أنا مصدوم أكثر منك: لكني مصدوم منك أنت أولا. ثم من واقعنا بطبيعة الحال. وأرجو الله أن يحفظ المغرب والجزائر وكل بلاد العرب والمسلمين من كل سوء. إننا في المغرب منذ خمسة عقود ونحن نعاني من صدمات متتالية من نظام العسكر المتسلط على الجزائر الشقيقة والذي يعمل فوق مستطاعه للتشويش على المغرب وتشجيع الانفصاليين فطرد أكثر من أربعين ألف مغربي مسلم من الجزائر عام 1975 وفرق بينهم وبين أسرهم دون أن يقول أحد من العرب والمسلمين: (اللهم إن هذا منكر). وأمام صمت مثقفي العرب والمسلمين وحكامهم وعلى غفلة منهم أتى من يحسنون الاصطياد في الماء العكر فلعبوا على الوتر الحساس وانفردوا بالمغرب كما انفردوا من قبل بمصر والأردن والإمارات والسودان. علما أن المغرب شعبا وملكا كان يمد يده باستمرار إلى الجزائر التي دأب نظامها العسكري على رد هذه اليد الممدودة إليه.. أما مثقفوا وحكام العرب فبقوا دائما يتفرجون علينا مع عجز تام عن التمييز بين الشعب الجزائري والنظام العسكري المتسلط عليه منذ الاستقلال وهو يستنزف خيراته وثرواته ويوظف بعضها في تمويل الانفصال ومعاكسة المغرب في المنتديات الدولية. وإذا لم يستفق العرب والمسلمون من غفلتهم قبل فوات الأوان بإصلاح أحوالهم بمساندة المظلوم والضرب على يد الظالم أو التنديد به على الأقل فسيجدون أنفسهم في يوم من الأيام عبيدا للصهيونية وخادمتها الأمريكية. فيندمون حيث لا ينفع الندم. لذلك أدعو مثقفي العرب وحكامهم وأدعوك يا عزيزي جمال ريان إلى الاستيقاظ قبل فوات الأوان.