يسجل المغرب منذ أسابيع ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيرو كورونا المستجد، ما يدفع الخبراء إلى التأكيد على أن المملكة تعرف انتكاسة وبائية أكثر خطورة من سابقتها، ما قد يفرض اتخاذ تدابير وقائية أكثر تشددا لكبح انتشار الفيروس. شهدت المملكة على مدى خمسة أسابيع زيادة مقلقة في حالات الإصابة بفيروس "كورونا". ويشير ارتفاع معدل الحالات الإيجابية وسرعة انتشار الفيروس، إلى أن المغرب يواجه موجة جديدة من وباء "كوفيد-19". وقال معاد مرابط، منسق المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة إنه "لم تعد الوضعية الوبائية مستقرة خلال الأسابيع الخمسة الماضية، حيث نشهد زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بالفيروس، ناهيك عن ظهور بؤر وازدياد الحالات في العناية المركزة. وتثبت هذه المؤشرات أن المغرب يواجه موجة ثالثة نخشى أن تكون أكثر خطورة من السابقة". وأوضح المسؤول في اتصال مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن هذه الزيادة في الحالات ناتجة عن تراخي المواطنين مضيفا: "لقد لاحظنا تهاونا حقيقيا من لدن بعض المواطنين الذين تخلوا عن ارتداء الكمامة، بالإضافة إلى تهاون في احترام الإجراءات الوقائية، خلال عطلة الصيف وعيد الأضحى". هل يعزى ارتفاع الإصابات إلى متحور "دلتا"؟ أجاب المرابط بأن ذلك المتحور انتشر في العالم أجمع، مضيفا أنه "منذ ظهوره بأروبا، كنا نعلم بأن 'دلتا' سينتشر". ويقول: "ما يشغلنا في الفترة الراهنة هو الالتزام التام بجميع الإجراءات الاحترازية المتعارف عليها، من تباعد اجتماعي وارتداء الكمامة والتعقيم"، مؤكدا أن اتحاد المختبرات سينشر في الأيام المقبلة تقريرا مفصلا عن متغيرات الفيروس المنتشرة في المغرب. ويذهب لمرابط، إلى أن السلطات ستتخذ، في الأسبوعين المقبلين إجراءات أكثر تشديدا للحد من انتشار الوباء، موضحا أنه " إذا لم نتدخل بسرعة، وإذا لم يتراجع عدد الحالات في الأسبوعين المقبلين، ستتخذ السلطات تدابير أكثر تشددا بهدف كبح الفيروس".