تشهد مستشفيات المملكة اكتظاظا غير مسبوق في الأجنحة المخصصة لاستقبال وتتبع مرضى كوفيد-19 أمام عجز الأطقم الطبية والمرافق الصحية عن استيعاب وتغطية الأعداد الكبيرة من المرضى. وقد عاينت "هوية بريس" حالة من الذعر بأحد مستشفيات جهة الدارالبيضاءسطات مع ازدياد الحالات الحرجة ووفاة أحد الشباب دقائق بعد وصوله لمصلحة كوفيد-19. كما عاينت أيضا غياب فحص PCR والاستعاضة عنه بفحص السكانير والتأخر في إنجازه وإعداد الدكتور المختص للتشخيص الطبي، ما يؤدي ولا شك للتأخر في التشخيص والبدء في العلاج. كما عاينا "هوية بريس" أيضا غياب بعض الأدوية التي تدخل في البروتوكول العلاجي من صيدلية المستشفى وصيدليات الحراسة الخارجية بسبب تتابع عطلة عيد العرش ونهاية الأسبوع. إن الوضعية الوبائية التي يعانيها المغرب اليوم هي نتيجة مفارقة عجيبة ينتهجها المسؤولون الذين ما زالوا يسمحون باكتظاظ الشواطئ العمومية في غياب تام للتدابير الوقائية التي أصبحت معروفة عند الجميع وبالمقابل تم منع صلاة العيد التي لا تكون إلا مرة واحدة ولدقائق معدودة. فكيف يتم السماح باستمرار فتح الشواطئ والمسابح مع الأرقام القياسية الخطيرة التي وصلنا إليها. (ج.و) أحد المصابين كشف ل"هوية بريس" أنه التقط العدوى من أحد أكبر شواطئ مدينة الجديدة مؤكدا على غياب كل شروط الوقاية. علاوة على ذلك صارت أخبار الأعراس التي يحضرها ما يزيد عن مائتي شخص في الحواضر كما في البوادي معلومة لدى الجميع. هذه الأعراس التي تتنافى تماما مع البلاغات الرسمية فكيف يصم رجال السلطة وأعوانها آذانهم ويغمضون أعينهم عنها؟! خاصة في المناطق الجنوبية التي تعرف اجتماعات سنوية في هذه الفترة من كل سنة حيث يقصد الأبناء والأحفاد بلاد الأجداد للاحتفال بعيد الأضحى وحضور زيجات الأهل والأحباب. وفي لقاء مع (ع.س)، أحد الحاضرين في مناسبة الأضحى بنواحي ورززات، أكد ل"هوية بريس" أنه شارك في عدة أعراس حضرها أكثر من 200 شخص من الجنسين، وأنه عاين آثار المرض على ما يقارب نصف المدعويبن. (ع.إ) بدوره صرح ل"هوية بريس" أن أسرته أصيبت بالكامل خلال اجتماع العائلة السنوي بسبب نقل إحدى النساء للعدوى لباقي أفراد العائلة. أما الأسواق والفضاءات العامة فحدث عن الازدحام فيها ولا حرج. وفيما يخص مراكز التلقيح فقد عاينا فيها، وفي عدد من المدن، ازدحاما كبيرا أيضا، تغيب معه كل التدابير الاحترازية المنصوص عليها من طرف الجهات المختصة، أضف إلى هذا فقد ظل العديد منها مغلقا طيلة أيام الجمعة والسبت والأحد… أما ما تتحدث عنه البلاغات الرسمية من استمرار المراكز مفتوحة إلى الثامنة مساء فغير معمول به في أكثر المراكز. فمتى ستوقف الجهات المختصة هذه الاختلالات والتجاوزات؟؟؟ ألا يكفى أننا قاربنا عتبة العشرة آلاف (10.000) إصابة يوميا؛ هذا مع عدم إتاحة الفحص للجميع، وتفضيل كثير من المصابين عدم زيارة المستشفيات ما يجعلهم خارج الإحصائيات الرسمية!