حذرت ناشطة بيئية من أن الكوارث المرتبطة بالتغيرات المناخية تتسبب في نزوح ملايين الأشخاص من أوطانهم سنويا، لكن هؤلاء لا يلقون الاهتمام المناسب وسط موجات النازحين والمهاجرين لأسباب تتعلق بالعنف والاضطهاد السياسي. وقالت كيم برايان، المديرة المساعدة لمنظمة "350.أورج" الدولية المعنية بقضايا المناخ، في مقابلة مع الأناضول، إن "الكوارث المرتبطة بالتغيرات المناخية تساهم في زيادة أعداد النازحين حول العالم؛ حيث يغادر متضررون منازلهم بحثا عن الأمان وسبل العيش الأفضل". وأضافت أن "الاضطرابات والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان تتضخم أيضا بسبب أزمة المناخ في جميع أنحاء العالم". وتابعت برايان قائلة إن "الوقت ليس في صالحنا على كوكبنا ومجتمعاتنا.. ومن خلال النظر إلى هذه القضايا باعتبارها مترابطة ارتباطا جذريا، يمكننا أن نطالب بعالم عادل ومنصف". وأشارت إلى أنه بحلول عام 2050 من المقدر أن يرتفع عدد النازحين بسبب الكوارث المرتبطة بالتغيرات المناخية إلى 200 مليون شخص. وقالت إن "هناك أشخاصا في جميع أنحاء العالم يفرون من أراضيهم بسبب الجفاف والعواصف ونقص الغذاء، بالإضافة إلى النزاعات السياسية والاقتصادية والصراعات التي عادة ما تتفاقم بسبب الكوارث المناخية". وتابعت موضحة: "يؤدي الجفاف وتآكل التربة والسواحل وارتفاع منسوب مياه البحر والتصحر إلى نقص المياه والغذاء، ونزاعات على الأراضي والموارد وفقدان الأراضي الزراعية، بما يؤثر سلبا على دخل الأسر ومستوياتهم المعيشية". ولفتت كذلك إلى تأثيرات الفيضانات والعواصف والأعاصير وموجات التسونامي وحرائق الغابات والزلازل والبراكين؛ وما تسببه من خراب ودمار وفقدان للأرواح والمنازل والممتلكات. ** "انهيار المناخ" وأشارت كيم إلى البعد الجغرافي لآثار المناخ، وقالت إن "انهيار المناخ" هو الوصف الأفضل من تعبير"تغير المناخ". وحذرت من أنه في أمريكا الوسطى، على سبيل المثال، يهدد "انهيار المناخ" بموجة جفاف طويلة الأجل تترافق مع مخاطر انعدام الأمن الغذائي، في حين أن العديد من دول جزر المحيط الهادئ مهددة بالغرق مع ارتفاع مستوى منسوب مياه البحر. إضافة إلى ذلك، قالت إن المكسيك تواجه جفافا منذ عقود؛ أدى إلى تراجع الإنتاجية الزراعية. وأوضحت أن "هناك تقديرات تشير إلى أنه أنه بحلول عام 2080، يمكن للهجرة الناجمة عن تغير المناخ من المكسيك أن تؤدي إلى نزوح 6.7 ملايين شخص". وفي حديثها عن إفريقيا، قالت: "مع ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم، فإن الجفاف يتزايد في جميع أنحاء القارة، بما يزعزع استقرار النظم الغذائية المحلية". وأضافت أن "سبعا من أكثر عشر دول عرضة للتغير المناخي موجودة في إفريقيا". وأشارت أيضًا إلى أن "الوقود الأحفوري هو أحد العوامل الرئيسية لتغير المناخ؛ حيث يأتي أكثر من 70 بالمئة من الانبعاثات الكربونية العالمية من 100 شركة فقط، وهي مسؤولية تقع على عاتق المسؤولين التنفيذيين في مجال الفحم والنفط والغاز والشركات التي تعمل بهذا المجال". ** ما الواجب فعله؟ وفي السياق، قالت كيم إن مكافحة انهيار المناخ تتطلب "أكثر بكثير من مجرد الحد من الانبعاثات الكربونية، بل يتعلق الأمر بالكفاح من أجل عالم عادل ومستدام يصلح لنا جميعا". وقالت إن "بناء العالم العادل الذي نحتاج إليه يعني أننا يجب أن نكافح من أجل سياسات تضمن الترحيب بالنازحين بسبب آثار أزمة المناخ، واحترام حقوق الإنسان الخاصة بهم، وقدرتهم على دعم بناء منازل جديدة" وتهدف منظمة "350.أورج" إلى التحول بنسبة 100 بالمئة إلى مصادر الطاقة المتجددة ومعالجة أزمة المناخ. المصدر: وكالة الأناضول.