عمل شيطاني قذر .. هذا أقل ما يمكن أن يوصف به هذا العمل الذي نحن بصدده اليوم . و ماذا يمكن ان يصدر من العملاء غير القذارة ؟ .. و هل يمكن للعمالة أن تنتج غير الخيانة ؟ و هل يمكن للخيانة إلا أن تكون قذرة ؟ لكن عن أي عمل قذر نتحدث اولا ؟ و ما علاقته بالعمالة و العملاء ؟ و من حيث ماذا يمكن ان ينحط لمستوى الخيانة ؟ و هل لهذه الأحكام و التهم الثقيلة و الخطيرة من أدلة تسندها ؟ لنبدا من البداية ! 1 *- العمل و قذارته* بعد حدث الݣرݣرات في المعبر الحدودي بيننا و الشقيقة موريتانيا، قبل أيام، لاحظ المتتبعون طغيان بعض الأخبار على بعض المنابر الإعلامية بعينها تطرح على المتتبعين جملة من الأسئلة حول خلفيات الخلط و التضليل و قلب الحقائق الذي حاولت، و ما تزال تحاول نشره هذه المنابر، لاسيما و أنها نسقت عملها لتوفر المادة الخام للذباب الإلكتروني في كتائب أفيخاي أدرعي الناطق الرسمي باسم جيش الحرب الصهيوني . لقد تحركت أذرع الموساد و استخبارات جيش تساحال، أصالة و بالوكالة على عدة مستويات لضرب عدة عصافير بحجر ة واحدة، و ذلك من أجل تثبيت أحد الكيانات الوهمية التي تسعى لتثبيتها بالمنطقة ( الجمهورية العربية الصحراوية)، من خلال صبغها بشرعية تفتقدها .. و هل هناك أهم من شرعية الكفاح الفلسطيني إذا تم اقترانها به ؟ هذا من جهة، و من جهة أخرى، و على النقيض من ذلك، شيطنة الكفاح الفلسطيني و ربطه بدعم الإنفصال في المغرب من جهة أخرى . و النتيجة هي الزج بفلسطين في نزاع المغرب و الجزائر في ملف الصحراء بحيث تدفع قيادة الشعب الفلسطيني، من خلال سفارتيها بالرباط و الجزائر العاصمة لاتخاذ موقف تتولى هي تأويله و قلب حقائقه أيا كان، هنا و هناك، ثم تطلق العنان لذبابها الإلكتروني لخلق ضجة تنتهي بتأليب القرار السياسي في العاصمتين و شن الحرب على الكفاح الفلسطيني، لتأليب الرأي العام، هنا و هناك، ضد أي شيء يمكن بصلة لفلسطين .. هكذا تم تحريك شخص واحد في إحدى المنظمات الشبابية الفلسطينية المقيم بالجزائر لإصدار بيان يدعم إنفصاليي البوليساريو في حدث الݣرݣرات . و لدى اتصال مسؤولي المرصد المغربي لمناهضة التطبيع بمسؤولي الفصيل الذي صدر البيان باسم شبيبته، اتضح أن الشبيبة لم تصدر أي بيان في الموضوع، بل إن قيادة هذه الشبيبة أصدرت بيانا توضيحيا و انتهى الأمر . أكثر من ذلك، فإن سفارة فلسطينبالرباط أصدرت توضيحا آخر وضع النقاط على الحروف .. لكن المخطط لم يتوقف و تواصل لبلوغ الهدف . و هكذا تولت جريدة الوسط الجزائرية المهمة و قصدت السفير الفلسطينيبالجزائر العاصمة و نشرت حوارا معه اختارت له عنوانا غاية في القذارة لأنه قصد خلق مشكل داخل الدبلوماسية الفلسطينية بأن يشعل النار بين سفير فلسطينبالجزائر و سفيرها في الرباط ! و لنتأمل العنوان الذي أختارته جريدة الوسط بالبنط العريض على صدر صفحتها الأولى لتأطير حوار السيد السفير : السفير الفلسطيني، أمين مقبول ل " الوسط" : *نتبرأ من بيان مساندة المغرب* (!) .. و هكذا، حتى قبل أن يفرغ الناس من قراءة بيان السيد السفير أمين مقبول الذي ينفي فيه ما نسبته الصحيفة له، يأتي مقال مبرز آخر من الرباط هذه المرة، و من الجريدة الإلكترونية "هسبرس" .. و لنتأمل عنوان المقال الذي لم يوقعه صحفي و لا صحفية، و إنما تبنته الجريدة كافتتاحية؛ أي كتعبير عن الخط التحريري لها : *سفير فلسطينبالجزائر يدعم الأطروحة الانفصالية لجبهة البوليساريو* ومن الفقرة الأولى ل"المقال" المطول يصر كاتبه على حقن القاريء البسيط بالسم وهو يشحنه ضد فلسطين من خلال سفيرها في الجزائر . لنتأمل مبتدأ المقال منذ فقرته الأولى : " يعود السفير الفلسطينيبالجزائر إلى إثارة غضب المغاربة، فبعد التقاطه سابقاً صورا مع نشطاء لجبهة البوليساريو، أعلن دعمه مطالب الانفصاليين وتبرأ من بيان أصدرته سفارة فلسطينبالرباط يدعم التدخل المغربي في الكركرات …" الأمر إذن يتعلق بالسفيرين الفلسطينيين في كل من الجزائر و الرباط؛ أي بالقضية الفلسطينية و بالوجود الفلسطيني بكل من المغرب و الجزائر . فيا أيها الجزائريون الذين تتبنون قضية الشعب الفلسطيني "ظالمة او مظلومة" كما تقول وديعة قائدكم الكبير هواري بومدين؛ ها هم الفلسطينيون في الرباط منحازون للمطبعين المغاربة و يساندون" التدخل المغربي في الݣرݣرات " ضدكم ! فماذا تنتظرون ؟ هل ستواصلون دعم هؤلاء المنافقين ؟! الله يلعن الفلسطينيين و كل من يدعم الفلسطينيين و كل ما يأتي من فلسطين ! و يا أيها المغاربة ! ها هم الفلسطينيون، مرة أخرى، يدعمون الأطروحة الإنفصالية لما يسمى جبهة البوليساريو .. و يتآمرون على الوحدة الترابية لبلدكم . هاهو السفير الفلسطينيبالجزائر يدعو إلى تفتيت وحدتكم و يدعم ما يسمى الشعب الصحراوي و جبهة البوليساريو لإقامة جمهورية بأقاليمكم الجنوبية التي دفعتم دم جوفكم لتحريرها و استثمرتم كل ثرواتكم لعقود، على حساب المناطق و الأقاليم الأخرى لتنميتها و النهوض بها و اللحاق بالركب بإخراجها من العهود الرعوية البدائية التي كرستها بها السلطات الإستعمارية الإسبانية . فهل بعد كل هذا ستبقون في غبائكم المزمن تعتبرون القضية الفلسطينية "قضية وطنية" لكم كما دبجتموها في أدبيات و قوانينكم الأساسية ؟ و هل ستبقون تعبئون لمسيرات مليونية بمدنكم و تدعون لوقفات تضامنية مع هؤلاء الفلسطينيين المنافقين المتآمرين الأنذال؟! أمن أجل مثل هؤلاء تعتزون بشهدائكم الفدائيين بغور الأردن و جنوبلبنان في مواجهة إسرائيل؟! إسرائيل التي لم نر منها أي سوء، بل إنها تدعم وحدتنا الترابية خلاف الجزائريين الحقودين و الفلسطينيين " نكاري الخير" ؟! .. .. هذا هو العمل القذر، و هذه هي مظاهر قذارته ؟ ولا احد عنده حد أدنى من الوطنية و الآدمية و حد أدنى من الموضوعية يمكن ان يختلف، فعلا، على وساخته و وضاعته؟ . فما هو وجه العمالة و الخيانة و أين دور العملاء في هذه الوساخة .. و خصوصاً، ما هي الأدلة على ذلك ؟ *2- شبكة عاموس يادلين* عاموس يادلين لمن لا يعرفه هو رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيونية الأسبق و مدير ما يسمى معهد الأمن القومي بالكيان الصهيوني . هذا المسؤول "الأسمى" بالكيان قال في خطاب تسليم المسؤولية لخلفه على رأس الجهاز الإستخباري الأخبث في العالم بأنه أرسى شبكة عملاء له في كل المغرب العربي، و لاسيما في المغرب و الجزائر ..جاهزة للتأثير و التخريب في أي حين . هذا التصريح الخطير لهذا المسؤول الصهيوني الكبير سبق و كان موضوعا لندوة صحفية مشتركة بين مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين و المرصد المغربي لمناهضة التطبيع . كما كان موضوعا للقاء رسمي للهيأتين مع رئيس الحكومة السابق السيد عبد الإله بنكيران .. و في خضم عمله الدؤوب، تمكن المرصد من اكتشاف هذه الشبكة الخطيرة و قاداتها و تنظيماتها التي تتخفى فيها و الأنشطة و الفعاليات التي تتستر خلفها .. بل تم اكتشاف ارتباطاتها و مجنديها من الصهاينة في الكيان و العملاء الكبار، رعاة العملاء الصغار وحماتهم داخل البلاد . فشبكة عاموس يادلين انتظمت في تنظيم سري اختار لنفسه إسم *" محبي إسرائيل في المغرب الكبير "* ، و من أهم المشرفين عليها أحد الجنود السابقين في جيش الحرب الصهيوني الذي يفتخر أنه كان جريحا في حرب 73، المدعو *سيمون سكيرا* ؛ رئيس ما يسمى جمعية الصداقة الإسرائيلية-المغربية ! هذه الشبكة يزعم بعض مسؤولييها أنها تضم حوالي تسعة آلاف عضو ينشطون في كل الأقطار المغاربية، و خصوصاً في المغرب و الجزائر .. و من أهم من يسهر على نشاطها، ميدانيا في المغرب كل من الباحثين بمعهد موشي ديان للأبحاث في الشرق الاوسط؛ الأنتربولوجي المتخصص في الأمازيغية المدعو ؛ *بروز مادي وايزمان* و المؤرخ *د. إيغال بنون* و كذا عراب الخراب على مستوى الوطن العربي ، المدعو *برنار هنري ليفي* و كذا كوكبة من الجنرالات و الحاخامات من قدماء جيش التساحل . هذه هي شبكة عاموس يادلين من الأصلاء أما عملاؤهم و أصدقاؤهم من الوكلاء و المناولين، فهم من تولوا العمل، ميدانيا، و انبروا في هذه الحملة معتمدين على ذباب أفيخاي أدرعي و على أصحاب بروز وايزمان و إيغال بنون كأحمد عصيد و على دفعة "يادفاشيم" التي سهر على تدريبها *عوفير جندلمان* ( المستشار الخاص لنتانياهو)شخصيا و على رأس هؤلاء المدعو عبد الله الفرياضي إياه الذي يحاول ان يتدارك، هو وزملاؤه، غضب تل أبيب و عدم رضاها عنهم لضحالة أدائهم و غبائهم في العمل، رغم التكوينات المكثفة التي استفادوا منها في وزارة الخارجية الصهيونية و من تأطير نخبة النخبة في الكيان … هذا عن شبكة عاموس يادلين او تنظيم *" محبي إسرائيل في المغرب الكبير"* . و الآن لنتأمل مضامين قول سفارتي فلسطين بكل من الرباط و الجزائر العاصمة و نتأمل علاقة هذه المضامين التي نقلتها الجريدتين " الوسط " الجزائرية و هسبريس المغربية إسما، و المملوكة لحكام الإمارات وكالة و لحكام تل أبيب فعلا و أصالة . 3 *- مضامين بيانات السفارتين و التأويلات المخدومة موساديا ..* إن مضامين بيانات سفارتا فلسطين بكل من الرباط و الجزائر، و التي نقلتها الجريدتين عن السفيرين بين مزدوجتين تكشف حقيقة وخلفيات اولاد عاموس يادلين و عوفير جندلمان ؛ أصحاب المانشيطات الفتنوية المتصهين أعلاه .. و لنتأمل اهم ماجاء في البيانات مما له علاقة بجوهر الموضوع .. و لنتأمل، خصوصاً، علاقة هذه المضامين بعناوين جريدتي الوسط بالجزائر و هسبريس أبوظبي، و لو أنها أعلنت الموقف من الرباط .. فمما جاء بالجريدتين، الجمل التقديمية و المضامين بين مزدوجتين .. كما يلي : *… "الموقف الرسمي كما يعرف الجميع هو موقف يطالب ويأمل حل القضية بمحبة وتوافق بين كل الإخوة في المنطقة". وأضافت السفارة الفلسطينيةبالجزائر: "ما ذكره السفير حول موضوع الصحراء الغربية هو الالتزام بقرارات الأممالمتحدة لإيجاد حل سياسي متوافق عليه، آملين أن تحل مشكلة الصحراء بين الإخوة في سلام وهدوء، ومتمنين للشعب الجزائري والشعب المغربي كل التقدم والازدهار". … وأكدت سفارة فلسطينبالرباط أن "البيان لم يصدر عن أي جهة رسمية فلسطينية، ويتضمن مغالطات لا تمثل الموقف الرسمي الفلسطيني"، وجددت تأكيدها على "الموقف الفلسطيني الثابت على وحدة وسلامة وأمن المغرب ودعم وحدة التراب المغربي ودعم جهود المملكة في هذا الشأن وفق قرارات الجامعة العربية والأممالمتحدة".* فما الذي يضر بمصلحة الشعب الواحد بالمغرب و الجزائر فيما قال المسؤولين الفلسطينيين ؟ .. التعبير عن الأسف لما يحصل بين الأشقاء من نزاع ؟ التأكيد على الحل السلمي المتوافق عليه بين الإخوان ؟ الدعوة لروابط الأخوة و الوحدة و مرجعية الرابطة العربية و المنتظم الأممي لحل المشاكل ؟! ما علاقة هذا بكل ما دبجته أقلام و كلافييات السوء و العمالة لخدمة المشروع الصهيوني لإشعال الاحتراب الأهلي على أسس عرقية و إثنية و قبلية حتى أن أحد تلامذة جندلمان و هو احد دعاة "الأمازيغية" زورا، و نحن الأمازيغ منه و من أمثاله براء، يفتخر في تدوينة له أمس بارتباطه بالكيان الصهيوني الذي يدافع عن الوحدة الترابية للمغرب كما علمه مجنديه في الموساد !!! نقصد، طبعا المدعو الفرياضي .. ما علاقة هذه المضامين بما يدعيه صاحب " باحثي" معهد موشي دايان و " حبيب" بروز مادي وايزمان و إيغال بنون أحمد عصيد؛ هذا " الباحث" الذي لم يسلم منه الشهيد و رمز النضال التحرري الفلسطيني أبو عمار ياسر عرفات الذي اغتاله أصدقاؤه في الموساد ؟! . *آخر الكلام* إن الشعب الواحد في كل من جزائر الشهادة و مغرب الرمز التحرري الأممي محمد بن عبد الكريم الخطابي لا يمكن أن تنطلي عليهم ترهات، لا جنرالات الموساد و لا عملاؤهم الصغار مهما حاولوا . إن الشعب الواحد في الجزائر و المغرب يعرفون، حسن المعرفة أن العملاء في تنظيم " محبي إسرائيل في المغرب الكبير " لاتهمهم الصحراء و لا مصلحة الصحراويين، الوحدويين او الانفصاليين منهم على السواء.. لا و لاتهمهم لا تازة و لا غزة و لا الرباط و لا تيزي وزو و لا غرداية و لا وهران و لا تلمسان و لا الأمازيغية و لا العروبة و لا الإسلام و لا التاريخ و لا الهوية، و إنما الذي يهمهم، وفقط، هو ما تقوله و ما تمليه و ما تأمربه *تل أبيب*، " صاحبة النعم عليهم .. و لا شيء غيره . عاش شعب الجزائر الأبي .. عاش الشعب المغربي الكريم .. عاش الشعب الفلسطيني البطل . الرحمة على الشهداء و الخزي للعملاء الصغار !