الجمعة 03 يوليوز 2015 الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد فقد فوجئت كما فوجئ الكثير من أبناء تونس الحبيبة والمغرب الغالي بقرار توقيف الأخ الشيخ البشير بن الحسن التونسي عن الإمامة والتدريس والخطابة، وإنها لإحدى الكبر أن يوقف مثل هذا الشيخ الفاضل، وهذه شهادتي فيه وسأسأل عنها يوم القيامة: "الشيخ أعرفه سنين عددا لا أعلم عنه إلا الدعوة إلى الوسطية والاعتدال ونبذ العنف والتطرف، والغيرة على بلده تونس، ونصح الشباب بعدم الخروج على ولاة أمورهم، لأن الخروج لا خير فيه وخاصة في ظل الفتن التي تعيشها الأمة الإسلامية. وهو ولله الحمد صمام أمان بإذن الله للحكومة التونسية، ومن أبعد الناس عن فكر التكفير والتفجير وقتل الأبرياء، وأعلم علم اليقين أن مبدأ السمع والطاعة لولاة الأمور بتونس وغيرها من القضايا التي يتعبد الله تعالى بها ويحث الشباب عليها، مع نهيهم عن الانجراف وراء التيارات التكفيرية المتطرفة، وهذه دروسه ومحاضراته وخطبه وكلها مسجلة خير دليل على اعتدال فكره ومنهجه. وإنه والله لخير معين للحكومة التونسية لصد عدوان الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله، لأن مثل هذه الإيديولوجيات المتطرفة لا تعالج بالعنف وإغلاق بيوت الله وإنما يعالج الفكر بالفكر والشبهة بالحجة، وهذه مهمة العلماء والشيخ البشير بن الحسن منهم ولله الحمد يقول الله عز وجل: "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا" [النساء:83]، والمراد بأولي الأمر في الآية: العلماء الراسخون الذين يحسنون استنباط الأحكام الشرعية من أدلة الكتاب والسنة وتنزيلها واقعا وبما يتماشى مع قواعد وتأصيلات علماء المذهب المالكي تنزيلا لا يخرج عن القواعد العامة للشريعة الإسلامية السمحة بتونس ومن تمذهب بمذهب إمام دار الهجرة". ومن هذا المنبر الإعلامي ألتمس من حكومة تونس وأصحاب الشأن بالبلد الحبيب أن يعيدوا النظر في قرار توقيف الشيخ والسماح له بالقيام بأنشطته الدعوية مع إخوانه الدعاة بتونس. وهو مكسب ثمين لأهل تونس نتمنى ألا يهدم ويوقف، والشيخ له فئة عريضة داخل تونس وخارجه تحبه وتجله. وفق الله حكومة تونس لخدمة البلاد والعباد، والشيخ ابنكم وابن بيئتكم فليكرم، والله الموفق وهو يهدي السبيل. كتبه الدكتور حميد العقرة من المملكة المغربية الحبيبة.