في استمرار لسلسلة الوقفات الأسبوعية التي اعتادت الساحة المقابلة للبرلمان المغربي بالرباط على استقبالها تجدّدت من ساحة "باب المريسة" في مدينة سلا الدينامية الداعمة لفلسطين، والمُنددة باستمرار جرائم حرب الإبادة التي تقُودها آلة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزةولبنان، معبّرة عن رفض استمرار التطبيع. وحسب ما عاينته جريدة هسبريس الإلكترونية التأم ضمن الفعالية ذاتها التي استمرت ساعة من الزمن، مساء الثلاثاء 5 نونبر الجاري، جَمْع من مختلف الأعمار والأطياف الفكرية قرب الموقع التاريخي ل"باب المريسة"، مُلبّين دعوة "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" إلى وقفة للتضامن مع الشعبيْن الفلسطينيواللبناني، على خلفية استمرار رحى الحرب في الدوران منذ سابع أكتوبر 2023؛ فيما اختُتمت بحرق العلَم الإسرائيلي. وكانت الوقفة، مساء الثلاثاء، مناسبة لقيادات وأعضاء الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع للتعبير عن رفضهم واستنكارهم "زيارة وفد إعلاميين مغاربة إسرائيل حالياً"، منددين باستمرار "التطبيع الرسمي مع الكيان الغاصب المحتل"، وفق تعبير أبو الشتاء مساعف، عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المناهضة للتطبيع. وأضاف مساعف، متحدثا إلى هسبريس على هامش الوقفة، أنها "استمرارٌ للوقفات الأسبوعية التي تنظمها الجبهة في اليوم 365 من الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد قطاع غزة أمام صمت ومرأى المجتمع الدولي"، لافتا إلى أن "ملحمة طوفان الأقصى أسقطت مجموعة من الأقنعة، خصوصاً قناع نفاق المنتظم الدولي". وشدد المُصرح ذاته على "استنكار الوقفة وتبليغها رسالة الرفض التام بخصوص زيارة مجموعة من الصحافيين إلى الأراضي المحتلة"، موردا: "نحن هنا نُنزّه مهنة الصحافة وجسْمَها عن زيارة هذا الكيان الصهيوني في ظرفية الإبادة الجماعية المستمرة؛ فهم بذلك في اللائحة السوداء للمُطبِّعين الذين يضعون أيديهم في يد المجرم الملطخة يداه بالدماء، الذي يمنع الصحافة النزيهة من نقل وتوثيق ما يحدُث، وإلى حد الساعة استُشهد تقريبا حوالي 200 صحافي". القيادي في جبهة دعم فلسطين كشف، خلال حديثه مع هسبريس، أنه "تم، بداية هذا الأسبوع، وضع رسالة بالسفارة البريطانية بمناسبة 'وعد بلفور' المشؤوم"، مردفا: "سلّمناها لهم كي نؤكد أن الغرب شريك في ما تعيشه فلسطين، كما هو شريك في الإجرام. مثلما نتأسف ونستنكر تصريح رئيس فرنسا تحت قبة البرلمان بأن حماس همجية... نقول ونؤكد أن الهمجية هي ما يمارسه الكيان الصهيوني على قطاع غزة من قتل وتجويع للأبرياء العُزّل (...)". وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية عقِب الوقفة قال الطيب مضماض، منسق الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع: "إننا هنا اليوم في ساحة باب المريسة وسط مدينة سلا المكافحة المناضلة، تنديدًا بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني". وتابع مضماض: "نُندد بعجز المنتظم الدولي عن وضع حدّ لهذه الحرب العدوانية الهمجية ضد الشعب الفلسطيني. كما نحيّي من المغرب المقاومة الفلسطينية في بسالتها ونضالها المستمر عبر دروسها التي تُلقنها يوما بعد يوم للكيان الصهيوني والإمبريالية العالمية". الوقفة التضامنية رُفعت خلالها –حسب ما عاينته الجريدة– لافتات كبيرة ل"التنديد بالجرائم الصهيونية في حق الشعبين الفلسطينيواللبناني"، كما تخللتْها شعاراتٌ قوية تعبّر عن "رفض مسلسل التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني الغاصب، خصوصا عبر مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط". وتأتي الوقفة في أعقاب ما كشفته هسبريس بشأن تفاصيل "مثيرة" عن تواجد إعلاميين مغاربة في زيارة إلى إسرائيل ضمن وفدٍ حلّ مساء الإثنين، بعد أن حظوا باستقبال في مطار "بن غوريون" بتل أبيب. كما جاءت الوقفة في ظل استمرار تطورات ميدانية متلاحقة على ساحة القتال المشتد على جبهة جنوبلبنان، فضلا عن استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، واستمرار العملية الإسرائيلية التي تركزت خلال الأسابيع الأخيرة في شمال القطاع المحاصَر. وبينما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، في بيان، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 43.391 قتيلا على الأقل، قالت إنها "أحصت خلال الساعات ال24 الماضية 17 شهيدا نقلوا إلى المستشفيات"، كاشفة أن العدد الإجمالي للجرحى بلغ 102.347 حالة، وفق أحدث تحيين.