أثارت زيارة وفد مغربي، يضم رجال تعليم وإعلاميين، للكيان الإسرائيلي، انتقادات واسعة، بين اعتبر ذلك تطبيعاً وخيانة، ومن ذهب إلى أبعد من ذلك متعبراً ذلك نجاحاً لجهاز الموساد في اختراق المجتمع المغربي. الاستفادة من إسرائيل في توظيف الهلوكوست في التعليم يقول عبد الله الفرياضي، أحد أعضاء الوفد المغربي، الذي حل بمطار تل أبيب صباح يوم الإثنين 29 نونبر الجاري، إن الزيارة يقوم بها الوفد لإسرائيل تأتي في سياقين، أولهما المشاركة في أيم دراسية حول الهلوكوست، والثاني مرتبط بموقف فلسطين من قضية الصحراء المغربية. وأكد الفرياضي في تصريح ل"نون بريس" أن : "مشاركة الوفد في الأيام الدراسة حول الهلوكوست بإسرائيل، من أجل الوقوف على حجم المأساة التي تعرض لها اليهود عبر العالم جراء الممارسات النازية بما في ذلك اليهود المغاربة، لتبيان الدور الطلائعي الذي لعبه المغفور له محمد الخامس في حماية مواطنيه اليهود من قانون نظام فيشي الفرنسي الاستعماري المتواطئ مع هتلر". مضيفاً أن الزيارة أيضا، التي يقوم بها الوفد المغربي تأتي من أجل "الوقوف على أهمية التوظيف الإسرائيلي لهذا الحدث التاريخي المأساوي في البرامج التعليمية كنموذج مثالي يمكن الاقتداء به في تعميق الروح الوطنية لدى الناشئة". دعم الوحدة الترابية ردّاً على موقف فلسطين أما بالنسبة للسياق الثاني، الذي تأتي فيه زيارة الوفد المغربي للكيان الإسرائيلي فيقول عبد الله الفرياضي "هذه الزيارة محكومة بهاجس وطني آخر بالإضافة إلى الهاجس الأكاديمي. حيث برمجنا على هامش الأيام الدراسية لقاءات مع هيئات وفعاليات مدنية وسياسية يهودية من أصول مغربية قصد التداول بشأن واقع ومستقبل ارتباطها ببلدها الأم مع ما يتيحه ذلك من إمكانيات للتنسيق بشأن الترافع الإيجابي بخصوص القضايا الاستراتيجية للمغرب، لا سيما قضية الصحراء المغربية". وتابع عضو الوفد المغربي قائلا "بالنسبة للاتهامات التي تروجها ضدنا بعض الأطراف بشأن ما يقولونه بأن زيارتنا لإسرائيل تتزامن مع ما بات يصطلح عليه بالنكبة، لا يسعني إلا أن أجيب عليها بالقول أن مصلحة المغرب عندي شخصياً أولى من أي التزام إديولوجي أو ديني أو قومي". وأضاف "فالعقيدة الأصلية التي يجب أن تجمع بين المغاربة بمختلف دياناتهم ولغاتهم هي "عقيدة الوطنية" المتعالية عن كل عقيدة أخرى. وقد أذهب أبعد من ذلك حين أؤكد أن كل بلد يتخذ المواقف التي تخدم مصالحه قبل أي اعتبار آخر، والدليل هو وقوف فلسطين موقفاً مناوئا للوحدة الترابية للمغرب خلال القمة العربية الإفريقية الرابعة المنعقدة بجمهورية غينيا مؤخرا رغم أن ثمانية دول عربية أخرى قد انسحبت من هذه القمة تضامنا مع المغرب بعد أن أصر الاتحاد الافريقي على مشاركة وفد البوليساريو كدولة كاملة العضوية". خونة بوجه مكشوف وعملاء للكيان الصهيوني من جهة أخرى، اعتبر أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أن "هؤلاء الذين يزورون الكيان الصهيوني من حين لآخر، هم الذين تحدث عنهم رئيس الموساد السابق عاموس يادلين في إحدى خرجاته، حين قال إنه أرسى شبكة عملائه في تونس والجزائر والمغرب، جاهزة للتأثير والتخريب في أية لحظة، وهذا كلامه بالحرف". وعبّر ويحمان في تصريح ل"نون بريس" عن استغرابه لكون من وصفهم بالعملاء يشتغلون بوجه مكشوف في المغرب قائلا "إذا كان العملاء في الدول الأخرى يبذلون جهدا في التستر عن عملاتهم لأنهم يعلمون أن العلم بها يساوي حياتهم، فإنه في المغرب، وهذه هي المفارقة والغرابة والاستثناء، العملاء المتآمرون على وطنهم ومقدسات شعوبهم يكشفون عن وجوههم ويفتخرون بالعمالة، لأنهم مطمئنون إلى أنهم لن يُسائلهم أحد عليها لأن هذا البلد أصبحت تظهر فيه مظاهر السيبة، واستباحة كل شيء، والاعتداء على السيادة المغربية التي رصدناها مؤخراً". مخطط لتفجير المغرب من الداخل وقال الناشط في مجال مكافحة التطبيع في المغرب " رصدنا ما هو أخطر، وهو التحضير لتفجير المغرب إلى خمس دويلات، وهذه الأعلام التي أصبحت تظهر من حين لآخر، هو تحضير لتفجير المغرب من الداخل، ويشرف على ذلك مسؤولون في الصف الأول من الكيان الصهيوني، كالرئيس السابق للموساد الذي أصبح لديه الآن مركز دراسات مشهور عالمياً، والأنتربولوجي المتخصص في الأمازيغية، نادّي وايزمان، المعروف بكونه لا يخرج من المغرب إلا ليعود إليه مرة أخرى، وهو مدير قسم الأنتروبولوجيا في معهد موشي ديان للأبحاث والدراسات". وهاجم ويحمان الوفد المغربي الذي يزور الكيان الإسرائيلي "هؤلاء عملاء ويسيئون لقضيتنا الوطنية، ويسيئون للأمازيغية ولرمزية محمد الخامس، ولا علاقة لهم بالوطنية ولا برموزها، ولا بالتاريخ الوطني، ولا يهمهم إلا السهرات التي يسهرونها في تل أبيب والأجواء التي تحضر لهم لاستقطابهم وما يجمعونه من دولارات وشيكلات (الشيكل: العملة الإسرائيلية)". ودعا ويحمان الحكومة المغربية إلى تحمل مسؤولياتها قائلا "أدعو الحكومة المغربية والمسؤولين في هذا البلد إلى التحقيق مع هؤلاء بتهمة التخابر مع الكيان الصهيون ضد مصلحة هذا الوطن ومصلحة الأمة قاطبة".