المتحمسة بألسنة الحمير العجوزة لزرع لغم الجبن في جوهر الحماسة الزائدة.ولإضافة المزيد من توابل الإحتفالية إلى مشاهد الحكايات الحبلى برحلات الإثارة المغامراتية وإسكات أبواق الحق ،تم تزويد ولائم الشجعان بمادة مخ الضباع ليتبين الخيط الأبيض للقلب الحي من الخيط الأسود للقلب الميت.ولترجمة مقتضيات المعادلة المرغوب فيها إلى لغة التحقيق، وجب تحنيط كل مظاهر الجمال المشروع في قنينات المزاد ورصها كمعروضات ثمينة في سوق الشعوذة الرمزية التي ستحطم أنف التهافت المعقول في البحث عن الحقيقة ، والذي يبصم القواسم المشتركة بين كل الحقوق الكونية. مما سيخول لها الصلاحية لصياغة الرغبة الفعالة في التحكم في عناصر المستحيل التي تربك بساطة الدرب الموصل للمستقبل البسيط بعيدا عن تعقيدات العقل المستقيل من المرجعية الشرعية.إن هواة جمع المسمومات التي تتسبب في ثقب الأوزون الروحاني ، يرفعون من درجة الإحتباس التعبيري المعقول. مما سيساهم في تقليص فعالية المناعة الوجدانية للهوية الأصيلة .أما عشاق جمع كل المعادن المخدرة والمعروفة بمضائها القادر على خرق قرار السفينة الجمعية،فإنهم متهمون بمؤامرة خسيسة لإغراقنا من طرف توصيات معسولة تسللت من ترسانة الشرائع الدولية التي يريدون منها أن تعلو على الشريعة الإلاهية. من ذا الذي يريد قتلنا غرقا فقد مرق من الإنسانية ومن ذ الذي يرغب في تقليص مساحة تمظهرات عقيدنا على صعيد الواقع، فإنه يرغب أن يطلق العنان لوحش حريته الهمجية التي يصفها زورا وبهتانا بأنها مدنية وحداثية تقدمية وهي ضاربة بجذورها في أعماق أقدم القدامة و أقبح التخلف مستوحية معاني حياتها من قاموس العجماويات الدنيوية التي تتهافت على الجدل وهي تهتف بروح الدجل الذليل كي تتقمصه قلوب عزيزة لا تقبله وترفضه بالمطلق.والتي كلما قررت الولوج إلى دكان العجائب، تطل عليها من سقف التوقعات، صفقات فهود مهربة مجمدة وغزلان صامتة وقنافذ استقالت من دائرة الحركية. بعدما جمدت عقارب الساعة لوهلة داخل دكان العجائب هذا.لنحس بنشوة السيطرة على الوحشية القافزة.يبدو أن مالك الدكان منهمك في إعداد الوصفات الفعالة لأجرأة طقوس الطلاسم الشعوذية الحبلى بالدجل السياسي السوفسطائي لدعم مزبلة التاريخ المسروق بحفنة من التهافتات الجدلية العقيمة.وبمنظار التربص الثاقب البصيرة، يسقط الصيد الثمين في فخ الاستسلام بسرعة البرق.وبفضل هذا القاموس المزيف لمعنى المفاهيم ،صارت حتى الأحجار المهمشة وأعشاب الغثاء المنبوذ من الآن فصاعدا،بلسما سحريا لشفاء أعتى عقدة تصيب الزبائن وهم يتعرضون لغسيل دماغ في لحظة غفلة حيث شربوا خلالها عصير حكايات شفوية وهمية و أكاذيب إعلامية اخترقت حجب المناعة النفسية للشريحة الشعبوية التي يتخلصون منها في وقت الرخاء لكنهم يستعينون بها في وقت الحشد الإستقطابي لملأ الصندوق الديموقراطي.إن البركة تكمن هناك ،في تلك الكمية القليلة حيث بريق النوعية هي التي تزغرد من أعماق حنجرتها.ولايعلم دبيب قيمتها سوى الموهوبون.وفي محطة عرض الزواج الرمزي،يفوت قطار الحياة بسرعة ليترك بعض فتيات الزمان عرضة لبلطجية العنوسة،فتنفجر قنبلة الهواجس الرعناء.ويمتلأ وعاء الفطرة بالوسواس الخناس الملوث الذي يلوي ذراع العلاقات العاطفية السوية لأسباب مجهولة،يتم تتويجها بتاج الفشل في سرعة الضوء لمجرد الإبتعاد عن خط الإحترام لهدي الله.لاداعي لتمثيل دور الرسوم المتحركة .لأننا بكل بساطة لا نحتاج إلى أية وصلة إشهارية تزعجنا بحركاتها البهلوانية.وتفقدنا بوصلة الإنضباط للأعراف.إن أسارير الرشاقة المنافقة سرعان ما تنفرج نظراتها عن بريق متميزعندما تسمع فرقعة الصراصير المقرمشة وسط لهيب الفوبيا الأكثر درامية.ليس امتلاكنا لقاموس العجماويات الدنيوية يعني أننا قد حصلنا على بلسم الخلود على كوكب البشر.كماأنه ليس من السهل الحصول على توابل الشفاء للتخلص من مرحلة الحرج التي تعرض شموخ كبريائنا لنكتة عالمية يتردد صدى قهقهتها على جدران السخرية الكونية.ثم المرور إلى الفترة الانتقالية التي تخبئ في طياتها كنزا استراتيجيا إذا نحن آخذناها بعين التقدم المستعجل.إن لدماغ الطباع الملوث قدرة على تدنيس الصفحات البيضاء وترويض أعتى الإرادات الأبية لابتلاع النفايات وضمان خضوعها التام للحبر المنتهي الصلاحية كي يملأها.أما ابتلاع لسان الحمير ،فإنه لسوء الحظ سيستقطب مرونتك لتحمل هالة الموقف الحقير فوق تاج رأسك، حتى تحمي نفسك في السقوط في قفص الإتهام القسري. يطل الشك المشبوه على النشاط الممارس من قبل سلاحف النقد المدربة للقضاء على ضفادع الإشمئزاز التي لاتتقن سوى التجسس على أهل الحكمة .هل من المنطق أن تكمم أفواه الهررة بعد حشوها بتمائم حبلى بالثرثرة فتهيم على وجهها لتنتهي بالموت جوعا في نهاية المطاف.إن عملية سحق جلد الضفادع المشؤومة بعد تجفيفها طبعا، سيساهم في تغيير إيقاع الروتين الذي تعرفه نكهة عصيرالشقاء اليومي وهو يريد رسم أبعاد الصورة الشاملة لتحفة الزمان المغيبة عن الساحة.وما العملية المذكورة سوى مقدمة أليمة لتشويه انعكاس المرآة بلعنة البشاعة المقصودة من طرف البغال المنهمكين في تصوير السيناريوهات المغنطيسية لتخريج وصفة العقم الأكيد بعد التوقيع على صورة الشابات البكر في فم الضفادع اللئيمة.يتحالف الوطواط سليل مصاصي الدماء مع طاقم الشعوذة الرمزية السوداء لإنتاج أكبر عدد ممكن من الضحكات الصفراء ودموع التماسيح لإصابة بستان التهافتات الجدلية بعدوى العقر الأبدي.مما سيحفز طاقم الإحتكار على غرس أقصى كمية من أشجار الكراهية وزرع بذور الشحناء . إن درجة الشهوانية ترتفع مع كل وجبة سحرية تلاقح فيها عالمان متناقضان:أن يبتلع الإنسان لقمة لحمية من حيوان غير معتاد أكله.يعني تقمص دور الحيوان نفسه في التعامل الهمجي أو تقلص ملكات التفكير العقلي والنقدي.وهذا هو معتقد معشر النباتيين الرافضين لتناول اللحوم. كمثال :إن تناول جلد الحرباء كينبوع للتلون بجميع ألوان الطيف،يفقد المرء توازناته المزاجية وعدم استقرار مواقفه على مؤشر واحد.الشيء الذي يدفعه إلى الجنون ليذبح كل مبادئه على طاولة المساومات الرخيصة.و إذا كان الشخص لا ينسجم مع الحركات الكوسمولوجية

فإن نداء السلبية يطلق موجات سحب البساط تحت أقدام العقل لينسحب إلى ماوراء الحمق الأكيد. إن البعد الرمزي لهذه الطقوس الشعوذية يؤثر إيجابا على قاموس العجماوات الدنيوية حيث التهافتات الجدلية تتحول إلى هتافات دجلية.وهي في عز مغازلة التناظر الخرافي وسط المخيال الشعبي الساذج الرامي إلى الإمتثال لتعاليم عمليات السحر الطلسمية.ومقابل هذا،سنجد أن الذين عشقوا التوغل في متاهات التفلسف المجاني،قد فضلوا الإنخراط في مسلسل تقليد قرود البستان التهافتي حيث مهرجان الهتافات قد بحت حنجرته للترديد الببغائي لكل الحركات والسكنات الجدلية التي ينتهي بها المطاف وسط مزبلة التاريخ،عوض التشمير عن سواعد الإبداع في صياغة الوعي العميق للهوية والإنتماء الحضاري الأصيل الذي لايترك نافذة الفرصة مفتوحة كي تدخل منها وطاويط الغزو الثقافي وذبذبات التأثير المغنطيسي للسحر كي ينقلب على السحرة.خاصة و أن التسييس الفكراني-حسب تعبير طه عبد الرحمان- قد يتصرف بوقاحة حينما يدخل موكب الفلسفة من بابها الضيق .كون أصحاب، هذا التسييس الفكراني المدعي للتفرغ للحقيقة الفلسفية،إنما في الواقع قد كرسوا طاقتهم الفكرية للسياسة والمصلحة الحزبية.وهذا مايفسر كثيرا تفاهة التبريرات المقدمة كبراهين لإعطاء غطاء الشرعية للسقف الحزبي .إن هم هؤلاء ليس هو طلب الحقيقة كغاية في ذاتها ونشدانها بعيدا عن المصلحة السياسية الضيقة.لأن تحقيق نشوة الإنتصار السياسي لايعدو كونه لحظة سعادة قصيرة سرعان مايتلاشى سرابها مصحوبا بشعور الندم على الوقت الذي تم تضييعه في عملية التغليط والمغالطة على حساب تزييف الحقيقية وذلك على ظهر غسل أدمغة البسطاء عبر نسق فلسفي يستدعي الطبقة الضعيفة للتطبيل والتزمير والرقص على إيقاع استضافة الحقوق المهضومة على الصعيد الطوباوي.لكن عصارتها الواقعية تذهب للأسف إلى جيوب عباقرة آخر الزمان من الفصيل النخبوي المرتزق الماهر في احتكار المبادرات وامتصاص الدماء وسرقة الأضواء والمتقنة في أكل الكتف عبر دغدغة العواطف المقهورة التي يصفها أصحاب الثقافة التقدمية العالمة العلموية والعلمانية والعلموية بأنها شرائح شعبوية .إن التعميد إلى المزج بين التفلسف المزيف وشرعنة السلوك السياسي الفاسد إنما هو في العمق تصرف الدجالين في ممارسة الشعوذة الرمزية المستوحاة من قاموس العجماويات الزمنية الدنيوية لاستقطاب انتباه الأغلبية للتصفيق على قرود التقليد وهي تنط فوق أغصان التفاهة في بستان الهتافات الجدلية لصياغة عملية تغليطية تكرس عنصر الالتباس في التموقف إزاء الأحداث.خاصة إذا انخرط البسطاء في مرح الهتاف والتصفيق على الفراغ النضالي الذي يناضل لملءجيوبه لا أقل ولا أكثر.نضال التفلسف نحو تدنيس السياسة هو نضال آخر الزمان الذي يسبب في انهيار أعصابنا.إن الوعي بالذات فقط هو الذي يوقظ صلة الإنسان بالوجود في شموليته الجامعة وعلاقته بالخالق والمخلوقات وليس في خصوصيته الشريرة في تكريس السياسة الميكيافيلية الضيقة.إن إشكالية انسجام العناصر داخل إطار تماسكي داخل الشخصية الانسانية تقتضي منا تقريب هذا المعنى بمثال أكثر محسوسية لاختصار الطريق على ثقيلي الفهم. إننا لو مزجنا الحليب بالماء لانسجم الاثنان عن طيب خاطر في إطار مشروب واحد دوره هو تزويد الجسم بمادة اللاكطوز,لكننا لو مزجنا الزيت بالماء لتعذرت عملية الانسجام السلس ولأصبح المشروب هذا غير متماسك بحيث أن عناصره تلك تنفصل عن بعضها البعض،إذ يرفض الزيت بالذوبان والاندماج بحيث يكتفي بالطفو فوق الماء ويبقى العنصر الأخير محل هبوط نحو الأسفل. نفس الشيء يحدث في ذات الانسان وشخصيته. فترى الشخص المتصنع المزدوج المواقف لا يتناغم قوله مع فعله ولا يتوافق اعتقاده الباطني مع سلوكه الخارجي .و لنشبه العقيدة بالماء والسلوك بالزيت في بوتقة شخصية إنسان متلون لا ينسجم مع نفسه و أحرى أن ينسجم مع الآخرين.لهذا ترى هذا الصنف من الناس يفصل الدين عن حياته وعن واقعه وعن السياسة التي يمارسها . بينما الماء بالحليب يمكن تشبيهه بشخصية المؤمن الذي ينسجم مع نفسه وينسجم مع الآخرين لأنه بكل بساطة يحاول التوفيق بين عقيدته وسلوكه/ والتوحيد بين الدين والسياسة لأجل نشدان المصلحة العامة للمجتمع. إن التوازن في الذات البشرية المنبني على تناغم ما هو داخلي و ما هو خارجي شيء مهم للصحة العقلية والنضج النفسي للإنسان . تماما مثلما أن المشروب المنسجم مع نفسه والمتماسك العناصر يبعث على الارتياح من لدن الراغب في شربه وتكون فائدته أعظم إلى حد بعيد .أما المشروب المفكك والمبعثر العناصر كأنه خاثر منتهي الصلاحية مثل الزيت والماء كون طبيعته تتوجه نحو التشتت والانفصال ،فإن هكذا مشروب يدفع الراغب في شربه بالاحساس بالغثيان والاشمئزاز ويرفض شربه كونه لامتماسكا متشرذما وغير منسجم.هذه هي إشكالية الذات التي ترعرعت في بيئة إسلامية لكنها تحاول تقمص التهافتات العلمانية الجدلية للتخلص من القناعات العقدية الباطنية. والإنسان العاقل لايمكن أن يستلهم قاموس الحيوانات ليؤكد على أنه مخلوق مادي ودنيوي أكثر منه كائنا روحيا ودينيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.