على مدار أسبوعين كاملين، حاول الكيان الصهيوني إلزام جمهور اليهود الأرثوذكس المتزمتين المعروفين باسم "الحريديم"، باتباع توصيات وتعليمات وزارة الصحة، والإرشادات التي صدرت بداية بشأن فيروس كورونا من دون أن تكون ملزمة، لكن من دون جدوى. واستغرق الأمر أسبوعين كاملين على الأقل، منذ أول ظهور تلفزيوني بهذا الخصوص لكل من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الصحة يعكوف ليتسمان، وهو حريدي أرثوذكسي من حزب "يهدوت هتوراة"، حتى بدأ تجاوب المرجعيات الدينية الحريدية في إسرائيل، وإبداؤهم مرونةً واستعداداً للدعوة لخفض عدد المصلين في المعابد، وعدد الدارسين في المعاهد الدينية، إلى أن تم إغلاقها رسمياً الأسبوع الماضي. لكن الاستجابة لم تكن كاملة، إذ رفض شق يُعرف بالشق الأورشليمي المتطرف، الذي يعتبر الحاخام شموئيل أويرباخ المتوفى قبل عامين مرجعيته الدينية العليا، الالتزام بهذه التعليمات. ووفق العربي الجديد فقد أبانت المعطيات أن مدينة "بني براك"، التي تُعتبر أكبر تجمع للحريديم الغربيين، هي المدينة التي توجد فيها أعلى نسبة من الإصابات بكورونا، "ويرفض هذا الشق كل سلطة وشرعية لدولة الاحتلال، ويرى أتباعه في المرجعيات الدينية الآمر الناهي في كلّ ما يتعلق بسبل إدارة شؤون الحياة. في المقابل، وعلى الرغم من اتجاه حاخامات الحريديم الآخرين، ولا سيما حاخامات السفارديم الشرقيين وعلى رأسهم ديفيد يوسف، إلى التجاوب مع تعليمات الدولة، فقد تلكأ الشق الغربي الأشكنازي الممثل بحزب "يهدوت هتوراة" في التقيد بالتعليمات، ولا سيما منع التجمهر ومنع إقامة الصلوات، حتى الأيام الأخيرة من الأسبوع الماضي. ومع إقرار الحكومة الصهيونية تشديد تعليمات الحذر ومنع التجمهر والخروج من البيت إلا للحالات الضرورية، نشرت صحف صهيونية عدة، بينها "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"، معطيات رسمية لوزارة الصحة تبيّن أن الإصابات في صفوف الحريديم هي الأعلى مقارنة بنسبتهم من السكان. وبيّنت هذه المعطيات أن مدينة بني براك، التي تُعتبر أكبر تجمع للحريديم الغربيين (الأشكناز)، هي المدينة الإسرائيلية التي توجد فيها أعلى نسبة من الإصابات بفيروس كورونا، وذلك بفعل نمط الحياة المنغلق للحريديم، والاكتظاظ السكاني، حتى على مستوى الأسرة، حيث يوجد عدد كبير من الأولاد في شقق صغيرة، وفي مبانٍ متراصة، وسط حياة اجتماعية نشطة واختلاط كبير، خصوصاً في مؤسسات التعليم الدينية وفي الكنس.