هوية بريس-متابعة شهدت أسعار زيت الأركان أو كما يحلو للبعض تسميته ب"الذهب السائل" داخل الأسواق المحلية بجهة سوس ماسة، ارتفاعا صاروخيا غير مسبوق، ما جعل مهنيي القطاع، خاصة التعاونيات، يدقون ناقوس الخطر تجاه العوامل التي أدت إلى هذا الارتفاع. وقالت فاطمة المحني، رئيسة تعاونية "أركانة ن أمسكروض" بضواحي أكادير، إن مجموعة من الإكراهات يعيشها قطاع الأركان بسوس جعلته اليوم على وقع ارتفاع غير مسبوق، ضمنها الجفاف الذي ضرب المنطقة منذ سنوات ويستمر حتى الآن، إضافة إلى غلاء المادة الأولية التي أصبحت محتكرة من قبل شركات ومقاولات بحد ذاتها على حساب المرأة القروية، التي كانت تشتغل بأريحية في هذا المجال ولها باع طويل في توفير هذه المادة داخل الأسواق المحلية والجهوية والوطنية وحتى الدولية. وأضافت المتحدثة أن المادة الأولية في العهد الذي كانت المرأة القروية هي المدبرة في القطاع كانت متوفرة بشكل كافٍ، إلا أن دخول شركات كبرى على الخط حرَمَ النساء من أدوارهن وسحب البساط من تحت أقدامهن لتتحكم المقاولات في الأسعار وتحتكر المادة الأولية بشكل أثَّر سلبا على المجال برمته، مشيرة إلى أن ارتفاع الأثمنة بشكل صاروخي مرده إلى هذا "الاحتكار" الذي وصفته ب"غير المفهوم". وأكدت الفاعلة في قطاع التعاونيات أن المتضرر الأول من هذه الأسعار ليس التعاونيات أو الشركات وإنما المستهلك، الذي لن يكون بمقدوره اقتناء زيت الأركان، سواء كان مغربيا أو أجنبيا، لكون السعر الحالي خيالي ولم يسجل في تاريخ القطاع أن وصل إلى هذا الحد. وشددت على أن ثمن اللتر الواحد كان يتراوح ما بين 230 إلى 250 درهما ليصل اليوم إلى ما يفوق 600 درهم، وهو تحول سريع حتَّم على النساء المشتغلات بالمجال البحث عن مورد عيش آخر بعد أن أصبح الحصول على هذه المادة الحيوية حلما صعب المنال.