استبشر المواطنون خيرا بإعادة فتح بيوت الله للصلاة بعد شهور من الإغلاق بسبب جائحة كورونا. وقد عانى رواد المساجد كثيرا خلال تلك الفترة العصيبة جراء حرمانهم من الأوقات الروحانية الثمينة التي كانوا يقضونها في المساجد بين ذكر وصلاة وقراءة للقرآن، فأصبحوا في زمن الوباء ينظرون بحسرة إلى أبواب المساجد المقفلة وأصوات المؤذنين تنادي ، فلا يملكون غير الحوقلة والتجمل بالصبر والصلاة في البيوت والتضرع إلى الله إلى أن انزاحت الغمة ، وعاد عمار المساجد لسابق عهدهم. غير أن فرحة المصلين لم تكتمل بعد بسبب استمرار إغلاق العديد من المساجد الصغيرة، وما تعرفه تلك التي أعيد فتحها من إجراءات مشددة، والتي وإن كان بعضها مفهوما ومبررا جراء التدابير الاحترازية (التباعد، والتعقيم، واستعمال السجادة الشخصية)، فإن إجراءات أخرى تبدو غير مبررة، خصوصا في ظل انحسار الوباء والعودة التدريجية للحياة الطبيعية. وأهمها : -حجز المصاحف بشكل كلي، وسحب أحجار التيمم. هذا في الوقت الذي أكد فيه العديد من العلماء والأخصائيين الكبار أن الفيروس لا يعيش على الأسطح، وبالتالي لا يمكن للمصاحف وأحجار التيمم أن تنقل المرض. وقد عاينت شخصيا حالات مصلين يجوبون أرجاء المسجد بحثا عن حجرة تيمم، وعندما لا يعثرون عليها يضطرون للخروج من المسجد للبحث عن أحجار أو أتربة في الخارج!! -توقف القراءة الجماعية للقرآن عقب صلاتي الصبح والمغرب، والتي لا يمثل استمرارها أية خطورة شريطة تباعد القراء فقط كما يحدث خلال الصلاة. -منع النساء من الصلاة الجماعية في المسجد ما عدا صلاة الجمعة. -عدم فتح كل أبواب المساجد، حيث يفتح بعضها بابا واحدا، مما يؤدي إلى تزاحم المصلين خصوصا لحظة الخروج من المسجد عند انتهاء الصلاة. -توقف دروس الوعظ والإرشاد. -فتح أبواب المساجد لحظات قليلة قبل الأذان، وإغلاقها مباشرة بعد الصلاة. حيث يسارع بعض الأئمة والقيمين على بيوت الله إلى إقامة الصلاة عقب الأذان بدقائق معدودة ، ويشرعون في إطفاء الأضواء وإغلاق الأبواب في الوقت الذي يكون فيه بعض المصلين ما يزالون بصدد تأدية النوافل أو قضاء ما فاتهم من الصلاة الجماعية . وفي الختام، نتمنى صادقين أن تعود كل المساجد قريبا لسابق عهدها، يتردد فيها صوت الذكر والصلاة وتلاوة القرآن آناء الليل وأطراف النهار، حتى تعم السكينة، وتسود العالم من جديد الطاقة الإيجابية التي نحن في أمس الحاجة إليها في زمن الوباء والمعاناة الذي تعيشه البشرية جمعاء.