السياق العام والوطني لتجربة التعليم عن بعد إن ما يعيشه العالم من ظرف وبائي جائحي، بسبب انتشار فيروس كورونا الشرس، الذي يكاد يأتي على الأخضر واليابس، ويلقي بظلاله القاتمة على كل مجالات الحياة في كل المجتمعات حتم على هذه المجتمعات التفكير في سبل مواجهة هذا التحدي الوبائي ، فانطلقت البحوث والدراسات ،وأغلقت بعض المرافق العمومية، وفرضت حالات العزل و الحجر الصحي والطوارئ الصحية؛ مما أثر سلبا على السير العادي للمؤسسات التربوية، وما قد ينتج عنه من ضياع الزمن التعليمي للمتمدرسين . ولا شك أن بلدنا لم يشذ عن هذه الكارثة وما رافقتها واستلزمتها من إجراءات الوقاية، ونحمد الله أن هذه الإجراءات الوطنية كانت في مستوى التحدي من حيث المبادرات الرسمية الاستباقية التي يشهد بجدواها العالم،وتحاول كثير من الدول الاقتداء بها ومن بين هذه الإجراءات التوجيه الملكي حول التضامن من خلال الأمر بإنشاء صندوق خصص لذلك، كما أن وزارة التربية الوطنية كانت في مستوى الحدث حين وجهت كل الأطر التربوية لبذل الجهود لإيجاد بدائل التعليم العادي المدرسي الفصلي، بالتوجه نحو تجريبالتعليم عن بعد. التضامن قيمة إنسانية وواجب ديني وطني التضامن سلوك إنساني وقيمة آخلاقية اجتماعية، يعملعلى تخفيف المعاناة والآلام عن بني البشر، وتقديم المساعدةللناس عند الحاجة. ويسهم في بناء المواطنة الحقة وضماناستقرار المجتمعات وتطورها . يستمد أسسه من التعاليمالدينية والثقافة والاعراف المجتمعية والمواثيق الدولية والقوانينالوطنية. وينطلق من إيمان الأفراد بمسؤولية بعضهم عن بعض، وهو من أسمى القيم الإنسانية والدينية التي تقوم علىعدة مكارم أخلاقية كالتعارف والتعاون والتآزر والتكافل... وقد حث الإسلام على هذه المكارم التي تتفرع عن قيمة مركزية أساسها التضامن المرتبط بالكينونة الاجتماعية التي عبر عنهاالقرآن الكريم بقوله تعالى: " وجعلناكم شعوبا وقبائللتعارفوا.." (الحجرات الآية 30 )؛ وقد انطلق القرآن الكريم فينظرته للتضامن والتكافل الإنساني من مفهوم محوريّ يتعلّقبالتعاون بين النّاس جميعا، مهما كانت دياناتهم وثقافاتهم،كأساس لإقامة مجتمع متماسك مترابط ومتحاب، أساسه الإنسان المتضامن المتعاون المعتصم . وجعله واجبا وطنياومسؤوليّة تقع على عاتق الأفراد والجماعات، كلٌّ حسب قدرتهوحسب موقعه ودوره فيما يتحمله من مسؤولية، باعتبار أن هذا الإنسان جوهر كل مشروع تضامنيّ وعمل تكافليّ ، يقول الحق سبحانه: " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ " (المائدة ، آية : 2 ). و قال تعالى: "واعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ" (آل عمران،من الآية: 103 ) وفي حديث نبينا عليه السلام : عن النعمان بن بشير –رضي الله عنهما– قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهموتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرالجسد بالسهر والحمى " (صحيح مسلم). وقد عبر الشاعر العربي المهلب بن أبي صفرة عما يحمله التضامن من قوة ووحدة لها أثرها الإيجابي على الفرد والمجتمع بقوله : كونوا جميعا يا بني إذا اعترى خطب ولاتتفرقوا آحادا تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذاافترقن تكسرت أفرادا ولا شك أن تعزيز مفهوم التضامن في بلدنا ونشره كقيمةسلوكية، هي مسؤولية المجتمع بمختلف شرائحه، هيئات وجمعيات وجماعات وأفراد…، بما يحقق للمجتمع وحدتهوتماسكه وقوته لمواجهة هذه الظروف الصعبة التي تمر بهابلادنا. وليس هذا غريبا عن المغاربة الذين عرفوا بتضامنهم ووحدتهم والتفافهم حكومة وشعبا في تجاوز كثير من الظروف الصعبة التي مرت بها بلادنا، أبرزها مقاومةالمستعمر، وتنظيم المسيرة الخضراء، وما عرف عنهم من نظام"التويزة" كعمل تطوعي جماعي في الحرث والبناء والحصاد،ونظام "شرط الفقيه"، وتقديم وتنظيم موائد الإفطار فيرمضان، وأضحيات العيد، وتكاليف الدخول المدرسي….وعلى المستوى التربوي تبدو الحاجة اليوم إلى تضامن المدرسين وهيئاتهم وجمعياتهم، وانخراطهم في تجربة التعليم عن بعد. – انخراط الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية في مشروع التعليم عن بعد وفي هذا التوجه عملت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية على شحذ همم المدرسين، من خلال بلاغ مكتبها الوطني ، وتواصله مع المؤطرين والمدرسين للانخراط في مشروع التعليم عن بعد، باعتباره نوعا من التضامن المهني المعنوي الذي يكرس قيم التعاون والتضامن المجتمعي التي يحث عليها ديننا الحنيف ، وذلك بإنتاج الدروس ونشرها عبر موقعها ومختلف قنوات تواصلها . فكيف يمكن إعطاء الفاعلية لهذا المشروع حتى يحقق أهدافه ويخفف من تخوفات المتعلمين وأسرهم؟ إن الظرفية التي تجتازها بلادنا تتطلب نوعا من الفاعلية لدى المدرسين، لإعطاء معنى للتعليم عن بعد، وحتى يكون فعلا تعلما عن بعد من خلال الاستقبال والتقبل من طرف المستهدفين . وهذا يطرح عدة مداخل : مداخل لفعالية التعليم عن بعد المدرس الرسالي وضرورة تجاوز المدرس الوظيفي: ذلك أن المدرس قد يكون وظيفيّاً، يتخذ التعليمَ مهنة ووظيفةً كغيرها من الوظائف، يحسب على المجتمع برقم تأجيره ، وكأنه بائع حروف . وقد يكون رساليا، يعتبر ويؤمن بأن التعليموالتدريس رسالة ، لا مجرد وظيفة ، يتحرك بدافع ذاتيداخلي، معتبراً مهمته عبادة يؤديها، ورسالة يسعى لتحقيقها،ويتحرر من النظرة المهنية الضيقة، يتميز بالإخلاص، يبتغيبعمله وجه الله تعالى، وإخلاصُهُ هذا يحوّل التعليم عنده منمجرد مهنة إلى عبادة يُرجى ثوابها، لا يطلب بها ثناء، ولايرجو من ورائها حافزاً، ولا يبغي ترقية ، موقنا أن الإخلاصسبب للتوفيق والنجاح في تأدية واجبه الذي ينبع من الهم الذي يسكنه حول ما ينتاب أمته ومجتمعه من أوبئة وأخطار،فلا يتقاعس في إتقان عمله، ملتزما بقوانين مهنته وقيمها ،منضبطا للقوانين والتوجيهات والبرامج الدراسية، مستحضرا دائما أن أجمل التَّعليم هو الّذي لا ينطلق من حسٍّ وظيفيّ،بقدر ما ينبعث من محبَّةٍ لخدمة عيال الله، وإيمانٍ بأنَّ اللهيرى، وأنَّ الله يعطي على كلّ تعب وتضحية، وأنّه يحاسب علىكلّ تقصير...مما يكسب عمله فاعلية ونجاعة وقبولا. فاعلية التعليم عن بعد: يعد التعلم عن بعد في هذه الظرفية الوبائية أحد طرقالتعليم الحديثة الهادفة إلى جذب المتعلمين الذين تمنعهمالظروف العادية من مغادرة مقراتهم، بفعل العزل والحجر والطوارئ الصحية ، وتعوقهم دون الاستمرار في برنامجتعليمي مدرسي عادي، باعتباره عملية اتصال غير مباشر بينالمتعلم والمدرس، حيث يفصلهما الزمان، والمكان، ويتمّالاتصال بينهما باستخدام الوسائط التعليميّة المطبوعة، أوالإلكترونيّة. بالتركيز علي الطرق التي غيرت بها التكنولوجياكيفية توصيل المعلومات واقتحام مجال التعليم الإلكتروني باعتباره اسلوباً جديداً في التعلم، فرض نفسه بقوة علىمراكز المعلومات، والمؤسسات التعليمية والأكاديمية …كشكلجديد يتناسب وتطورات تكنولوجيا المعلومات ، حيث يستطيعالمتعلم مباشرة التَّعلم في أي مكان وأي وقتٍ يُريده ، ويخفف إلى حد ما من تحديات هذه الظرفية الوبائية، خاصة إذا ما توفرت بعض شروط فاعلية التعليم عن بعد. وتتبلور الفاعلية في القدرة على تحقيق الأهداف مهما كانتالإمكانات المستخدمة في ذلك. كما أنها تمثل العلاقة بينالأهداف المحققة والأهداف المحددة باعتبارها المعيار الذييظهر مدى تحقيق أهداف النظام التعليمي بنجاح . مقومات فاعلية التعليم عن بعد-التخطيط الجيد والذي يجنب المدرس الارتجال، ويسبب الارتباك لدى المتعلم -تحديد الأهداف التعليميّة المراد تحقيقها من كل تسجيل وإرسال ونشر. مما يؤدي إلى إنتاج نوع جديد من المعرفةبالتكنولوجيا وطُرق التعليم والتعلم. -تدوين المعارف والمعلومات والأفكار، وتنظيمها، وتلخيصها وتجسيدها في خطاطات ورسوم توضيحية. وخرائط ذهنية مفاهيمية … -والإعادة والتكرار الممنهج؛ لمراعات فوارق الاستقبال لدى المتعلمين وتثبيت وترسيخ التعلُّمات. -دمج المعلومات بعضها مع بعض، وفهم بعضها في سياقبعض. مما يعمل على تنويع أسلوب التدريس كفلسفةتربوية تُبنى على أساس أن على المدرس تطويع معارفه ومؤهلاته و تدريسه تبعاً للاختلافات بين المتعلمين وفوارقهم في الاستقبال وقدرتهم على التقبل -العمل على إقدار المتعلم على تنمية التعلم الذاتي لديه،وتطوير مهارات التفكير البناء والناقد. -تحسيس المتعلمين المستقبلين بأن التعليم والتعلم عن بعدتربية واعية وفاعلة تهيئ المتعلم لحقائق عصر جديد، هوعصر الثورة التقنية، وعصر التغير الاجتماعي المتسارع،وعصر الانفتاح الإعلامي والثقافي العالمي، عصر صناعةالمعلومات وتوظيفها، وتمكّنهم في الوقت نَفْسِه من المحافظةعلى شخصيتهم الذاتية. -إدماج المتعلم في الموقف التعليمي من خلال اقتراح مواقف تعلمية وجعل المتعلم جزءاً منها، وإتاحة الفرصة له ليشعر بأنالموضوع ذو صلة مباشرة به، وأنه ليس مجرد مراقب للأحداثأو المشاهد، مما يتطلب إحداث خبرات معايشة أو خبراتانغماس، تلزم الطفل باتخاذ موقف مما يجري، -استخدام أسئلة فعالة تدعم الدروس والبرنامج الدراسي وتساعد االمستقبلين على المزيد من البحث والفهموتحفيزهم على مواصلة التعلُّم والمعرفة بالاعتماد علىالذات. -تجنب المشوشات :كالضوضاء الخارجية التي تمنع المتعلمعبر الإنترنت من المشاركة بفعالية . ولهجة الصوت فيالفيديوهات.ونوعية الصور وحجم النصوص ووظيفيتها… -… مدرس التربية الإسلامية في عمق التضامن بالتعليم عن بعد وإذا كانت ما اقترح من شروط لإذكاء الفاعلية على التعليم والتدريس عن بعد تهم كل الأساتذة الذين يتحملون مهمة التدريس عبر مختلف المواد والمجالات الدرسية، فإن مدرس التربية الإسلامية بما يمثله من قدوة، ومكانة منبثقة من خصوصية المادة التي يتحمل مسؤولية تدريسها، باعتبارها مادة القيم بامتياز، وباعتبار خصوصية مصادرها، وطبيعة مضامينها المعرفية والقيمية، يجد نفسه في عمق ما تتطلبه البلاد من التضامن والتآزر، وبلورة حمولته القيمية للإسهام على مستوى بذل الجهد والمبادرة والإبداع في التعليم الإلكتروني. وحتى يحقق ما يتوخاه من نجاعة وفاعلية في مبادراته يمكن إضافة بعض المقترحات، أهديها لأساتذتنا من باب التثمين والاعتزاز بما يبذلونه ويؤدونه من واجب وطني: –نظرا لاختلاف مدارك المتعلمين وفروقاتهم في الاستقبال وظروفه واعتبارا لتنوع الكتب المدرسية وما تطرحه من مضامين متنوعة قد يرى فيها البعض تشويشا على مكتسبات المتعلمين وتحصيلهم من التعليم عن بعد فمن الضروري الالتزام بالإطار المرجعي للمادة في تخطيط وإعداد وتسجيل وتقديم الدروس باعتماد المضامين المعرفية والقيمية والمهاراتية المعتمدة في هذه الأطر المرجعية. –التأكيد على الاختصار والاختزال وتجنب الجزئيات وكثرة التفريعات التي قد تحملها بعض الكتب المدرسية والتي تترك للمتعلم للتوسع وإثراء مكتسباته بتوظيف الخطاطات والجدولة والخرائط الذهنية . –حث المتعلم على التركيز وحسن الانتباه والابتعاد عن المشوشات ومتابعة العرض وتسجيل أهم نقط الدرس واستنتاجاته ومطالبة المتعلم بصياغة الخلاصات بعد نهاية الحصة وتسجيلهم لما بقي لديهم غامضا من معارف ومفاهيم ومصطلحات للبحث وتعميق البحث فيها حافز للتعلم الذاتي –حث المتعلم على وضع برنامج زمني للاشتغال المنزلي على الكتاب المدرسي قبل حصة البث وبعدها باعتباره كتابا للتلميذ –عدم الاقتصار على عرض الدرس ومشاهدته بل من الافضل اقتراح تمارين وتطبيقات والتدريب على حل بعض إشكالات الدرس للإنجاز المنزلي للدعم والتثبيت والتقوية ولملء الوقت الفارغ في هذه الظروف الطارئة –اقتراح على المتعلم بطاقة للتقويم الذاتي يسجل عليها مدى فهمه للدرس والصعوبات التي واجهها في التجاوب مع الدرس والنقط التي يرى ضرورة مراجعتها في كتابه المدرسي … وعلى سبيل الختم إننا إذن أمام وضعية أزمة صحية عالمية حرجة، تجعلنا إزاء مسؤولية أخلاقية أساسية، تفرض علينا تضامنا بأبعاد مختلفة، منها البعد التطوعي الاختياري، والذي يتخذ صبغةإنسانية، له مظاهره الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتربوية … مما يؤدي إلى تجاوز أزمة الكارثة الوبائية؛ بما يجعل الفرد يحس بالأمان في صحته، وصحة مجتمعه، وأمنوطنه واستقراره، وتلبية حاجاته، وما يترتب على ذلك منارتياح نفسي. ففيما يرويه سَلَمَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍالخَطْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ – وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ – قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ،مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا " ( رواه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم/300) والترمذي في "السنن" (2346) وقال : حسن غريب). وإذا كانت الظرفية حتمت على بلادنا وضع إجراءات أمنية واقتصادية و تربوية بيداغوجية احتياطية، جعلت كل قوى المجتمع تتضامن لمواجهة تحدي وباء كورونا الشرس، وبرزت معه أهمية وجدوى بعض القطاعات الاجتماعية التي كان يعتبرها البعض قطاعات غير منتجة، فإن نفس الظرفية جعلت الكل ينظر إلى الطبيب والممرض والمدرس ورجل الأمن … كمخلص – بعد الله تعالى – من هذه الجائحة، مما يطرح إعادةالنظر في سلم أولويات المؤسسات الرسمية بإعطاء الأهميةلهذه القطاعات الاجتماعية، دعما وتحفيزا ورفعا للمكانة الاعتبارية، والاهتمام بالبحث العلمي في المختبرات، و تطويركفاءات الأطر الطبية والأمنية وأعضاء هيئة التدريس ، قبل انتظار توجيهات المنظمات الدولية كما جاء في مراسلة لمنظمة التربية الدولية إلى رئيس الحكومة بتاريخ 23 مارس 2020التي تعتبرأن تشجيع الأساتذة سيكون أفضل جواب للخروجمن الأزمة الصحية بسبب إنتشار جائحة كورونا المستجدبالنظر لكون المدرسة العمومية تجيب على متطلبات الانصافو العدالة الاجتماعية. فألف تقدير وشكر لكل رجال الصحة والأمن والتعليم…، وكل المتضامنين والمتطوعين والملتزمين بالقوانين والتوجيهات الصحية… على إعطاء المعنى العميق لقيمة التضامن. وأسأل الله تعالى السلامة والعافية والنجاة من كل الأوبئة والابتلاءات لكل الإنسانية. والحمد لله رب العالمين * مؤطر تربوي متقاعد، عضو المكتب الوطني للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية.