لا أظن أن الأزواج في الغرب يتدخلون في لباس زوجاتهم.. فقد استطاعت الدول الغربية أن تقتل الغيرة في قلوب الذكور، حتى صار الواحد منهم يتعايش ويتخنزر ويتطبع مع عشيق زوجته، ثم يمهد طريق الشباب للوصول إلى بناته. أعرف رجلا فرنسيا أسلم، سألته مرة: "هل جربت مرة أن تدعو والديك إلى الإسلام؟".. قال: "دعوت أمي، أما والدي فلا أعرفه، ومثلي الكثير ممن لا يعرفون آباءهم، بسبب الدياثة". الزوج الذي يحب زوجته بحق لا يمكن أن يترك أحدا يستمتع بها، لا يمكن أن يطمئن قلبه المحب وغيره ينظر إلى حبيبته ويتلذذ بجسدها العاري وبصوتها المثير! والأقبح من هذا من يترك غيره يضع يده يقلبها كيف يشاء يلامس زوجته أو ابنته بدعوى التفتح (بل هو التفسخ أو التمسخ)!! إن مثل هؤلاء لا يحبون زوجاتهم ولا يمكن أن نصدق حبهم وإن أقسموا بالأيمان الغلاظ.. الغيرة من الحب، لا ينفكان أبدا.. قالَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ: لو رَأَيْتُ رَجُلًا مع امْرَأَتي لَضَرَبْتُهُ بالسَّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عنْه، فَبَلَغَ ذلكَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: "أَتَعْجَبُونَ مِن غَيْرَةِ سَعْدٍ، فَوَاللَّهِ لأَنَا أَغْيَرُ منه، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي، مِن أَجْلِ غَيْرَةِ اللهِ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ، ما ظَهَرَ منها، وَما بَطَنَ، وَلَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ" رواه مسلم في صحيحه. إننا ندعو المسلمين الذين يعيشون في بلاد الكفار إلى الغيرة على أعراضهم، فقد جاء في الحديث: "من قُتل دون عرضه فهو شهيد"، رجل مسلم غار ودافع عن زوجته حتى قتلوه يعتبره الشرع شهيدا.. ليعلم العالم بأسره قيمة الأم والزوجة والبنت في الإسلام.. نموت دونهن وننال الشهادة حفاظا عليهن. أيتها المرأة المسلمة، إن الزوج الذي يترك لك حرية اللباس لا يحبك ولا يغار عليك.. الذي يتركك تخرجين عارية متبرجة سافرة لا يخاف عليك ولا قيمة لك عنده.. لو كان حبه لك كبيرا واهتمامه بك عظيما لحافظ عليك كما يحافظ على أشيائه الثمينة في خزنته الحديدية.. لكنه تركك سهلة المنال. أرسلوا رسائل دعوية للزوجات لكي يرتدين حجابهن، أما أزواجهن فلو كانت لهم قوامة ورأي لما تركوا زوجاتهم يخرجن عاريات.