هوية بريس-متابعة أصدر مجلس المنافسة رأيه حول مدى احترام منتجي ومستوردي زيوت المائدة بالمغرب لقواعد المنافسة الحرة والمشروعة على إثر الارتفاع الذي شهدته أسعار بيع هذه المادة في السوق الوطنية. وكانت اللجنة الدائمة للقطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، قد قدمت طلبا للمجلس بتاريخ 2 أبريل 2021، من أجل إبداء الرأي حول مدى احترام منتجي ومستوردي زيوت المائدة لقواعد المنافسة الحرة والمشروعة من جهة، واحتمال وجود اتفاق وتواطؤ بين منتجي ومستوردي هذه الزيوت. وقال المجلس إن الزيادات الأخيرة التي عرفتها أسعار زيوت المائدة بالسوق الوطنية ترجع إلى عاملين أساسيين إحداهما متعلق ببنية هذه السوق والآخر مرتبط بتطور أسعار المواد الأولية في السوق الدولية. وبخصوص العوامل المرتبطة بالسوق الوطنية، أشار المجلس إلى أن الانتاج الفلاحي من الحبوب الزيتية شبه منعدم، حيث يتم استيراد 98,7 في المائة من احتياجات البلاد من السوق الدولية على شكل زيوت نباتية خام بالأساس، ولا تساهم الحبوب الزيتية المنتجة محليا سوى ب1,3 في المائة فقط. وأضاف أن الصناعة الزيتية تهيمن عليها تصفية الزيوت النباتية الخام المستوردة من الخارج. فعلى مستوى قطاع استخلاص الزيوت النباتية الخام انطلاقا من الحبوب الزيتية تنشط شركتان فقط هما لوسيور كريسطال وشرطة معامل الزيوت بسوس بلحسن. "هذه العوامل أدت إلى ضعف تنافسية قطاع استخلاص الزيوت الخام الوطني، مما نتج عنه اقتصار صناعة زيوت المائدة لدى أغلب الفاعلين على تصفية الزيوت النباتية الخام المستوردة من الخارج وبالتالي عدم استغلال الطاقة الإنتاجية المتوفرة بحكم التوقف شبه الكلي للقطاع". وفيما يخص العوامل المرتبطة بالسوق الدولية، سجل المجلس وجود ارتفاع كبير في أسعار الزيوت النباتية الخام في السوق الدولية مع بدء مرحلة تخفيف القيود الصحية المرتبطة بجائحة كوفيد-19. وبخصوص هوامش ربح الشركات التي تنشط في سوق إنتاج زيوت المائدة قال المجلس إنها تظل معقولة وتتراوح بين 4 %و5 %. ولاحظ المجلس أن سوق إنتاج زيوت المائدة تتميز بمستوى تركيز كبير واحتكار أقلية من الشركات داخله، وأوضح أن الشركة الرائدة لوسيور كريسطال تستحوذ لوحدها على [45 – 50%] من حصة السوق الإجمالية. وتبلغ الحصة السوقية التراكمية لكل من شركة لوسيور كريسطال وشركة معامل الزيوت بسوس بلحسن نسبة 80 % من رقم معاملات السوق الإجمالية. وأضاف المجلس أنه تبعا لذلك، فإن دينامية الابتكار والمنافسة داخل سوق زيوت المائدة على الصعيد الوطني تظل ضعيفة، إذ أنه خال الخمس سنوات الأخيرة، طرحت أربع علامات تجارية جديدة بمعدل أقل من عالمة تجارية في السنة بينما سحبت أربع عالمات تجارية من السوق ما يعني أن عدد العالمات التجارية المتواجدة في السوق ظلت مستقرة.
وقال المجلس إنه مما يزيد من احتمال أن يحدث تنسيق بين الشركات التي تنشط في هذه السوق هو المستوى المرتفع للتركيز داخله والتطور المتوازي لحصص سوق الشركات المتنافسة خلال الخمس سنوات الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن شفافية السوق تمكن الفاعليين من معرفة سلوك منافسيهم خاصة على مستوى الأسعار التي يتم تطبيقها. وأضاف أن التوزيع التقليدي الذي يهيمن على توزيع زيوت المائدة لفائدة المستهلك النهائي يطرح عدة لإشكالات متعلقة بتحديد الأسعار، وعادة ما تطبق محلات البيع بالتقسيط أسعار بيع زيوت المائدة المعلنة من طرف الشركة الرائدة على باقي منتوجات زيوت المائدة الموزعة من قبل الشركات المنافسة. بالإضافة إلى ذلك، تقوم هذه المحلات بتطبيق الزيادات بطريقة آنية بينما تؤخر تطبيق التخفيضات لحين انقضاء احتياطها من زيوت المائدة التي تم توريدها قبل تغيير الأسعار. وتحدث المجلس عن وجود تقارب في تطبيق الزيادات في أسعار زيوت المائدة لدى الشركات المنتجة، حيث غالبا ما تكون الشركة الرائدة سباقة في تحديد الأسعار الجديدة، تتبعها في ذلك وفي فترة وجيزة باقي الشركات. وأوصى المجلس بدعم الإنتاج الفلاحي المحلي لسلسلة الزراعات الزيتية، وتشجيع استهلاك زيت الزيتون للتقليص جزئيا من التبعية الناجمة عن استهلاك زيت المائدة، وتعزيز طاقة تخزين الزيوت النباتية الخام، وإعادة تشغيل خط الأنبوب الرابط بين شركة "Costoma La " وميناء الدارالبيضاء. كما أوصى بتشجيع الفاعليين في سوق زيوت المائدة إلى اللجوء إلى الآليات المتاحة من أجل تغطية المخاطر، وتعزيز المنافسة بين الفاعلين على مستوى نقط البيع، وتحديث قنوات التوزيع التقليدية.