انتخاب محمد انهناه كاتبا لحزب التقدم والاشتراكية بالحسيمة    اتحاد طنجة يسقط أمام نهضة الزمامرة بثنائية نظيفة ويواصل تراجعه في الترتيب    المؤتمر الاستثنائي "للهيئة المغربية للمقاولات الصغرى" يجدد الثقة في رشيد الورديغي    اختيار المغرب ضيف شرف المعرض الدولي للفلاحة بباريس يعكس جودة التعاون الثنائي (وزيرة الفلاحة الفرنسية)    صدمة كبرى.. زيدان يعود إلى التدريب ولكن بعيدًا عن ريال مدريد … !    بدء أشغال المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية بالقاهرة بمشاركة المغرب    بنسليمان.. شرطي يطلق النار لإيقاف رجل حاول تهريب ابنه    حديقة المغرب الملكية في اليابان: رمز للثقافة والروابط العميقة بين البلدين    ألمانيا.. فوز المحافظين بالانتخابات التشريعية واليمين المتطرف يحقق اختراقا "تاريخيا"    تجار سوق بني مكادة يحتجون بعد حصر خسائرهم إثر الحريق الذي أتى على عشرات المحلات    الملك محمد السادس يهنئ سلطان بروناي دار السلام بمناسبة العيد الوطني لبلاده    نجوم الفن والإعلام يحتفون بالفيلم المغربي 'البطل' في دبي    المغربي أحمد زينون.. "صانع الأمل العربي" في نسختها الخامسة بفضل رسالته الإنسانية المُلهمة    الإمارات تكرم العمل الجمعوي بالمغرب .. وحاكم دبي يشجع "صناعة الأمل"    مصرع فتاتين وإصابة آخرين أحدهما من الحسيمة في حادثة سير بطنجة    إسرائيل تنشر فيديو اغتيال نصر الله    انتخاب خالد الأجباري ضمن المكتب الوطني لنقابة الاتحاد المغربي للشغل    الكاتب بوعلام صنصال يبدأ إضرابًا مفتوحا عن الطعام احتجاجًا على سجنه في الجزائر.. ودعوات للإفراج الفوري عنه    مودريتش وفينيسيوس يقودان ريال مدريد لإسقاط جيرونا    هذه هي تشكيلة الجيش الملكي لمواجهة الرجاء في "الكلاسيكو"    لقاء تواصلي بمدينة تاونات يناقش إكراهات قانون المالية 2025    أمن تمارة يوقف 3 أشخاص متورطين في نشر محتويات عنيفة على الإنترنت    تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس : الجمعية المغربية للصحافة الرياضية تنظم المؤتمر 87 للإتحاد الدولي للصحافة الرياضية    المغرب ضمن الدول الأكثر تصديرا إلى أوكرانيا عبر "جمارك أوديسا"    نقابة تدعو للتحقيق في اختلالات معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة    رسالة مفتوحة إلى عبد السلام أحيزون    طنجة تتصدر مقاييس التساقطات المطرية المسلجة خلال يوم واحد.. وهذه توقعات الإثنين    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال 24 ساعة الماضية    الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي يُهدد القدرات المعرفية للمستخدمين    بوتين يستخدم الدين لتبرير الحرب في أوكرانيا: مهمتنا الدفاع عن روسيا بأمر من الله    المغرب في الصدارة مغاربيا و ضمن 50 دولة الأكثر تأثيرا في العالم    تقرير.. أزيد من ثلث المغاربة لايستطيعون تناول السمك بشكل يومي    جمال بنصديق يحرز لقب "غلوري 98"    عودة السمك المغربي تُنهي أزمة سبتة وتُنعش الأسواق    حماس تتهم إسرائيل بالتذرع بمراسم تسليم الأسرى "المهينة" لتعطيل الاتفاق    هل الحداثة ملك لأحد؟    مسؤول أمني بلجيكي: المغرب طور خبرة فريدة ومتميزة في مكافحة الإرهاب    لقاء تواصلي بين النقابة الوطنية للصحافة المغربية ووفد صحفي مصري    نجاح كبير لمهرجان ألوان الشرق في نسخته الاولى بتاوريرت    سامية ورضان: حيث يلتقي الجمال بالفكر في عالم الألوان    نزار يعود بأغنية حب جديدة: «نتيا»    متهم بالتهريب وغسيل الأموال.. توقيف فرنسي من أصول جزائرية بالدار البيضاء    فقدان الشهية.. اضطراب خطير وتأثيره على الإدراك العاطفي    الصين تطلق قمرا صناعيا جديدا    رضا بلحيان يظهر لأول مرة مع لاتسيو في الدوري الإيطالي    القوات المسلحة الملكية تساهم في تقييم قدرات الدفاع والأمن بجمهورية إفريقيا الوسطى    القصة الكاملة لخيانة كيليان مبابي لإبراهيم دياز … !    الشاذر سعد سرحان يكتب "دفتر الأسماء" لمشاهير الشعراء بمداد الإباء    المغرب يعود إلى الساعة القانونية    فيروس غامض شبيه ب"كورونا" ينتشر في المغرب ويثير مخاوف المواطنين    في أول ظهور لها بعد سنة من الغياب.. دنيا بطمة تعانق نجلتيها    التخلص من الذباب بالكافيين يجذب اهتمام باحثين يابانيين    رمضان 2025.. كم ساعة سيصوم المغاربة هذا العام؟    على بعد أيام قليلة عن انتهاء الشوط الثاني من الحملة الاستدراكية للتلقيح تراجع نسبي للحصبة وتسجيل 3365 حالة إصابة و 6 وفيات خلال الأسبوع الفارط    اللجنة الملكية للحج تتخذ هذا القرار بخصوص الموسم الجديد    أزيد من 6 ملاين سنتيم.. وزارة الأوقاف تكشف التكلفة الرسمية للحج    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فعالية المدرس الرسالي في مواجهة التحدي الوبائي- التعليم التضامني عن بعد نموذجا-
نشر في هوية بريس يوم 06 - 04 - 2020


السياق العام والوطني لتجربة التعليم عن بعد
إن ما يعيشه العالم من ظرف وبائي جائحي، بسبب انتشار فيروس كورونا الشرس، الذي يكاد يأتي على الأخضر واليابس، ويلقي بظلاله القاتمة على كل مجالات الحياة في كل المجتمعات حتم على هذه المجتمعات التفكير في سبل مواجهة هذا التحدي الوبائي ، فانطلقت البحوث والدراسات ،وأغلقت بعض المرافق العمومية، وفرضت حالات العزل و الحجر الصحي والطوارئ الصحية؛ مما أثر سلبا على السير العادي للمؤسسات التربوية، وما قد ينتج عنه من ضياع الزمن التعليمي للمتمدرسين .
ولا شك أن بلدنا لم يشذ عن هذه الكارثة وما رافقتها واستلزمتها من إجراءات الوقاية، ونحمد الله أن هذه الإجراءات الوطنية كانت في مستوى التحدي من حيث المبادرات الرسمية الاستباقية التي يشهد بجدواها العالم،وتحاول كثير من الدول الاقتداء بها ومن بين هذه الإجراءات التوجيه الملكي حول التضامن من خلال الأمر بإنشاء صندوق خصص لذلك، كما أن وزارة التربية الوطنية كانت في مستوى الحدث حين وجهت كل الأطر التربوية لبذل الجهود لإيجاد بدائل التعليم العادي المدرسي الفصلي، بالتوجه نحو تجريبالتعليم عن بعد.
التضامن قيمة إنسانية وواجب ديني وطني
التضامن سلوك إنساني وقيمة آخلاقية اجتماعية، يعملعلى تخفيف المعاناة والآلام عن بني البشر، وتقديم المساعدةللناس عند الحاجة. ويسهم في بناء المواطنة الحقة وضماناستقرار المجتمعات وتطورها . يستمد أسسه من التعاليمالدينية والثقافة والاعراف المجتمعية والمواثيق الدولية والقوانينالوطنية. وينطلق من إيمان الأفراد بمسؤولية بعضهم عن بعض، وهو من أسمى القيم الإنسانية والدينية التي تقوم علىعدة مكارم أخلاقية كالتعارف والتعاون والتآزر والتكافل... وقد حث الإسلام على هذه المكارم التي تتفرع عن قيمة مركزية أساسها التضامن المرتبط بالكينونة الاجتماعية التي عبر عنهاالقرآن الكريم بقوله تعالى: " وجعلناكم شعوبا وقبائللتعارفوا.." (الحجرات الآية 30 )؛ وقد انطلق القرآن الكريم فينظرته للتضامن والتكافل الإنساني من مفهوم محوريّ يتعلّقبالتعاون بين النّاس جميعا، مهما كانت دياناتهم وثقافاتهم،كأساس لإقامة مجتمع متماسك مترابط ومتحاب، أساسه الإنسان المتضامن المتعاون المعتصم . وجعله واجبا وطنياومسؤوليّة تقع على عاتق الأفراد والجماعات، كلٌّ حسب قدرتهوحسب موقعه ودوره فيما يتحمله من مسؤولية، باعتبار أن هذا الإنسان جوهر كل مشروع تضامنيّ وعمل تكافليّ ، يقول الحق سبحانه: " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ " (المائدة ، آية : 2 ). و قال تعالى: "واعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ" (آل عمران،من الآية: 103 ) وفي حديث نبينا عليه السلام : عن النعمان بن بشير –رضي الله عنهما– قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهموتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرالجسد بالسهر والحمى " (صحيح مسلم).
وقد عبر الشاعر العربي المهلب بن أبي صفرة عما يحمله التضامن من قوة ووحدة لها أثرها الإيجابي على الفرد والمجتمع بقوله :
كونوا جميعا يا بني إذا اعترى خطب ولاتتفرقوا آحادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذاافترقن تكسرت أفرادا
ولا شك أن تعزيز مفهوم التضامن في بلدنا ونشره كقيمةسلوكية، هي مسؤولية المجتمع بمختلف شرائحه، هيئات وجمعيات وجماعات وأفراد…، بما يحقق للمجتمع وحدتهوتماسكه وقوته لمواجهة هذه الظروف الصعبة التي تمر بهابلادنا. وليس هذا غريبا عن المغاربة الذين عرفوا بتضامنهم ووحدتهم والتفافهم حكومة وشعبا في تجاوز كثير من الظروف الصعبة التي مرت بها بلادنا، أبرزها مقاومةالمستعمر، وتنظيم المسيرة الخضراء، وما عرف عنهم من نظام"التويزة" كعمل تطوعي جماعي في الحرث والبناء والحصاد،ونظام "شرط الفقيه"، وتقديم وتنظيم موائد الإفطار فيرمضان، وأضحيات العيد، وتكاليف الدخول المدرسي….وعلى المستوى التربوي تبدو الحاجة اليوم إلى تضامن المدرسين وهيئاتهم وجمعياتهم، وانخراطهم في تجربة التعليم عن بعد.
– انخراط الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية في مشروع التعليم عن بعد
وفي هذا التوجه عملت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية على شحذ همم المدرسين، من خلال بلاغ مكتبها الوطني ، وتواصله مع المؤطرين والمدرسين للانخراط في مشروع التعليم عن بعد، باعتباره نوعا من التضامن المهني المعنوي الذي يكرس قيم التعاون والتضامن المجتمعي التي يحث عليها ديننا الحنيف ، وذلك بإنتاج الدروس ونشرها عبر موقعها ومختلف قنوات تواصلها . فكيف يمكن إعطاء الفاعلية لهذا المشروع حتى يحقق أهدافه ويخفف من تخوفات المتعلمين وأسرهم؟
إن الظرفية التي تجتازها بلادنا تتطلب نوعا من الفاعلية لدى المدرسين، لإعطاء معنى للتعليم عن بعد، وحتى يكون فعلا تعلما عن بعد من خلال الاستقبال والتقبل من طرف المستهدفين . وهذا يطرح عدة مداخل :
مداخل لفعالية التعليم عن بعد
المدرس الرسالي وضرورة تجاوز المدرس الوظيفي:
ذلك أن المدرس قد يكون وظيفيّاً، يتخذ التعليمَ مهنة ووظيفةً كغيرها من الوظائف، يحسب على المجتمع برقم تأجيره ، وكأنه بائع حروف . وقد يكون رساليا، يعتبر ويؤمن بأن التعليموالتدريس رسالة ، لا مجرد وظيفة ، يتحرك بدافع ذاتيداخلي، معتبراً مهمته عبادة يؤديها، ورسالة يسعى لتحقيقها،ويتحرر من النظرة المهنية الضيقة، يتميز بالإخلاص، يبتغيبعمله وجه الله تعالى، وإخلاصُهُ هذا يحوّل التعليم عنده منمجرد مهنة إلى عبادة يُرجى ثوابها، لا يطلب بها ثناء، ولايرجو من ورائها حافزاً، ولا يبغي ترقية ، موقنا أن الإخلاصسبب للتوفيق والنجاح في تأدية واجبه الذي ينبع من الهم الذي يسكنه حول ما ينتاب أمته ومجتمعه من أوبئة وأخطار،فلا يتقاعس في إتقان عمله، ملتزما بقوانين مهنته وقيمها ،منضبطا للقوانين والتوجيهات والبرامج الدراسية، مستحضرا دائما أن أجمل التَّعليم هو الّذي لا ينطلق من حسٍّ وظيفيّ،بقدر ما ينبعث من محبَّةٍ لخدمة عيال الله، وإيمانٍ بأنَّ اللهيرى، وأنَّ الله يعطي على كلّ تعب وتضحية، وأنّه يحاسب علىكلّ تقصير...مما يكسب عمله فاعلية ونجاعة وقبولا.
فاعلية التعليم عن بعد:
يعد التعلم عن بعد في هذه الظرفية الوبائية أحد طرقالتعليم الحديثة الهادفة إلى جذب المتعلمين الذين تمنعهمالظروف العادية من مغادرة مقراتهم، بفعل العزل والحجر والطوارئ الصحية ، وتعوقهم دون الاستمرار في برنامجتعليمي مدرسي عادي، باعتباره عملية اتصال غير مباشر بينالمتعلم والمدرس، حيث يفصلهما الزمان، والمكان، ويتمّالاتصال بينهما باستخدام الوسائط التعليميّة المطبوعة، أوالإلكترونيّة. بالتركيز علي الطرق التي غيرت بها التكنولوجياكيفية توصيل المعلومات واقتحام مجال التعليم الإلكتروني باعتباره اسلوباً جديداً في التعلم، فرض نفسه بقوة علىمراكز المعلومات، والمؤسسات التعليمية والأكاديمية …كشكلجديد يتناسب وتطورات تكنولوجيا المعلومات ، حيث يستطيعالمتعلم مباشرة التَّعلم في أي مكان وأي وقتٍ يُريده ، ويخفف إلى حد ما من تحديات هذه الظرفية الوبائية، خاصة إذا ما توفرت بعض شروط فاعلية التعليم عن بعد.
وتتبلور الفاعلية في القدرة على تحقيق الأهداف مهما كانتالإمكانات المستخدمة في ذلك. كما أنها تمثل العلاقة بينالأهداف المحققة والأهداف المحددة باعتبارها المعيار الذييظهر مدى تحقيق أهداف النظام التعليمي بنجاح .
مقومات فاعلية التعليم عن بعد-التخطيط الجيد والذي يجنب المدرس الارتجال، ويسبب الارتباك لدى المتعلم
-تحديد الأهداف التعليميّة المراد تحقيقها من كل تسجيل وإرسال ونشر. مما يؤدي إلى إنتاج نوع جديد من المعرفةبالتكنولوجيا وطُرق التعليم والتعلم.
-تدوين المعارف والمعلومات والأفكار، وتنظيمها، وتلخيصها وتجسيدها في خطاطات ورسوم توضيحية. وخرائط ذهنية مفاهيمية …
-والإعادة والتكرار الممنهج؛ لمراعات فوارق الاستقبال لدى المتعلمين وتثبيت وترسيخ التعلُّمات.
-دمج المعلومات بعضها مع بعض، وفهم بعضها في سياقبعض. مما يعمل على تنويع أسلوب التدريس كفلسفةتربوية تُبنى على أساس أن على المدرس تطويع معارفه ومؤهلاته و تدريسه تبعاً للاختلافات بين المتعلمين وفوارقهم في الاستقبال وقدرتهم على التقبل
-العمل على إقدار المتعلم على تنمية التعلم الذاتي لديه،وتطوير مهارات التفكير البناء والناقد.
-تحسيس المتعلمين المستقبلين بأن التعليم والتعلم عن بعدتربية واعية وفاعلة تهيئ المتعلم لحقائق عصر جديد، هوعصر الثورة التقنية، وعصر التغير الاجتماعي المتسارع،وعصر الانفتاح الإعلامي والثقافي العالمي، عصر صناعةالمعلومات وتوظيفها، وتمكّنهم في الوقت نَفْسِه من المحافظةعلى شخصيتهم الذاتية.
-إدماج المتعلم في الموقف التعليمي من خلال اقتراح مواقف تعلمية وجعل المتعلم جزءاً منها، وإتاحة الفرصة له ليشعر بأنالموضوع ذو صلة مباشرة به، وأنه ليس مجرد مراقب للأحداثأو المشاهد، مما يتطلب إحداث خبرات معايشة أو خبراتانغماس، تلزم الطفل باتخاذ موقف مما يجري،
-استخدام أسئلة فعالة تدعم الدروس والبرنامج الدراسي وتساعد االمستقبلين على المزيد من البحث والفهموتحفيزهم على مواصلة التعلُّم والمعرفة بالاعتماد علىالذات.
-تجنب المشوشات :كالضوضاء الخارجية التي تمنع المتعلمعبر الإنترنت من المشاركة بفعالية . ولهجة الصوت فيالفيديوهات.ونوعية الصور وحجم النصوص ووظيفيتها…
-…
مدرس التربية الإسلامية في عمق التضامن بالتعليم عن بعد
وإذا كانت ما اقترح من شروط لإذكاء الفاعلية على التعليم والتدريس عن بعد تهم كل الأساتذة الذين يتحملون مهمة التدريس عبر مختلف المواد والمجالات الدرسية، فإن مدرس التربية الإسلامية بما يمثله من قدوة، ومكانة منبثقة من خصوصية المادة التي يتحمل مسؤولية تدريسها، باعتبارها مادة القيم بامتياز، وباعتبار خصوصية مصادرها، وطبيعة مضامينها المعرفية والقيمية، يجد نفسه في عمق ما تتطلبه البلاد من التضامن والتآزر، وبلورة حمولته القيمية للإسهام على مستوى بذل الجهد والمبادرة والإبداع في التعليم الإلكتروني. وحتى يحقق ما يتوخاه من نجاعة وفاعلية في مبادراته يمكن إضافة بعض المقترحات، أهديها لأساتذتنا من باب التثمين والاعتزاز بما يبذلونه ويؤدونه من واجب وطني:
–نظرا لاختلاف مدارك المتعلمين وفروقاتهم في الاستقبال وظروفه واعتبارا لتنوع الكتب المدرسية وما تطرحه من مضامين متنوعة قد يرى فيها البعض تشويشا على مكتسبات المتعلمين وتحصيلهم من التعليم عن بعد فمن الضروري الالتزام بالإطار المرجعي للمادة في تخطيط وإعداد وتسجيل وتقديم الدروس باعتماد المضامين المعرفية والقيمية والمهاراتية المعتمدة في هذه الأطر المرجعية.
–التأكيد على الاختصار والاختزال وتجنب الجزئيات وكثرة التفريعات التي قد تحملها بعض الكتب المدرسية والتي تترك للمتعلم للتوسع وإثراء مكتسباته بتوظيف الخطاطات والجدولة والخرائط الذهنية .
–حث المتعلم على التركيز وحسن الانتباه والابتعاد عن المشوشات ومتابعة العرض وتسجيل أهم نقط الدرس واستنتاجاته ومطالبة المتعلم بصياغة الخلاصات بعد نهاية الحصة وتسجيلهم لما بقي لديهم غامضا من معارف ومفاهيم ومصطلحات للبحث وتعميق البحث فيها حافز للتعلم الذاتي
–حث المتعلم على وضع برنامج زمني للاشتغال المنزلي على الكتاب المدرسي قبل حصة البث وبعدها باعتباره كتابا للتلميذ
–عدم الاقتصار على عرض الدرس ومشاهدته بل من الافضل اقتراح تمارين وتطبيقات والتدريب على حل بعض إشكالات الدرس للإنجاز المنزلي للدعم والتثبيت والتقوية ولملء الوقت الفارغ في هذه الظروف الطارئة
–اقتراح على المتعلم بطاقة للتقويم الذاتي يسجل عليها مدى فهمه للدرس والصعوبات التي واجهها في التجاوب مع الدرس والنقط التي يرى ضرورة مراجعتها في كتابه المدرسي …
وعلى سبيل الختم
إننا إذن أمام وضعية أزمة صحية عالمية حرجة، تجعلنا إزاء مسؤولية أخلاقية أساسية، تفرض علينا تضامنا بأبعاد مختلفة، منها البعد التطوعي الاختياري، والذي يتخذ صبغةإنسانية، له مظاهره الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتربوية … مما يؤدي إلى تجاوز أزمة الكارثة الوبائية؛ بما يجعل الفرد يحس بالأمان في صحته، وصحة مجتمعه، وأمنوطنه واستقراره، وتلبية حاجاته، وما يترتب على ذلك منارتياح نفسي. ففيما يرويه سَلَمَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍالخَطْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ – وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ – قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ،مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا " ( رواه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم/300) والترمذي في "السنن" (2346) وقال : حسن غريب).
وإذا كانت الظرفية حتمت على بلادنا وضع إجراءات أمنية واقتصادية و تربوية بيداغوجية احتياطية، جعلت كل قوى المجتمع تتضامن لمواجهة تحدي وباء كورونا الشرس، وبرزت معه أهمية وجدوى بعض القطاعات الاجتماعية التي كان يعتبرها البعض قطاعات غير منتجة، فإن نفس الظرفية جعلت الكل ينظر إلى الطبيب والممرض والمدرس ورجل الأمن … كمخلص – بعد الله تعالى – من هذه الجائحة، مما يطرح إعادةالنظر في سلم أولويات المؤسسات الرسمية بإعطاء الأهميةلهذه القطاعات الاجتماعية، دعما وتحفيزا ورفعا للمكانة الاعتبارية، والاهتمام بالبحث العلمي في المختبرات، و تطويركفاءات الأطر الطبية والأمنية وأعضاء هيئة التدريس ، قبل انتظار توجيهات المنظمات الدولية كما جاء في مراسلة لمنظمة التربية الدولية إلى رئيس الحكومة بتاريخ 23 مارس 2020التي تعتبرأن تشجيع الأساتذة سيكون أفضل جواب للخروجمن الأزمة الصحية بسبب إنتشار جائحة كورونا المستجدبالنظر لكون المدرسة العمومية تجيب على متطلبات الانصافو العدالة الاجتماعية.
فألف تقدير وشكر لكل رجال الصحة والأمن والتعليم…، وكل المتضامنين والمتطوعين والملتزمين بالقوانين والتوجيهات الصحية… على إعطاء المعنى العميق لقيمة التضامن. وأسأل الله تعالى السلامة والعافية والنجاة من كل الأوبئة والابتلاءات لكل الإنسانية.
والحمد لله رب العالمين
* مؤطر تربوي متقاعد، عضو المكتب الوطني للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.