تظاهر آلاف الأشخاص في أنحاء فرنسا أمس السبت للتنديد بالعنصرية والعنف الذي يتهمون الشرطة بممارسته وسط تصاعد الغضب الشعبي إزاء شكاوى تطال عناصر من الجهاز وفي أعقاب وفاة جورج فلويد في الولاياتالمتحدة. وتجمع آلاف المتظاهرين في وسط باريس بعد ظهر السبت تلبية لدعوة من مجموعة ضغط تمثل أداما تراوري، الشاب الأسود البالغ من العمر 24 عامًا والذي قضى عام 2016 أثناء توقيفه. وجاءت التظاهرات في نهاية أسبوع ذكرت فيه هيئة تراقب عمل الشرطة إنها تلقت نحو 1500 شكوى بحق شرطيين العام الماضي، نصفها تتهمهم بالعنف. ودعت آسا تراوري شقيقة أداما تراوري المتظاهرين "للتنديد بغياب العدالة وبالعنف الاجتماعي والعرقي الذي تمارسه الشرطة" مكررة مطلب التحقيق في وفاة شقيقها. وقالت إن "وفاة جورج فلويد، هذا الأميركي الإفريقي الذي قضى في 25 ماي في مينيابوليس على يد شرطي أبيض، تذكير مباشر بوفاة شقيقي. الشيء نفسه يحصل في فرنسا، أشقاؤنا يموتون". ورفع عدد من المتظاهرين لافتات كتب عليها "العدالة لأداما". وكتب على لافتات أخرى "في دولة حقوق الإنسان، الشرطة تقتل". وجرت تظاهرات أخرى في مدن من مرسيليا إلى مونبلييه في الجنوب، وصولا إلى نانت وبوردو في الغرب. والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي سيخاطب الفرنسيين مساء الأحد على مشارف المرحلة الثالثة من رفع تدابير الإغلاق للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، قال الأربعاء إن العنصرية "آفة تطال المجتمع برمته". وكان وزير الداخلية كريستوف كاستانير دعا إلى "عدم التساهل إطلاقا" مع العنصرية في صفوف الشرطة، وإلى اتخاذ تدابير لتحسين أدبيّاتها. كما دعت منظمة العفو الدولية إلى "إصلاح ممنهج لممارسات الشرطة" في فرنسا. وقالت المنظمة في بيان إن "خطورة الوضع تتطلب استجابة دولية من السلطات". لكن بعض عناصر الشرطة يرفضون اتهامات للجهاز بالعنصرية. وقال فريديريك لاغاش من اتحاد اليانس إنه يأمل في أن يستقبل ماكرون وفدا منهم، إذ إن العديد من الشرطيين يشعرون بأن "كرامتهم قد مست" وسط الانتقادات الواسعة لجهازهم.