استبشر المغاربة خيرا في شهر رمضان الفضيل بعودة الأجواء الإيمانية المعهودة في هذا الشهر وخاصة صلاة التراويح التي تحتل مكانة كبيرة في نفوس المسلمين بعدما حرموا منها لعامين بسبب ظروف الحجر الناجمة عن انتشار الوباء. ولوحظ إقبال كبير على مساجد المملكة والعالم بسبب الشغف والتلهف لهذه الأجواء الإيمانية الربانية وقد قطعت مساجد العالم مع قيود التباعد بسبب تراجع مؤشرات انتشار وخطورة الفيروس. إلا أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية تأبى إلا أن تشكل الاستثناء الغريب على الدوام. ففي الوقت الذي تم فيه إلغاء التباعد في كل الأنشطة بما فيها الأنشطة الملكية حيث شاهد المغاربة عبر وسائل الإعلام الرسمية جوانب من أنشطة جلالة الملك وهو يستقبل رئيس الحكومة الإسباني ويقيم مؤدبة إفطار على شرفه وعلى شرف ولي عهد دولة الإمارات العربية المتحدة والوفدين المرافقين. وتابع المغاربة أيضا إعطاء جلالته لانطلاق عملية توزيع المساعدات الرمضانية…. وقبل ذلك شاهدوا السماح بعودة الجماهير الرياضية واستئناف الفعاليات الثقافية والفنية. بل يتابع المغاربة بشكل يومي النقل المباشر الرسمي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لصلاة التروايح على قتاة السادسة وعلى مواقع الأنترنت من معلمة مسجد الحسن الثاني وقد اصطف المصلون وتراصوا كما هي السنة خلف الإمام المقرئ عمر القزابري. لكن الغريب هو استمرار العمل بالتباعد المبالغ فيه في خطبة الجمعة التي يلقيها رئيس المجلس العلمي المحلي للصخيرات من مسجد محمد السادس بتامسنا. فأي عبث هذا؟؟
وما الفرق بين مساجد المملكة ومساجد العالم بما فيها الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى، وبين المسجد التي تبث منه وقائع صلاة الجمعة على التلفزيون الرسمي. لقد آن الأوان للقطع مع هذه التناقضات المسيئة لصورة المغرب في العالم، والتي تجعل الشأن الديني بما يحتله من مكانة وقدسية محط سخرية واستهزاء وتنكيث من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي.