خالد برواين بكل فخر واعتزاز، يحتفل المغرب بذكرى استرجاع الأقاليم الجنوبية، التي تعتبر إحدى المحطات البارزة في تاريخ النضال الوطني من أجل الوحدة الترابية. في مثل هذه الأيام من عام 1975، شهد المغرب حدثًا مفصليًا تمثل في المسيرة الخضراء، التي كانت رمزًا للتضامن الشعبي، وقوة الإرادة الوطنية، والتشبث بحقوق الشعب المغربي في صحرائه. تاريخ وطني مجيد إن ذكرى استرجاع الأقاليم الجنوبية ليست مجرد ذكرى لحدث عابر، بل هي محطة تأكيد لعزم الشعب المغربي على استعادة حقه المشروع في أراضيه. انطلقت المسيرة الخضراء بمشاركة 350,000 مغربي ومغربية لبوا نداء جلالة الملك الحسن الثاني، الذي قاد البلاد بحكمة ونظرة استشرافية نحو حل سلمي وقانوني لاستعادة الصحراء. وقد شكل هذا الحدث رمزًا للوحدة بين مكونات الشعب المغربي من شماله إلى جنوبه، إذ جاءت المسيرة كتعبير سلمي عن إرادة الشعب، مدفوعة بالقيم الوطنية ورغبة ملحة في السلام. الوحدة الترابية والتنمية الشاملة استرجاع الأقاليم الجنوبية لم يكن فقط استردادًا لأراضٍ ضاعت، بل كان البداية لمسار طويل من البناء والتطوير. فالقيادة المغربية، منذ استرجاع هذه الأقاليم، حرصت على وضع برامج تنموية كبرى تشمل مختلف القطاعات، من بنية تحتية وتعليم وصحة وصناعة واقتصاد. وقد انعكست هذه الجهود على حياة سكان الأقاليم الجنوبية، حيث شهدت المدن الصحراوية نموًا متسارعًا، وأصبحت الآن مناطق حيوية تساهم في الاقتصاد الوطني، من خلال الاستثمار في قطاعات مثل الصيد البحري، والطاقة المتجددة، والسياحة. المغاربة والصحراء المغربية الشعب المغربي، بكل فئاته وأطيافه، يعتبر قضية الصحراء المغربية مسألة مصيرية غير قابلة للتفاوض. ويقف المغاربة صفًا واحدًا، داعمين سيادة بلدهم ووحدة أراضيه. ومن خلال تضحيات جسام وتعبئة مستمرة، استطاع المغرب أن يدافع عن حقوقه المشروعة في المحافل الدولية، مستندًا على دعم الشعب وعلاقاته القوية مع الدول الشقيقة والصديقة، فضلاً عن المبادرات الدبلوماسية الهادفة للتوصل إلى حل سياسي دائم يضمن الاستقرار في المنطقة. الاعتراف الدولي ومكانة الصحراء المغرب حقق خطوات كبيرة على الصعيد الدبلوماسي، حيث باتت العديد من الدول تعترف بمغربية الصحراء، وتفتح قنصليات لها في مدينتي العيون والداخلة. هذه الاعترافات ليست سوى تأكيد على شرعية الموقف المغربي وعدالة قضيته، كما أنها تساهم في تعزيز التنمية والاستثمار في الأقاليم الجنوبية. إرث نعتز به ومستقبل نعمل من أجله إن ذكرى استرجاع الأقاليم الجنوبية ليست فقط مناسبة لاستحضار الماضي، بل هي دعوة للتفاؤل بالمستقبل، والعمل من أجل مغرب متقدم ومزدهر. يواصل المغرب التزامه بتحقيق التنمية المستدامة في الأقاليم الجنوبية، واضعًا نصب عينيه هدف تحقيق الازدهار لأبنائها وبناتها، وجعلها نموذجًا يحتذى به في الاستقرار والتنمية. بهذه المناسبة، أستشعر كمغربي شعورًا بالفخر والاعتزاز، إذ أن ذكرى استرجاع أقاليمنا الجنوبية تمثل رمزًا للصمود، والوحدة الوطنية، ونجاح المغاربة في تحقيق حلمهم بوطن متكامل ومستقر.