شرعت مراكز التلقيح ضد وباء كورونا، منذ يوم أمس الأحد، في استقبال المواطنات والمواطنين الذين لم يتمكنوا بعد من أخذ جرعات اللقاح. وأفاد بلاغ لوزارة الصحة، بأنه في إطار تسريع عملية التلقيح الوطنية، وتمكين الفئات من أعمار أربعين سنة وما فوق الذين لم يتمكنوا بعد من أخذ اللقاح من الاستفادة، سيتم فتح مراكز للتلقيح طيلة أيام الأسبوع بما في ذلك يوم الأحد، داعية المواطنين المعنيين التوجه إلى مراكز التلقيح. وفي السياق ذاته، شددت الوزارة على ضرورة الاستمرار في احترام التدابير الوقائية، وذلك قبل وخلال وبعد عملية التلقيح ضد هذا الفيروس الفتاك، للمساهمة في جهود كبح انتشار الفيروس خاصة في ظل اكتشاف سلالات متحورة جديدة. من جانب آخر، أكد منسق مركز طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة، معاد المرابط، تسجيل مؤشرات مقلقة تنبئ بانتكاسة وبائية "محتملة جدا"، في ظل انعدام احترام الإجراءات الوقائية والتدابير الحاجزية الضرورية لمكافحة انتشار الفيروس. وأبرز المرابط، الذي حل ضيفا على الفقرة الصباحية لإذاعة الأخبار المغربية، أن ما يبعث على القلق أكثر هو أن هذه المؤشرات تأتي في ظرفية دولية تتسم بانتشار واسع النطاق لمتحور "دلتا" على المستوى العالمي، وتزامنا مع انطلاق الموسم الصيفي واستئناف الرحلات الجوية التي ستسمح بدخول مواطنين أو سياح من مختلف البلدان، مع ما يترتب عن ذلك من ارتفاع في وتيرة التنقلات والأنشطة. وأوضح أنه تم رصد ثلاثة مؤشرات رئيسية منبهة لاحتمال حدوث موجة جديدة للإصابة بالفيروس بالمغرب، ويتعلق الأمر بنسبة إيجابية التحاليل الآخذة في الارتفاع (مدى انتشار الفيروس مجددا) وسرعة الانتشار (معدل الإصابة خلال 24 ساعة) وتسارع مؤشر توالد الحالات. وسجل المرابط، في هذا الإطار، أن الفيروس ينتشر أكثر فأكثر، وأن الحالات الخطرة والحرجة ترتفع تلقائيا بارتفاع عدد حالات الإصابة، مشيرا إلى أنه خلال الأسابيع الماضية كان عدد الأشخاص الذين يغادرون أقسام الإنعاش والعناية المركزة بعد تحسن وضعهم السريري أكثر من عدد من يلجون إليها، في حين تغير هذا المنحى حاليا وأصبح عدد من يتم نقلهم إلى هذه الأقسام يفوق عدد المغادرين. وشدد على أهمية التقيد بالتدابير الوقائية والحاجزية من ارتداء الكمامة بشكل سليم، واحترام التباعد الجسدي، وتجنب التجمعات غير الضرورية والحرص على النظافة العامة باعتبارها السبيل الأنجع لمحاصرة انتشار الفيروس وتلافي العودة إلى التدابير المشددة من قبيل الحجر الصحي وحظر التنقلات في حال تدهور الحالة الوبائية. من جانبه، حذر وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت من التهور والتهاون اللذين أعقبا تخفيف إجراءات القيود في المغرب. ومن خلال دورية حديثة موجهة إلى الولاة والعمال، شدد لفتيت، أنه على الرغم من الجهود المبذولة حتى الآن، فإن المغرب والمغاربة يواجهون خطرا كبيرا إذا لم نعد إلى الامتثال الصارم للإجراءات الاحترازية المعمول بها. وذكر وزير الداخلية في مرؤوسيه بتطبيق أحكام حالة الطوارئ الصحية، من خلال ارتداء الكمامة بصورة صحيحة، والتباعد، ومراقبة التجمعات في الأماكن المغلقة والمفتوحة. كما تمت دعوة وكلاء الهيئة إلى التحكم الصارم في الحركات بين الساعة 11 ليلا و4.30 صباحًا وأن يكونوا مستعصيين على أي انتهاك للأحكام "الجديدة" التي تحكم سعة دور السينما والمسارح وأحواض السباحة وما إلى ذلك. وجاءت دورية وزير الداخلية كتحذير قوي للمغاربة على بعد نحو أسبوعين من عيد الأضحى الذي يشهد تجمعات وتنقلات كثيفة من قبل الأسر. بدورها ضاعفت وزارة الصحة، التحذيرات بعد تصاعد عدد الإصابات"الجديدة"، ومخافة المتغيرات" الجديدة" من فيروس كورونا، بما في ذلك "دلتا" الشهيرة. وبخصوص سير الحملة الوطنية للتلقيح، أفاد منسق مركز طوارئ الصحة العامة بأنها مكنت، من تلقيح ثلث الساكنة المستهدفة التي يفوق سنها 17 سنة، مؤكدا أن المعطيات الميدانية المتوفرة تظهر فعالية اللقاح، مشيرا، على سبيل المثال، إلى انخفاض مؤشر عدد الوفيات لكل مائة حالة جديدة والذي يقل عن معدل الفتك الذي يبلغ 1.8 بالمائة. هذا، وتواصل المنحى التصاعدي للإصابات الجديدة بالمملكة بزائد 107 حالة لأول أمس السبت (951 ) مقابل (844) يوم الجمعة. فيما سجلت في ال24 ساعة الماضية 498 حالة شفاء وثماني وفيات، أما عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد للفيروس فبلغ 10 ملايين و64 ألف و283 شخصا، بينما وصل عدد المتلقين للجرعة الثانية إلى 9 ملايين و161 ألف و960 شخصا. وتعتبر جهة الدارالبيضاء -سطات الأكثر تضررا من ناحية عدد الإصابات الجديدة ب 403 حالة، متبوعة بكل من جهات الرباطسلا (184) ومراكش-أسفي (106)، وسوس-ماسة (102)، والعيون-الساقية الحمراء (39)، وطنجة- تطوان- (39)، وفاس-مكناس (34)، ودرعة- تافيلالت (14)، والداخلة -وادي الدهب (9)، وكلميم-واد نون (8). وبني ملال-اخنيفرة (7)، والشرق (6). من جهة أخرى، حذرت منظمة الصحة العالمية من الانتشار السريع لمتحور دلتا (الموجود الآن في حوالي 100 بلدا، مشيرة إلى "أننا في مرحلة خطيرة جدا من هذا الوباء". وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال ندوة صحفية الجمعة الماضية، إن البلدان ذات التلقيح المنخفض ضد فيروس كورونا، أصبحت القاعدة لديها هي مستشفيات تعمل فوق طاقتها الاستيعابية، داعيا إلى المراقبة الدائمة للمتغيرات وتكييف الاستجابة للوباء. وأعرب أدهانوم غيبريسوس، في تصريحه الذي نشرته منظمة الصحة العالمية، عن أمله في المزيد من تقاسم معدات الحماية الشخصية، والإسراع في توزيع اللقاحات، مشيرا إلى أن دراسة بريطانية أظهرت قبل أيام أن فترة 45 أسبوعا بين جرعتين من أسترازينيكا تحسن فعاليته. من جهتها، قالت المسؤولة العلمية لمنظمة الصحة العالمية، سمية سواميناثان، إن نظام (كوفاكس) يحتاج للولوج العادل للقاحات الذي يعتمد، على الخصوص، على أسترازينيكا، إلى جرعات لتحقيق هدف تحصين 30 في المائة من ساكنة كل بلد، بحلول نهاية السنة الجارية، ومع ذلك لا توصي منظمة الصحة العالمية بتمديد فترة 12 أسبوعا بين كل جرعتين المعتمدة لأسترازينيكا. وأضافت سواميناثان قائلة "نريد أن يتلقى الناس هذه الجرعة الثانية في الوقت المحدد ليكونوا محميين بالكامل، خاصة مع متحور دلتا"، مسجلة أن إمداد (كوفاكس) "لا ينبغي أن يكون مشكلة" في الأشهر المقبلة بعد الإعلانات الأخيرة بتقاسم الجرعات. سعيد ايت اومزيد