يبدو والله أعلم أن المتحكمين في الجزائر لن يقتنعوا بسهولة بصوت الحكمة والسلم والسلام المنبعث من المغرب بما فيه خيرا للجزائر والجزائريين قبل المغرب والمغاربة… بطبيعة الحال، إننا ما زلنا نطلب الهداية لعسكر الجزائر ولكن لا بد من وضع بعض النقط على الحروف. كيف للجزائر بنفطها و غازها و بمساحتها غير المستحقة و غير المعقولة أن تعجز على ما حققه المغرب و المغاربة في مجال الفلاحة و الإقتصاد رغم كل الصعاب…؟ هذا سؤال منطقي يا ما يطرحه الجزائريون بحذر بعيدا عن آذان العسكر المتسلط عليهم كالجذام. نعم، إن المقارنة بين المغرب و الجزائر واضحة وضوح الشمس تثبت أن المغرب لا يترك مجالا إلا و تفوق فيه على الجزائر. كيف لعسكر الجزائر أن يحقد على المغرب و يحسده بدل طلب المساعدة بأدب من المغرب الذي قد لن يتوانى في إرسال بعضا من خبرائه المجربين و أطره المتفوقين لمساعدة الجزائر على تحقيق شيئا من التقدم في شتى المجالات؟ تاريخيا، المتحكمين في الجزائر استغلوا طيبة قلوب المغاربة للسطو على أراضي شاسعة شرق المغرب مدعمين بالقوة الإستعمارية، و مع ذلك تحمل المغرب غدر المتحكمين في الجزائر، و سمح و عفا و اكتفى و صبر، و حمد الله على كل شيء، حفظا للسلم و السلام مع شعب جزائري طيب وقع تحت قبضة عسكر لا يفقه في السياسة شيئا، و لا يرحم المدنيين الجزائريين العزل الذين لا يريدون حربا خاسرة و لا دمارا بلا سبب. ولكن طغيان عسكر الجزائر بات لا يستحمل اليوم، إنهم فعلا طغوا لدرجة أنهم أضحوا يظنون أن لا حد لظلمهم. نحن الشعب المغربي نكن، بطبيعة الحال، كل الود للشعب الجزائري الشقيق. ولكن، هل نصمت و عسكر الجزائر يريد التطاول على أراضينا الجنوبية بعد أن سطا بدون موجب حق على أراضينا الشرقية التي لم يحسم أمرها بعد؟ لا أحد يتمنى أن تشتعل حربا مدمرة بين جارين يتقاسمان الدين و التقاليد و الأعراف، و يتقاسمان أيضا نفس الهيكل الإجتماعي، سوى عسكر الجزائر الذي تجاوزه الزمن و اشتد حقده و هذيانه. و إذا كان التاريخ لا يكفي، و هو الأهم، فالجغرافية لوحدها شافية كافية؛ فأما خريطة الحدود بين البلدين فمعوجة و يشوبها عيب على حساب المغرب و لصالح الجزائر ظلما و عدوانا. أفلا يكفي هذا الظلم الساطع لينتبه المنتبهون إلى صبر دولة المغرب القوية بقوة 12 قرنا من الوجود؟ أفلا ينتبه المنتبهون إلى حكمة المغرب و حلمه و تسامحه و تحضره و تجاوزه كل ضغينة و حقد و حسد يتعرض له منذ استفراد العسكر بدولة الجزائر الفتية الجديدة…؟ أليس للصبر حدود؟ إن تهور عسكر الجزائر لن يحد من طغيانه داخليا سوى الشعب الجزائري الشقيق، وإلا فكل المؤشرات تدل على أن عسكر الجزائر يتجهون نحو فرض الحرب على المغرب بغية تصدير الأزمة العميقة التي لا مبرر لها أبدا والتي تسببوا فيها داخليا للشعب الجزائري الشقيق. و لكن هيهات هيهات، فهنا المغرب و المغاربة. هنا المغرب الذي قد يغضب. و أما إن غضب، فقد يندم عسكر الجزائر عن اليوم الذي صنعوا فيه بكل جبن و حقارة كيانا من مرتزقة بغيضة لا هوية لهم و لا أصل و لا فصل في محاولة بئيسة يائسة لاستعمار بقعة من أرضنا الجنوبية الطاهرة التي لا يتجرأ على ترابها النقي سوى هالك. و سيرى المتهورون، بإذن الله، ماذا يعني التطاول على صحراء المغرب و المغاربة الأبرار. هذه مجرد كلمات صادقة أدبية سلمية بسيطة، كلمات تتمنى أن لا تدق طبول الحرب الشاملة في الميدان، لأنها طبول لن تعلن سوى عن دمار مؤسف سيلحق ضررا مؤقتا باقتصاد المغرب أكيدا، و لكنها طبول ستعلن بلا أدنى شك نهاية الجزائر و هذا ما لا نتمناه للشعب الجزائري الشقيق.