تغييرات كثيرة ستطرأ على أجواء أداء الصلوات الخمس المفروضة بمساجد المملكة بعد إعادة فتحها يوم الأربعاء المقبل عند صلاة الظهر، إذ سيؤدّي المصلّون صلواتهم في أجواء مختلفة عمّا ألفوه قبل تاريخ 16 مارس الماضي، وهو اليوم الذي أُغلقت فيه المساجد، على غرار فضاءات أخرى، درءا لانتشار عدوى فيروس كورونا المستجد. ففي ما يتعلق بأداء الصلوات فإنّ المصلّين سيُسمح لهم فقط بأداء صلاة الفريضة داخل المساجد، دون السماح لهم بأداء النوافل، وذلك كتدبير لتقليص المدة التي يقضيها المصلون داخل المسجد، تخفيضا لاحتمال تعرّضهم للإصابة بعدوى "كوفيد-19". وسيُطبّق هذا الإجراء بإغلاق أبواب المساجد مباشرة بعد أداء كل صلاة. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أصدرت بروتوكولا حَددت فيه الإجراءات التي يتعيّن اتباعها بعد إعادة فتح المساجد يوم الأربعاء المقبل. وشرع مسؤولو المندوبيات الإقليمية للوزارة في التواصل مع الأئمة والقيّمين الدينيين لإحاطتهم علما بالإجراءات الجديدة المتخذة، وكيفية تطبيقها. وسيكون على أي مُصلٍّ يرغب في أداء صلاة الفريضة في المسجد أن يَقصده وهو متوضئ، ذلك أن أماكن الوضوء لن تُفتح في الوقت الراهن، كما أن أحجار التيمّم لن تظلّ موجودة داخل المساجد، على اعتبار أنها يمكن أن تكون عاملا مساعدا على نقل عدوى الإصابة بفيروس كورونا إذا استعملها مصاب بالفيروس. "الله يخلّيكم لقد أخبرناكم بلّي التيمّومات ما يبقاوش فالمسجد، والتسابح ما يبقاوش، وحتى المصاحف الله يخليكم سْدّو عليهم"، يقول مسؤول بإحدى مندوبيات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مقطع صوتي وجهه إلى القيمين الدينيين جوابا عن سؤال أحدهم حول كيفية التعامل مع المصاحف. وعمليّا، فإنّ الحزبَ الراتب الذي كان يُقرأ داخل كل مساجد المملكة بعد صلاتي الصبح والمغرب كل يوم لن يُقرأ بعد إعادة فتح المساجد؛ يقول المسؤول المذكور، موضحا: "هْضرنا فهاد الموضوع مع السيد المندوب، ولكن خرجنا بنتيجة أنه فهاد البداية ما يتقراش الحزب"، وزاد: "حتى حدّ ما يقرا، لا مصحف، لا سْبحة لا تيمومة؛ المصلي يْصلي ويقْبض الباب فهاد البداية بعدا". ويبقى التغيير الأكبر الذي ستشهده مساجد المملكة بعد إعادة فتحها هو عدم أداء صلاة الجمعة. وقد كان هذا الموضوع مثارَ أسئلة عدد من المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءلوا عمّا إن كانت صلاة الجمعة ستعوَّض بأداء صلاة الظهر، قبل أن يتّضح أن المساجد لن تُفتح في وقت صلاة الجمعة، إذ ستُغلق بعد أداء صلاة الصبح مباشرة ولن تُفتح إلا عند صلاة العصر، مع الاكتفاء فقط برفع أذان صلاة الظهر دون إقامة الصلاة. وستنضاف إلى الأئمة والقيّمين الدينيين مهمّة إرشاد وتوجيه المصلين، وحثهم على الالتزام بتدابير السلامة الصحية التي دعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى تطبيقها داخل المساجد، تفعيلا للإجراءات العامة التي وضعتها السلطات العمومية، كوجوب ارتداء الكمامات، والالتزام بالتباعد الاجتماعي. وتم تقليص المدّة الفاصلة بين رفع الأذان وإقامة الصلاة إلى عشر دقائق، بعدما كانت في حدود 15 دقيقة، بالنسبة لصلوات الظهر والعصر والعشاء، و20 دقيقة بالنسبة لصلاة الصبح؛ فيما ستُفتح أبواب المساجد قبل 15 دقيقة من دخول وقت الصلاة، وستُغلق مباشرة بعد أداء الصلاة.