الأربعاء 14 أكتوبر 2015 الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. كثر الخوض في مسألة الاحتفال والتهنئة بالعام الهجري الجديد. والذي يطمئن إليه القلب هو جواز التهنئة وبدعية الاحتفال والفرق ظاهر، وإليه يميل شيخ شيوخنا العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله، قال رحمه الله: "هذه المسائل وما أشبهها مبنية على أصل عظيم نافع، وهو أن الأصل في جميع العادات القولية والفعلية الإباحة والجواز، فلا يحرّم منها ولا يكره إلا ما نهى عنه الشارع، أو تضمن مفسدة شرعية، وهذا الأصل الكبير قد دل عليه الكتاب والسنة في مواضع، وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره. فهذه الصور المسؤول عنها وما أشبهها من هذا القبيل، فإن الناس لم يقصدوا التعبد بها، وإنما هي عوائد وخطابات وجوابات جرت بينهم في مناسبات لا محذور فيها، بل فيها مصلحة دعاء المؤمنين بعضهم لبعض بدعاء مناسب، وتآلف القلوب كما هو مشاهد. أما الإجابة في هذه الأمور لمن ابتدأ بشيء من ذلك، فالذي نرى أنه يجب عليه أن يجيبه بالجواب المناسب مثل الأجوبة بينهم، لأنها من العدل، ولأن ترك الإجابة يوغر الصدور ويشوش الخواطر. ثم اعلم أن هاهنا قاعدة حسنة، وهي: أن العادات والمباحات قد يقترن بها من المصالح والمنافع ما يُلحقها بالأمور المحبوبة لله، بحسب ما ينتج عنها وما تثمره، كما أنه قد يقترن ببعض العادات من المفاسد والمضارّ ما يُلحقها بالأمور الممنوعة، وأمثلة هذه القاعدة كثيرة جداً".. انتهى كلامه رحمه الله. المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبد الرحمن السعدي (الفتاوى ص:348). هذا وقد كتب الشيخ ابن سعدي لتلميذه ابن عقيل كتاباً في 3/محرم/1367ه، وكان في ديباجة رسالته: "…ونهئنكم بالعام الجديد، جدد الله علينا وعليكم النعم، ودفع عنا وعنكم النقم"."الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة" للشيخ عبد الله بن عقيل (ص:174). وهو اختيار وعمل شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين كما في رسالته إلى الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل وهذه صورتها. جعل الله جديد العام مباركا على الأمة الإسلامية.