هوية بريس – السبت 20 يونيو 2015 * أجد متعةً في التّحدّثِ إليكِ أيتها الورقة الغالية، وإني امرؤ نشأ على كراهيةِ الثرثرةِ وفضولِ الكلام، إلا في هذا الموطن حينَ يجُنُّ عليكِ ظلامُ حبري! * سألت صديقًا: هل سبقَ لك قراءة بعض الروايات؟! فقال: طبعًا، رواية ورش، ورواية حفص! فقلت له: خيرًا فعلتَ، ما عنوانهما؟! فلم يُحِرْ جوابًا! * اقرأ كتابًا، ثم عُدْ له بعدَ عشر سنوات واقرأه مرةً أخرى، فإن وجدتَه كما قرأته أولَ مرة فراجع نفسك؛ لأنك لستَ بقارئ، ولا نصف قارئ! * كتاب حياة الحيوان للدميري في مجلدين، طالعته قبل سنوات فوجدت صاحبه كحاطب ليل يجمع بين البُرِّ والخُشار، لكن لا أنكر أنه لا يخلو من فائدة! * ازددتُ فهمًا لحقيقة الحياة من خلال منشورين لصديقين على تويتر، الأول تكاد تفتك به السعادة؛ لأنه بُشِّر بمولود، وأما الثاني فهو يبكي بحُرقة لفَقْد والدته! * كثير من الناس يرون السعادة في سيارة فاخرة، وفتاة باهرة، ودار على الشاطئ ظاهرة، لكنني أراها في الخَلْوة بكتاب الله وصحيح البخاري. * قبل القراءة لطه حسين يجب أن تكون مسلَّحًا بعقيدة راسخة لا تزعزعها أفكارُه المسمومة، المبثوثة في كتابيه: في الأدب الجاهلي، ومستقبل الثقافة في مصر. * طه حسين عملاق في الأدب والفكر، ولولا انحرافاتُه التي تقَمَّمَها من المستشرقين أعداءِ الإسلام، لكان محلَّ إجماع وتقدير. * أسلوبُ طه حُسين في الترسل والإنشاء والكتابة ممتع جدًّا، لا سيما في سيرته الذاتية: الأيام، وروايته: دعاء الكروان، وكتابه: الوعد الحق! * الكاتبُ الأديبُ الذي يَجعلني أعجبُ وأطربُ، وإلى المتعة أقرب، وفي فهم كتاباته لا أتعَبُ: هو (توفيق الحكيم) على علاته. *حُبّب إليَّ العلم والأدب مذ كنتُ يافعًا، كما حبب لغيري من الرفاق مصاحبةُ النساء ومعاقرة الخمر. * القراءة في كتاب (فتح الباري) للحافظ ابن حَجَر تُشعِرك بعظَمة العلم الشرعي وآلياته، ابتداءً بالمصطلح، وانتهاءً بالنَّحْو. * جبران خليل جبران أول كاتب عربي نصراني في العصر الحديث يدعو للإباحية من خلال ما تخطُّه يمينه الوقحة، وله قصة قصيرة عنوانها: (وردة الهاني) ناطقة بذلك… كنت قرأتها من عشر سنوات، ثم قرأت نظَرات المنفلوطي فوجدت مقالةً قوية في الرد عليه وعليها، جزاه الله خيرًا. * الكتابة مسؤولية عظمى لا يقدرها حق قدرها إلا مَن كان جادًّا في الدفاع عن الحرية، المنبثقة من حِبره الدامي! * في أعماقي أشياءُ غامضة لا أحدِّثُ نفسي بكتابتها؛ لكيلا أخدش براءةَ الورقة، ولا أزعزع هدوءَ القارئ. * الروائي محمد شكري شيد صرحه الأدبي على (الخبز الحافي)، فطار ذِكْره في الآفاق، وتُرجمت روايته إلى ثلاثين لغة.. ولا دليل أكبر من هذا على أن العالم غارق في الرداءة وقلة الحياء. * قِراءةُ القصيدة (الشمقمقية) للعلامة ابنِ الونان أشبهُ ما تكونُ بقلعِ ضِرس، وضَربِ حبس، ونَزعِ نفس، ورد أمسِ! * حينَ تكتبُ شيئًا أرسل نفسكَ على سجيتها، وحدِّث الناسَ بما يُطيقون، وإياك والتكلفَ؛ فإنه قد أهلك مَن كان قبلَكم! إن لكَ أفكارًا ولك موهبة عجيبة في ذلك، لكن ليسَ لك القلم الذي يسطر ذلك ببراعة تسُرُّ القارئين. * لم أقرَأْ لشعراء العصر الحديث قصيدة تبلغ في روعتها قصيدةَ (القوس العذراء) لشيخنا العلامة أبي فِهْر محمود شاكر، وهذه حقيقةٌ وليست مبالغة، ومَن ذاق عرَف. * كثيرة هي الكتبُ والرسائلُ والمجلاتُ التي قرأناها، ولكن تطبيق ما فيها يحتاج منا إلى إيمان كإيمان أبي بكرٍ وعمرَ وعثمان وعلي! * ما كنتُ أراه صوابًا وأتعصَّبُ له إذ كنتُ ابنَ عشرينَ، أصبحَ عندي لا يُساوي قلامةَ ظُفُرٍ وقد تجاوزتُ الثلاثينَ. * قِراءة كُتبِ العملاق (عباس محمود العقاد) تُعلِّمك التفكيرَ، تدفعكَ للبحث والاستقصاء، وتقول لك: لا ترضَ من الغَنيمةِ بالإياب، و: (كنْ رجُلاً رِجله في الثرى***وهامَةُ هِمّتِه في الثريّا). يتبع إن شاء الله..