عينت الحكومة الأردنية يوم الأربعاء علي العايد المتحدث باسم الخارجية الأردنية قائمًا بالأعمال في السفارة الأردنية في تل أبيب لتنهي بذلك الفتور بين الأردن وإسرائيل الذي دام طوال الأشهر الماضية التي أعقبت انتفاضة الأقصى. ويأتي تعيين الأردن لقائم بأعمال سفارتها في تل أبيب خلافا لكل التوقعات، التي استهجنت توقيت هذا التعيين واعتبرت أنه جاء في ظروف سيئة يرقد فيها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على سرير المرض، فيما يستمر شارون في ارتكاب جرائمه ضد الشعب الفلسطيني. يشار إلى أن الأردن استدعى سفيره من الكيان الصهيوني عقب انتفاضة الأقصى عام 2000 ولم يعين سفيرا منذ ذلك الحين.وبحسب الأنباء فإن علي العايد الدبلوماسي الأردني البارز سيتسلم مهامه في الأول من يناير 2005 وكان قد عين قائما بالأعمال في السفارة الأردنية في واشنطن بين 1997 و.2001 وشهدت العلاقات الأردنية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة تجاذبات وتوترات، كان آخرها بسبب قضية الأسرى الأردنيين في إسرائيل حيث نكث الإسرائيليون بوعودهم للأردن ورفضوا إطلاق الأسرى الأردنيين الذين كان من المفترض شمولهم في صفقة حزب الله لتبادل الأسرى. وكان شارون قد حذر الأردن يناير الماضي أنه سيخسر كثيرا من تدهور العلاقات مع إسرائيل بسبب مشاركته الناشطة في الحملة الدولية ضد الجدار الفاصل الذي تبنيه إسرائيل والذي يهدف إلى تطويق أراضي الضفة الغربية كما يقتطع أجزاء منها، إلا أن مسؤولين إسرائيليين سعوا بعدها إلى التقليل من حدة هذه التحذيرات. ويأتي تعيين العايد خلفا لمازن التل الذي تولى هذا المنصب في تل أبيب منذ ,2001 وكانت تصريحات أطلقها حزب الليكود الإسرائيلي في مؤتمره في 200315 تطالب بإحياء فكرة الترانسفير وتهجير الفلسطينيين إلى الأردن قد أثارت القوى السياسية الأردنية ودفعها لمطالبة الحكومة بالرد من خلال قطع العلاقات. ومنذ ذلك الحين توترت العلاقات بين الطرفين فيما تحولت السفارة الإسرائيلية الجاثمة على صدر منطقة الرابية في عمان الغربية إلى قلعة أشباح بسبب هجرها من قبل أغلب موظفيها بعد تحذيرات أمنية من استهدافها، ويتوقع أن تلاقي خطوة تعيين الأردن لقائم بالأعمال في سفارتها بتل أبيب ردود فعل غاضبة في الشارع الأردني خاصة من قبل الأحزاب والنقابات. ويشكل مطلب إغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان وطرد السفير الإسرائيلي أمرا ملحا في كل تحركات وبيانات وتظاهرات المعارضة الإسلامية في الأردن.