تبرأ اثنان من وجهاء عشيرة في محافظة إربد شمالي الأردن من أحد أبناء عشيرتهما؛ لدعوته السفير الإسرائيلي في عمّان إلى منزله. وتداولت وسائل إعلام محلية بياناً منسوباً إلى عشيرة «الروسان»، بتاريخ 29 يناير الماضي، تتبرأ فيه من «محمد وليد الروسان» وترفع الغطاء العشائري عنه؛ لدعوته سفير إسرائيل إلى منزله. ووفق الأناضول قال نواف الروسان، أحد وجهاء العشيرة،إنه «بحسب ما وردنا عن المدعو محمد وليد الروسان، صاحب دعوة السفير، فإن الغاية من وراء دعوته (السفير) هي تحصيل ديون مالية خاصة له (محمد) على أناس في الضفة الغربية». أضاف أن «صاحب الدعوة أكد لنا أنه تمكَّن، عبر السفارة الإسرائيلية، من تحصيل بعض ديونه في الضفة، والعمل جارٍ على استرداد بقية المبالغ». تابع: «لست من الموقعين على البيان ولا أعلم عنه، ولكن ليس لدينا في عشيرتنا من يطبّع مع إسرائيل، وقد دعونا المذكور ليبرِّئ ذمته أمام العشيرة، ولكنه رفض بحجة ظرف خاص». وقال هيثم الروسان، أحد وجهاء العشيرة، إن «ما نعلمه أن المدعو محمد وليد الروسان من منطقة عيلوط بالضفة الغربية (...)، وما حرَّكنا كعشيرة هو اسم الروسان، الرابط الحقيقي لأبناء العشيرة». وتابع قائلاً: «بناءً عليه، نؤكد ونشدد على رفضنا دعوته (السفير الإسرائيلي).. رغم أنني سمعت عن بيان العشيرة ولم أوقّع عليه، فإن عدم وجود أي اعتراض من أبناء العشيرة عليه يؤكد الإجماع ضمناً على القرار المتخذ». كما شدد على أن «ما قام به المدعو محمد وليد تصرُّف فردي لا يمثل رأي عشيرة الروسان، ولا يحمّلها أية مسؤولية، وموقفنا من القضية الفلسطينية ثابت تاريخياً، ولن يتغير». وبشأن قرار العشيرة وفق البيان المنسوب إليها، قال الوجه العشائري الأردني، الخبير بالشؤون العشائرية، طلال صيتان الماضي، ل «الأناضول»، إن «التشميس، والمقصود به رفع الغطاء العشائري، قرار تتخذه العشيرة بحق شخص أو أشخاص خرجوا عن المألوف في تصرف معين يسيء إلى عشيرتهم». كما أضاف أن «حالة (محمد وليد) الروسان من حيث ثوابت الأردنيين تجاه القضية الفلسطينية أمر مرفوض ومُدان مهما كانت أسبابه». أوضح أيضاً أنه «إذا كان القرار بالإجماع العشائري، فلا بد أن يلتزمه كل فرد من أفراد العشيرة، أما إذا كان لمجموعة معينة، فلا بد من اجتماع عشائري عام يُدعى إليه صاحب الشأن؛ لتبرير موقفه». وأفاد مراسل الأناضول بأن محمد وليد الروسان رجل أعمال يملك مصانع وشركات، ولم يتسنَّ الحصول على تعقيب منه. كما أن الأردن يرتبط مع إسرائيل بمعاهدة سلام، جرى توقيعها عام 1994، لكنهما يعيشان أسوأ حالات العلاقة بينهما، خاصة بعد الإعلان عن «صفقة القرن» الأمريكية-الإسرائيلية المزعومة، الثلاثاء الماضي، فضلاً عن انتهاكات إسرائيلية مستمرة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، الواقعة تحت الوصاية الأردنية.