أعطيت، اليوم الأربعاء، من مسجد "مولينا" وسط العاصمة الرباط، الانطلاقة الرسمية لافتتاح مساجد المملكة بعد حوالي أربعة أشهر من الاغلاق، في احترام تام للإجراءات الوقائية التي وضعتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتنسيق مع القطاعات المعنية من أجل الحفاظ على صحة وسلامة المصلين من وباء "كوفيد-19". وعبر المصلون في تصريحات استقتها "الصحراء المغربية" على هامش إعطاء الانطلاقة بمسجد "مولينا" عن سعادتهم بهذا القرار الذي سيسمح لهم بالعودة من جديد إلى أداء فريضة الصلاة جماعة بالمسجد، مشددين على ضرورة تقيد جميع المصلين بالتدابير التي وضعتها الوزارة الوصية عند دخول هذه الفضاءات الدينية للتصدي لانتشار فيروس "كوفيد-19". وأفاد أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أنه سيتم فتح 5000 مسجد بكافة أنحاء التراب الوطني، توزعت بالتناسب مع عدد المساجد بكل منطقة. وأوضح التوفيق، في رده على سؤال شفهي آني تقدم به الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، مساء أول أمس الثلاثاء، بمجلس المستشارين حول "التدابير الاحترازية المتخذة من قبل الوزارة عند إعادة فتح المساجد"، أنه تقرر إعادة فتح المساجد تدريجيا بمجموع التراب الوطني لأداء الصلوات الخمس، مع مراعاة الحالة الوبائية المحلية، وشروط المراقبة الصحية وتوزيع عدد المساجد التي سيتم إعادة فتحها بكل عمالة وإقليم. وأكد الوزير أن هذا الإجراء المندرج في إطار الإجراءات التنظيمية والاحترازية والوقائية التي اتخذتها الوزارة بتنسيق تام مع القطاعات المختصة، استعدادا للفتح التدريجي للمساجد بعد استشارة السلطات الصحية والإدارية، يأتي أيضا في إطار الشروع في تخفيف قيود حالة الطوارئ الصحية إلى حين الانتقال إلى الوضع الطبيعي لأداء الشعائر الدينية، بالعودة إلى فتح كل المساجد لكل الصلوات، مما يفرض اتخاذ عدد من الإجراءات الصحية والتوعوية حماية لصحة المصلين. وأفاد التوفيق أنه تم إعداد بروتوكول يتضمن مجموعة من الإجراءات التنظيمية والاحترازية والوقائية، تهم بالأساس تعبئة جميع الإمكانيات البشرية، من موظفين وقيمين دينيين، والتنسيق التام مع السلطات المحلية لتكوين لجان محلية على أبواب المساجد وتوفير التجهيزات الضرورية، والإعلان عن قائمة المساجد التي ستفتح في وجه المصلين على أبواب المساجد وبموقع الوزارة على الأنترنت. وتهم هذه الإجراءات أيضا، حسب المسؤول الحكومي، تهيئة المساجد واتخاذ التدابير اللازمة لتفادي الازدحام أو التدافع عند الدخول والخروج، وكذا تحديد مواقع الصلاة للمصلين لاحترام مسافة الأمان بينهم، والتي يجب ألا تقل عن متر ونصف، وكذا فتح أبواب المساجد ونوافذها لتوفير التهوية الجيدة بها، وعدم تشغيل المكيفات بها والإبقاء على إغلاق المرافق الصحية. وأضاف التوفيق أن هذه التدابير تشمل أيضا تحسيس القيمين الدينيين بالالتزام بالقواعد الصحية والإنابة عن كبار السن منهم أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، وتحسيس المصلين بالتواصل معهم من خلال نشر ملصقات توعوية ووصلات إعلامية وشريط مصور يوضح الإجراءات الاحترازية التي يتعين على المصلين الالتزام بها عند ذهابهم إلى المسجد. وأفاد الوزير أنه تقرر الإبقاء على توقيف الأنشطة الدينية ودروس الوعظ والإرشاد والكراسي العلمية وتحفيظ القرآن ودروس محو الأمية بالمساجد ومرافقها والزوايا والأضرحة. وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أعلنت في وقت سابق عن قرار إعادة فتح المساجد بالمملكة بشكل تدريجي لأداء الصلوات الخمس، مع إبقاء المساجد مغلقة بالنسبة لصلاة الجمعة إلى أن يعلن، في وقت لاحق، عن التاريخ الذي ستفتح فيه لأداء هذه الصلاة.