أعادت مساجد العاصمة الرباط، ظهر اليوم الأربعاء، وعلى غرار باقي مساجد المملكة، فتح أبوابها في وجه المصلين، بعد ما يقارب أربعة أشهر من الإغلاق بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19). وتميزت هذه العودة التدريجية بأجواء روحانية قوية جسدتها فرحة المصلين وإقبالهم الكثيف على المساجد، في احترام تام لمختلف الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية التي وضعتها مسبقا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من أجل ضمان عودة آمنة للمصلين، وبشكل تدريجي، إلى بيوت الله.
وقد رصد الفريق الصحفي لوكالة المغرب العربي للأنباء مختلف الأجواء التي مرت فيها هذه العملية بمسجد "مولينا" في قلب العاصمة، حيث أعد القائمون على هذا المسجد كل ما يلزم من إجراءات واستعدادات ليؤدي المصلون أول صلاة ظهر، بعد إعلان إعادة فتح المساجد، في أحسن الظروف. وقد أكد هذا المعطى عدد من المصلين الذين توافدوا على هذه المعلمة. فبالنسبة للسيد علال حومادة، فإن "إعادة فتح بيوت الله يبعث في المصلي إحساسا وجدانيا عظيما ويشكل لحظة تاريخية قوية (...)" ، مبرزا ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أهمية التزام المصلين بمختلف شروط الوقاية، بما في ذلك وضع الكمامات وتعقيم اليدين واحترام مسافة الأمان خلال أداء الصلوات. من جانبه، دعا السيد عمر، في تصريح مماثل، المصلين إلى التعامل "بجدية" مع التدابير المواكبة للعودة التدريجية للمساجد، مشددا على ضرورة "تحلي المصلين بروح المسؤولية والالتزام بكافة التدابير والشروط الوقائية اللازمة". أما النساء المصليات فقد عبرن ، في تصريحات مماثلة، عن سعادة غامرة وفرحة عارمة بالعودة التدريجية لأداء الفرائض في الجوامع. وفي هذا السياق، تقول السيدة خديجة شجاع، " كنت أنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر ، وفرحتي اليوم لا توصف". وبالنسبة للسيدة خديجة الزغاري، فإن "حفظ الصحة هو جزء لا يتجزأ من حفظ النفس التي يحث عليها الدين الإسلامي الحنيف"، مشددة على أهمية انخراط المتوافدين على المساجد في مختلف التدابير الوقائية، وخاصة الالتزام بقواعد النظافة والتباعد الاجتماعي. وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد أعدت بروتوكولا يتضمن مجموعة من الإجراءات التنظيمية والاحترازية والوقائية، تهم بالأساس تعبئة جميع الإمكانيات البشرية، من موظفين وقيمين دينيين، والتنسيق التام مع السلطات المحلية لتكوين لجان محلية على أبواب المساجد وتوفير التجهيزات الضرورية، والإعلان عن قائمة المساجد التي ستفتح في وجه المصلين على أبواب المساجد وبموقع الوزارة على الأنترنت. وتهم هذه الإجراءات أيضا تهيئة المساجد واتخاذ التدابير اللازمة لتفادي الازدحام أو التدافع عند الدخول والخروج، وكذا تحديد مواقع الصلاة للمصلين لاحترام مسافة الأمان بينهم، والتي يجب أن لا تقل عن متر ونصف، وكذا فتح أبواب المساجد ونوافذها لتوفير التهوية الجيدة بها، وعدم تشغيل المكيفات بها والإبقاء على إغلاق المرافق الصحية. كما تشمل هذه التدابير تحسيس القيمين الدينيين بالالتزام بالقواعد الصحية والإنابة عن كبار السن منهم أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، وتحسيس المصلين بالتواصل معهم من خلال نشر ملصقات توعوية ووصلات إعلامية وشريط مصور يوضح الإجراءات الاحترازية التي يتعين على المصلين الالتزام بها عند ذهابهم إلى المسجد. وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أعلنت الثلاثاء المنصرم قرار إعادة فتح المساجد بالمملكة بشكل تدريجي لأداء الصلوات الخمس ابتداء من يوم 15 يوليوز الجاري، موضحة أن المساجد ستظل مغلقة بالنسبة لصلاة الجمعة إلى أن يعلن، في وقت لاحق، عن التاريخ الذي ستفتح فيه لأداء هذه الصلاة.