في سياق ردود الأفعال على التطبيع الإماراتي العلني مع الكيان الصهيوني أصدرت رابطة علماء المغرب العربي بيانا نددت من خلاله بالتطبيع الإماراتي واعتبرته خيانة للقضية الفلسطينية، ونصرة للظالم على المظلوم، وتطويعا للأمة في جهادها ضد العدو الغاصب.
وفيما يأتي نص البيان: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. والصلاة والسلام على رسوله الكريم وآله وأصحابه أجمعين. أما بعد... فلقد تلقت رابطة علماء المغرب العربي بحرقة شديدة وأسف بالغ خبر اتفاق الخيانة بين الإمارات العربية المتحدة والكيان الصهيوني الغاصب، وعملا بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ﴾ [الممتحنة: 1]. وتذكيرا بقوله تعالى: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ [المائدة: 52]. فإن الرابطة تندد بهذا التطبيع الذي تعتبره خيانة للقضية الفلسطينية، ونصرة للظالم على المظلوم، وتطويعا للأمة في جهادها ضد الغاصب، وتعلن في هذا الموقف التاريخي دعمها المطلق وتضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني ومختلف قواه الرافضة للاحتلال، وتعتبر تطبيع دولة الإمارات عدوانا على الشعب الفلسطيني وعلى المسجد الأقصى والمقدسات في تلك الأرض المباركة، وتؤكد على أن الاعتراف بالكيان الصهيوني هو جريمة في حق الأمة العربية والإسلامية. كما تتوجه بهذا البيان إلى مختلف الشعوب الإسلامية بنخبها ومفكريها ومختلف قواها المجتمعية الحية وتدعوهم إلى النهوض بمسؤولياتهم وتحمُّل الأمانة الملقاة على عواتقهم والقيام بمختلف التحركات المتاحة والممكنة من مظاهرات واحتجاجات وندوات ومؤتمرات لدعم القضية الفلسطينية ومواجهة صفقة القرن وكل من يدعمها أو يؤيدها أو يطبِّع مع العدو الغاصب. كما تثمن رابطة علماء المغرب العربي الموقف الراسخ لولاة الأمر في الدول المغاربية من قضية القدس، وتوصيهم بالثبات على الحق في نصرة إخوانهم والوقوف إلى جانب قضايا شعوبهم، وتتوجه إلى حكام المسلمين وتحذرهم من الانسياق وراء مسلسل الخيانات المتلاحقة، وتقول لهم: إن الشعوب ترفض هذه المهانة وتقف صفا واحداً مع إخوانهم في أرض الجهاد والرباط، ومهما ركعتم فلن تركع شعوبكم المؤمنة، وستبقى فلسطين قضية الأجيال اللاحقة التي ستحمل همّ القضية إلى أن تنتصر بإذن الله بعز عزيز أو بذل ذليل. كما نتوجه بالدعاء إلى العلي القدير أن يخزي كل الذين خانوا أمتهم وباعوا قضياها بثمن بخس، كما نسأله سبحانه أن يولي على المسلمين خيارهم ويكفيهم شر شرارهم. وإننا إذ نذكر الصهاينة بموعود الله فيهم نقول: إن الشعوب الإسلامية الثائرة لن تقبل بهذا العار، وإن الحق لا شك منتصر، ونذكرهم بقوله تعالى ﴿وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ۞ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا﴾ [الإسراء 4-5]، هذا والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. الأمانة العامة لرابطة علماء المغرب العربي السبت 27 ذي الحجة 1441 هجري الموافق ل 17 غشت 2020م