شهدت العاصمة الفرنسية باريس، اليوم السبت، تظاهرة شعبية للتنديد بما وصفوه "عنف الشرطة" والعنصرية ضد ذوي البشرة السوداء. وتجمّع الآلاف وسط ساحة الجمهورية (ريبوبليك) في تمام الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم بتوقيت غرينيتش، حاملين يافطات منددة ب"عنف الشرطة" والعنصرية، ومتضامنة مع المواطن الأمريكي ذو الأصول الأفريقية، جورج فلويد، الذي لقي حتفه على يد شرطي أبيض، في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية. وأعرب المتظاهرون أيضا عن تضامنهم مع عائلة الشاب الفرنسي من أصول أفريقية آداما تراوري الذي توفي عام 2016 في مركز للشرطة بعد ساعات على اعتقاله. وألقت آسا تراوري شقيقة آداما تراوري كلمة في المظاهرة أدانت فيها "عنف" الشرطة الفرنسية "والتقصير" في محاسبة المسؤولين عن وفاة شقيقها. وقالت آسا تراوري إن "مظاهرة اليوم هي تنديد بنكران العدالة وبعنف الشرطة والعنف العرقي والمجتمعي". وأضافت "نريد أن يتم إدانة الشرطيين المسؤولين عن مقتل شقيقي، نريد محاكمة علنية". وجرت المظاهرة بشكل هادئ نسبياً حتى الساعة الثالثة من بعد الظهر قبل أن تندلع مواجهات محدودة بين عدد من المتظاهرين، بعضهم ملثّم يحمل أعلاما لمجموعات يسارية، والشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وقالت شرطة باريس في تغريدة على تويتر إن "عدد المتظاهرين في ساحة الجمهورية وصل لقرابة 15000". وبحسب قناة "بي.اف.ام" الفرنسية اعتقلت الشرطة 12 شخصاً تابعين لمجموعة من اليمين المتطرف بعد أن رفعوا على شرفة بناءٍ يافطة كُتب عليها "العدالة لضحايا العنصرية ضد البيض"، مطلقين عبارات استفزازية ضد المتظاهرين المتجمهرين في ساحة الجمهورية. وشارك في المظاهرة ممثلين عن أحزاب يسارية مثل الحزب الشيوعي والحزب الاشتراكي وحزب "فرنسا الأبية" وحزب الخضر بالإضافة لمشاركة منظمات حقوقية ومنظمات مناهضة للعنصرية. ووفق "سبوتنيك" انتشرت الشرطة وقوات الأمن في محيط مكان المظاهرة بكثافة علماً أن مديرية شرطة باريس رفضت أن تعطي تصريحاً للمنظمين لإجراء المظاهرة بحجة الوضع الصحي في البلاد. وقد كان من المقرر -بحسب المنظمين- أن تسير المظاهرة من ساحة "الجمهورية" إلى ساحة أوبرا إلا أن الشرطة منعت المتظاهرين من ترك ساحة الجمهورية لاعتبارات أمنية وصحية.