هوية بريس – ذ. إدريس كرم جاء كتاب الدكتور لييريس دوكامبريدون المعنون بquarante -cinq ans de souvenirs marocains 1904-1948، رصدا لأهم الأحداث التي عاصرها سواء وهو في الدارالبيضاء ثم موكادور ثم فاس ثم الدارالبيضاء وأخيرا موكادور حيث أنهى فيها خدمته. ونحن إذ نقدم مقتطفات من هذا الكتاب الهام الذي أثارنا فيه أولا ما أثبته الكاتب في صفحاته الأخيرة من تكوين جمعية للفرنسيين المتواجدين بالمغرب قبل 1907، وهو ما لم نجد له تفسيرا إلا بعد أن اطلعنا على ما جرى في الدارالبيضاء سنة 1952 في حوادث الاحتجاج إثر مقتل الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد، على يد جمعية "اليد الحمراء" الفرنسية التي تأسست لنقل سياسة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا لشمالها. وثانيا، الحوادث الهامة التي وقعت في عدة مناطق من المغرب للجيوش الفرنسية الغازية، وخاصة الحرب الريفية، والتي حمّل المارشال ليوطي تبعاتها، فكان ذلك سبب طرده من المغرب. جاء في الكتاب: "في أواخر 1925 وجد المارشال ليوطي نفسه يغادر المغرب مهانا بعدما جاءت بعثة في يونيو 1925 لتقييم الوضع الذي يشرف عليه، استعدادا لمواجهة عبد الكريم الذي يممت قواته نحو الجنوب مؤيدة بالقبائل المتاخمة لأعالي ورغة وتازة، ويعين خلفا له في السابع من يوليوز 1925 الجنرال نولين قائد أعلى للقوات الفرنسية بالمغرب، وفي 17 غشت وصل المارشال بيتان للتنسيق بين المجهودات المختلفة ضد عبد الكريم، فغادر مارشال ليوطي المغرب راجعا لفرنسا sans tambour ni trompettes francaises، من غير أن يحظى حتى بالتحية الرسمية من قواته بالمغرب، مما عزّ على الإنجليز بجبل طارق، فقامت مدفعية بوارجهم هناك بتحيته وهو عائد قرب الصخرة. لقد كانت نهاية خدمة محزنة لضابط خدم فرنسا والعلم الفرنسي وقيل عنه بأنه صانع إمبراطورية فرنسا في شمال إفريقيا، كما يوصف بأنه باني المغرب الفرنسي المعاصر، ومثبت فرنسا به أثناء الحرب، بل ومجند الآلاف من المغاربة للقتال من أجل تحرير فرنسا التي تحتل بلادهم وتنكل بأهاليهم لانتزاع خيراتهم وتحميلها للفرنسيين المهزومين من قبل ألمانيا. ويظهر أن هذا الموقف المذل ذاك، كان حاضرا عند الساسة الفرنسيين بعد موت المارشال فأرادوا محوه بأن نظموا له جنازة باذخة وهم عائدون به لدفنه بالرباط ليستفيدوا من موته بعدما استفادوا من حياته. تعريف المغرب وفاس المغرب بلد المقاومة، والنقيض، والغير المتوقع، لهذا السبب، وبالرغم من هذا الفقر في المثقفين الحاضرين في الساحة تبقى دائما فاس البالي مدينة التجارة والشغب مع ذلك نقطة حاسمة بالمغرب، فيها تولد كل الأفكار الحسنة والسيئة التي تنتشر بسرعة في سائر الإيالة الشريفة. المغرب كان يسمى "إمبراطورية الغنى". عندما وصلت هذا البلد سنة 1904 مثلت لي هذه التسمية مخاطرة حقيقية، واليوم بعدما حصلت على معلومات أحسن صرت ملزما بتقديم شرح لحقيقة تلك التسمية وتأكيدها من دون الحاجة لتقصي أفقها بنظارات سحرية أو كشاف ضوئي مدهش، إذ يكفي بالنسبة لي انحناءة بسيطة نحو الأرض لأرى وأقتنع. هذه الأرض المفضلة ستصير متجددة مدهشة، بعدما ستتخذ شكلا فرنسيا بما سينجزه فننا الاستعماري بها من معجزة حقيقية؛ سيصبح معه القبح هو الأحسن، جنودنا معمرونا أطباؤنا إداريونا سيحسنون قبح تلك الأشياء، سيتحول سلك الرصاص لذهب خالص، فنرجو التصديق بأنه إذا غامر لا قدر الله شعب طماع يريد تفريحنا بهذا الكنز فعليه عدم تضييع الوقت، الدم المطلوب لذلك قد أريق بغزارة زيادة على ما كلفنا ممن هم أفضل منا. لقد اشتهر المغرب وعرف بموقعه الجغرافي المميز، على أبواب فرنسا، هناك إمبراطورية أكبر من فرنسا على ملتقى بحرين وقارتين، متاخمة للجزائر، تكون مع تونس وهذه المقاطعة الفرنسية قطاعا ملتحما لموقعنا في إفريقيا الشمالية الذي سيصبح حصنا لفرنسا وأوربا نفسها. لقد قدمت سنة 1942 مرآة للكل لتكون دليلا تأكيديا لا يقبل الجدل، فإذا ساد الهدوء بالمغرب ستنعم الجزائر بالسعادة على إثر ذلك، وإذا كان العكس ستكدرها الفوضى، هذا المغرب نفسه عبر جنوبه يكون همزة وصل مع إفريقيا السوداء إذ لا تبعد الدارالبيضاء عن دكار عبر الطريق سوى ب2000كلم. لقد تجاوزت التنمية بالمغرب كل المأمول، بل حصلت أعجوبة، فمنذ ما يقارب أربعين عاما تحول هذا البلد من (الأسطورة والتخفي) والبيت المحكم الإغلاق عن كل توسيع حيث أعطيناه بعد الحوادث الخارجية مؤثرات الريادة التي دفعتها ريحه نحو التقدم السريع لتضعه على رأس بلدان إفريقيا الشمالية تحت قيادتنا الاستعمارية. فمنذ ثلاثة أرباع القرن أي سنة 1907 كان التفكير في إنشاء مدينة أوربية بالدارالبيضاء جهدا ضائعا مأسوفا عليه؛ اليوم نفس الأرض تترصع بعمارات مهيبة، فنادق فاخرة، بنايات إدارية راقية، ومصانع من كل نوع، الشوارع عريضة، والحدائق مزهرة، لتمتيع عيون المتجولين والمستريحين. في أخر إحصاء كانت تضم المدينة 600.000 نسمة، وينتظر أن تصل مليونا سنة 1955، والتي ستضاهي يوما ما مارسيليا. مدن أخرى بالمغرب تواصل نموها على غرارها، الرباط العاصمة الإدارية تشكل اليوم أحسن واجهة لعمالة فرنسا؛ الأرض المغربية خصبة بها سهول كالغرب والشاوية ودكالة وعبدة وسوس؛ شعارات تقول (حديقة أوروبا) تأتي دوما تحت قلم الكتاب الذين يتناولون الموضوع. يضيف الدكتور لييريس دوكامبريدون في كتابه: قدمت المغرب سنة 1904 فكنت بالتأكيد شاهدا على الحوادث التي تقدمت إقامتنا النهائية في هذا البلد، حقيقة ارتبطت بكل المواضيع دون تكلف، وحاولت تفسيرها بموضوعية من غير أن أغفل أني قد أكون أخطأت في التفسير (فالإنسان خطاء). لا بد من الإشارة إلى أن النواة ما بين 1904-1912 هي فوز دبلوماسيتنا بالمرحلة الحاسمة التي قادت فيها بعثتنا المغرب، بعد 1912 يعني بعد إقامة الحماية. دوري في الحكي صار ناقصا، سكنت موكادور من 1904 إلى 1914، حيث تابعت من عين المكان كل الحوادث تقريبا في عين المكان وفي الجنوب: اغتيال الزميل الدكتور موشان بمراكش سنة 1907، قصف أكادير من قبل ألمانيا سنة 1911، الحوادث العسكرية بدار القاضي على بعد بضع كلمترات من موكادور في 1912. من أجل إنهاء هذا الاعتبار التمهيدي أصرح بأنه على مدى نصف قرن مرت بالمغرب، قمت بتمهيده حقيقة مع رجال ليسوا كلهم أنصاف قديسين لكنهم أناس لهم بعض الفضل، لا شيء مستغرب مما بقي من الأشياء. ليوطي في كلامه تشبيه أعطاني حكمة عندما أعلن: (نحن لا نستعمر بالورود)، لقد تركت في الظل بنظام عناصر غير مفضلة لا تريد بأي شكل فسادا ولا إرهاقا كيفما كان" ص10. استجابة لنداء فرنسا جئت للمغرب سنة 1904. قرض فرنسي للمغرب بفائدة ستون بالمائة "عندما وصلت للدار البيضاء نصبت خيمتي مؤقتا حيث يعيش صهري دومنيك كوديان في هذه المدينة ممثلا لاستخلاص القرض المغربي لسنة 1904 البالغ اثنان وستون مليونا ونصف المليون فرنك مقابل ستين في المائة من مداخل الديوانة، وفي شهر يوليوز 1904 قام رونو ممثل القرض بتنظيم مصلحة المراقبة والاستخلاص في مختلف الموانئ المغربية دون مقاومة تذكر من أي نوع. الرجال الذين عينوا جاء أغلبهم من مصلحة المراقبة بتونس أو من ديوانة هذه المحمية، فعين صهري كوديان بالدارالبيضاء، وبيرتي في العرايش، وبعد بضعة أسابيع جاء الأطباء التالية أسماؤهم: مرلي بالدارالبيضاء خلفا لي، ميرات بفاس، بلانك في مزاكان، موران بالرباط، اترولارد بآسفي، موشان بمراكش، أنا بموكادور. بلانك مات بالتيفوس بعد أشهر من وصوله، موشان اغتيل سنة 1907، ميرات مات بالمصحة سنة 1928، موران استقر في الكوت دازور، في حين افتقدت أثر كل من مرلي وترولارد" ص:15. "في الوقت الذي كان سان ريان الوزير المفوض الفرنسي بطنجة يدبر امتيازنا بالمغرب ببراعة، كان هناك قناصل من مختلف المستويات في إدارته الدبلوماسية يقيمون بالمدن الرئيسية في الإيالة الشريفة وهم: كيار بفاس ومالبيرتوي بالدارالبيضاء ولاريش بالرباط وجانيي بموكادور، وكانت مراكش محرومة من ممثل قنصلي لفرنسا، توجهت لموكادور في الخامس من يناير 1905 مع سلاح وأمتعة، كنت أعرف أن المدينة تعرضت لقصف بحري سنة 1844 من قبل الأمير جوانفيل أحد أبناء لويس فليب ملك فرنسا، وسبب القصف كما قالت أمي أن سكانها سيئو السيرة ثاروا على ملك فرنسا فاستحقوا العقاب" ص:24. منذ وصولي للمغرب كان علي مواجهة مرض التيفوس الطفحي، مرض البؤس والفقر، الذي كان مستوطنا بالمغرب قبل أن نجدده بطرقنا العصرية في الصحة والوقاية. الحالة الأولى التي باشرتها هذه السنة في المدينة تتعلق بممرضتي الأوربية التي حاصرها المرض والتي نجت من الإصابة، والحالة الثانية لصيدلي أوربي حديث الوفادة، والذي قضى نحبه بالمرض، ثم توسعت الحالات لما لا نهاية بحيث كان المرض بمثابة الخبز اليومي للأطباء بالمغرب. وبهذا الصدد يجب علي ذكر أسماء زملائي (الأبطال بدون مجد) كما يقال عن الذين سقطوا في ميدان الشرف الذين هم المستوصفات والمستشفيات. منهم الأطباء: بلانك في مزكان، وبولين بمكناس، ودايني بالرباط، وشاتنيير بتارودانت، وآخرون نسيت أسماءهم. أشير أنه في بداية سنة 1913، توجه الجنرال ليوطي لموكادور صحبة زوجته لدراسة الوضعية العسكرية في الجنوب، والتخطيط لعملية ضد القائد أنافلوس بعدما تحرر من هواجس الشمال بفضل سياسته الحكيمة، وهي الفرصة التي تعرفت فيها عليه عن قرب. عملية دار القاضي لقد كانت عملية دار القاضي التي وقعت في أواخر أيام سنة 1912 موضوع التقارير الصحفية في الجرائد والأخبار السنمائية طيلة الربع الأول من سنة 1913، نظرا لما تكبدناه فيها من خسائر بشرية وصعوبات تنظيمية لجعل أنافلوس يدفع الثمن غاليا لخيانته لنا، وانضمامه للهبة عدونا التقليدي، وقد تم ذلك بالفعل حيث تم اغتياله من قبل أحد العبيد الذي انضم لخدمه فارا من مخدومه القائد لمتوكي بعدما أوهمه بأنه يحمل له أسرار هذا الأخير، الذي عذبه ولم يعد يحسن معاملته، فأراد أن ينتقم منه بإفشاء سره العسكري لمنافسه الذي ما أحس بأنه قد وثق به حتى قام بقتله، وبذلك دفع حياته ثمنا لسذاجته. وقد أخبرني بالقصة وزير العدل الحاج عمر التازي يوم دعيت لمعالجته من مرض ألم به، وكان قد قدم موكادور لبحث المسألة السياسية في الجنوب وتنسيق جهود المخزن مع مصالحنا في الشؤون الأهلية، وذلك برضا مقنع جعلني أستنتج بأنه ليس غريبا عن العملية التي قام بها لمتوكي ضد أنافلوس قائد حاحا، وباختفائه ربح المخزن ربحا كبيرا من ذلك وصارت عملياتنا تتم في ظروف جيدة بتلك الناحية. توجه كولون قوي من حوالي ثلاثة آلاف رجل بقيادة الكولونيل كيدون لقصبة أنافلوس ولما واجهها خاض معركة مع الأعداء المحرومين من قائدهم كانوا فيها غير متماسكين، أمام مدفعيتنا التي فجرت القلعة بقنابل المناليت الحارقة. وقد أقام القنصل الفرنسي بموكادور حفل استقبال للكولون المنتصر، وكنت على المائدة التي جلس الكولونين كيدون فحكى لي عن تلك المسيرة المصيرية في قبيلة حاحا التي كان يقودها، وقد عثر على عدة مراسلات هامة من بينها مراسلات مع شخصيتين فرنسيتين كانتا في موكادور زودته بالسلاح المهرب استخدم ضدنا سنة 1911. مهندس سياسة القياد الكبار كما تشرفت في آخر سنة 1913 باللقاء والتعرف على المستكشف المعروف إتيان ريشت الذي كان أستاذا في مدرسة العلوم الاجتماعية بباريس، وعضوا هاما في الجمعية الجغرافية حيث كان زميلا للأب فوكو، وقد جاء للمغرب في بعثة رسمية ونزل في هذا الميناء الجنوبي من الطراد فرانت، كما أخبرني لاحقا بأن الجنرال ليوطي الذي تعرف عليه في مدغشقر أثناء قيامه بعدد من الاستكشافات اقترح عليه منصب مدير إداري لكل جنوب المغرب، لكنه رفض المنصب لأنه كان مستقلا متصلبا بلا هوادة، فأقنعه بأن يتولى أمر تدبير سياسة القياد الكبار في الجنوب حيث قبل، وهؤلاء القياد هم: السي عيسى بن عمر قائد أسفي وعبدة؛ السي المدني لكلاوي وأخوه الحاج التهامي لكلاوي، والسي عبد المالك لمتوكي، والسي الكندافي. والجدير بالذكر أن هؤلاء القياد لم تكن ذمتهم نقية عند قدوم الجنرال ليوطي مراكش في أكتوبر سنة 1912 باستثناء السي عيسى بن عمر الذي كانت له علاقات مباشرة مع فرنسا بقي وفيا لها، في حين بقي الكندافي خارج الثورة العامة ما عدا تسهيل مرور الهبة عبر ممر امسكرود سواء في ذهابه أو رجوعه من مراكش، في حين أن لكلاوي ولمتوكي دعموا بكل قوة ثورة مولاي عبد الحفيظ ومناداته بالحرب المقدسة ضد فرنسا، وقد صار لكلاوي وزيرا كبيرا ولمتوكي صار من أعيان المخزن الجديد، وقد استخدم ليوطي مع الجميع يدا حديدية في قفاز من المَلف لضمان تعاونهم وولائهم، وكلف بتتبع تلك السياسة كما سبق، المستكشف إتيان ريشت الذي قابلته مرات متعددة بعد حرب 1914-1918 بمسكنه بباريس، حيث أصبح يحمل لقب المستكشف العصري. لقد استفادت فرنسا من سياستها مع القياد الكبار حيث جعلتهم ينفذون خططها الاستعمارية بأقل التكاليف في التهدئة والاختراق، وفي الحربين العالميتين في التجنيد والتموين، كما استخدمتهم في سنة 1918 لقمع ثورة تافلالت المتجددة بقيادة محمد نيفكروت. وأمام الهجمات الأولى لعبد الكريم على الحدود الفرنسية شمال واد ورغة في 12 أبريل 1925 في كل من تروال والكيفان ووزان، أسفرت على قتلى وأسرى جنود فرنسيون، انضمت له قبائل الدسول لبرانس لحياينة، وضياع 43 مركزا من أصل 70؛ وأصبحت فاس مهددة من قبل الجنود الريفيين. فكانت الاستجابة متأخرة لطلب المارشال ليوطي بإرسال تعزيزات كان طلبها في 14 يناير 1925 ولم يستجب له إلا بعد التأكد من تهديد فاس، ووصول رئيس المستشارين في 7 يوليوز 1925، وتعيين الجنرال نولين قائدا أعلى للقوات بالمغرب. وفي 17 غشت وصل المارشال بيتان لتنسيق جهودنا مع الإسبان ضد العدو المشترك، وفي ظل تدابير الإنقاذ لم تتأخر الوضعية العسكرية المتخذة لصالحنا ضد كل المخاطر المدبرة، وهكذا في آخر شتنبر تم تحصين الدفاع عن فاس، وفي الشهور الأولى من 1926 شرعنا في هجوم النصر بكل الأسلحة الكافية جعلت عبد الكريم الخطابي لا يتأخر عن التفاوض مع إسبانيا وفرنسا. القوات الفرنسية تتصدى لعبد الكريم بعد انتصار عبد الكريم على الإسبان وتوجهه نحو جنوب جبال الريف في 1926، رفعت فرنسا عدد قواتها المجابهة له من ثمانين ألفا لمائة واثنان وأربعين ألفا بعد زيارة لجنة برئاسة رئيس المجلس للمغرب سنة 1925، وهي الزيادة التي طلبها ليوطي أواخر 1924 ورفضت، فقام بتغطية العجز بواسطة زيادة مجندي القبائل بقيادة قيادهم الذين كانوا يدفعون أمام القوات الفرنسية كدروع بشرية، وقد خسرت القوات الفرنسية في معارك الريف حوالي ألفي عنصر، أشهرها مفرزة تروال التي أمر قائدها بتفجير المركز حتى لا يقع من فيها بالأسر وكان عددهم أربعة عشر سنغاليا في 14 يناير 1925؛ وكذلك المفرزة التي قتلت عن آخرها في معركة البيبان والبالغ عددها أربعين سنغاليا.. وبعد الهجوم الفرنسي الشامل بكل الأسلحة في الشهور الأولى من سنة 1926 على كل جبهات عبد الكريم الجنوبية لم يتأخر عن التفاوض مع فرنسا وإسبانيا في وجدة بقيادة الجنرال سيمون، ولما أخفقت قدم رسالة استسلامه لقائد مركب (مونطين) في 6 ماي 1926 ليغادر المغرب نحو جزيرة لرينيون بالمحيط الهندي. من المفارقات العجيبة دخول المارشال ليوطي منشئ المغرب المعاصر لفرنسا ككبش فداء حرب الريف دون حفاوة تكريم من الفرنسيين أثناء خروجه من المغرب محييا فقط من المدفعية الإنجليزية بجبل طارق مثلما فعل مع عبد الكريم الذي بقي في منفاه لغاية ظهوره كصدفة غريبة في الأفق السياسي بشكل مفاجئ بعدما قررت فرنسا بكرمها المعتاد إخراج شيخ البارود هذا من منفاه لتخصص له استقبالا على أرضه، لكن في طريق العودة نزل سرا في ميناء بور سعيد مع حاشيته وتوجه ليقيم في قصر (بيت المغرب) برعاية الملك فاروق، ومن هناك فتح مركزا للثوار الوطنيين المغاربة. قائمة جمعية الصداقة للفرنسيين بالمغرب قبل غشت 1907 قائمة الأعضاء الشرفيين: المارشال ليوطي، أجين رينو سفير، الكونت سان أولاتر سفير، سان رونيتيانديير وزير مفوض، السي قدور بن غبريط وزير مفوض، الجنرال دماد، الجنرال لراس، الجنرال مانجان، الجنرال بريموند، الجنرال شارل هييوط، روجي ميكر وزير مفوض، نائب أميرال تروب وزير البحر، كاسطون دكاكيري، أوجين لوريت، هيبوليت كاران، بول بوردارت، كاستون روجي سناتور، فيكتور بيرتز، شارل روني لوكليرك، كاستونكيوت وزير مفوض، الجنرال بيرخوهارد، هنري كالادر وزير مفوض. قائمة الأعضاء العاملين مع مهنهم وتواريخ وصولهم المغرب: اندري أميدي ملاّك بأسفي حيث ولد، أندري مارك مساعد مراقب مدني بالشياضمة 1904، أندري جان نجار الرباط 1907، أراليي بيير تاجر أكادير 1904، أميو هنري فلاح الدارالبيضاء 1903، اسكينسيو جورج رئيس مكتب الرباط 1906، أزيمار إدوارد طبيب الدارالبيضاء 1907، باريس كابريال طباخ موكادور 1903، بارزين كوسطاف مراقب ديوانة الدارالبيضاء 1905، بوتيي مارسيل مدير السلف العقاري الدارالبيضاء 1905، بيرنودات كاسطون ملاك الرباط 1897، بيرنودات راول معمر بوزنيقة ولد بالمغرب، بولايكي فيرمين تاجر الدارالبيضاء ولد بالمغرب، بنيم لويس مدير الشركة الجزائرية الدارالبيضاء 1905، بيكار أجين ملاك الرباط 1891، بلانك لوسيان قنصل فرنساالرباط 1900، بوازيت لويس معمر سوق الأربعاء 1905، بوشيت لويس سمسار بحري الدارالبيضاء 1906، بورجيس أوكيست ضابط شرطة الرباط 1907، بوتونيي فرانسوا مساح الدارالبيضاء 1904، بوفيي راوول صناعي الدارالبيضاء 1905، بيردو اسأك ملاك مازاكان حيث ولد، ابريدو جان تاجر مازاكان حيث ولد، كامبيردوم (هنريدلييريس) طبيب أكادير 1904، كوليي هكتور ملاك الدارالبيضاء 1906، شافانو جورج ملاك آسفي 1905، كوتيل اديودوني معمر مزاكان 1905، كوتوليي ألبير تاجر موكادور1906، كوسين بيير إداري بالشركات الرباط 1907، كروني جان ماريي ملاك الدارالبيضاء 1905، داومي ماريوس قابض رئيسي للديوانة الدارالبيضاء 1907، ديبارنادي جان معمر سيدي يحيى 1906، ديلسينيي بيير نجار طنجة 1905، ديسشمبس ألفونس ملاك الدارالبيضاء 1892، دوفيوكس أجين فندقي بورليوطي 1907، ديبون كوستاف ملاك الدارالبيضاء 1905، فورت ألبير مدير بنك بور ليوطي 1907، فيريو بيير ملاك الدارالبيضاء حيث ولد، فورسيولي فرانسوا ملاك الرباط 1904، فورني جان بابتيست قنصل شرفي الدارالبيضاء 1904، كاليين لويس ملاك الدارالبيضاء 1904، كيريل أجين ملاك الدارالبيضاء 1907، كوسي بابتيست بحار طنجة 1907، كريلوت أوكيست مدير بنك الدارالبيضاء 1907، كراطيلو بول مكانيكي طنجة 1907، كينواز بول تاجر موكادور 1904، هالييي شارلي بنكي الدارالبيضاء 1906، هويل كريستيان صحفي الدارالبيضاء 1907، هيكوني أوكيست فندقي الدارالبيضاء 1896، جاكيتي فرانسيس ملاك مزاكان حيث ولد، جافران جورج ملاك مكناس 1905، جاري إميل ملاك الرباط 1905، جاييت إتيان ملاك طنجة 1906، دولار ش جورج مستخدم شركة باكي بور ليوطي حيث ولد، لاكراند ألبير مستخدم شركة باكي أسفي 1905، لابرين فرانسوا تاجر فاس 1905، لاريش شارل معمر سطات 1898، ليسكول جوزيف معمر الدارالبيضاء 1901، لهيرميتي بيير ملاك بور ليوطي 1877، ليوريل أندري ملاك الرباط 1904، ما تاني باسكال مفتش ديوانة باستييا 1906، مورين جون صناعي موكادور 1903 ميرلين إيميل بنكي الدارالبيضاء 1904، ملين جنيور ملاك الرباط 1904، نيسان إرنيست مهندس بلحوت 1907، أوجير جوزيف قابض ديوانة الرباط 1907، بوكيت ليونارد مطعمي الدارالبيضاء 1902، بوتيرمان بيير مهندس أكادير 1904، فليب انطوان مستخدم شركة باكي الدارالبيضاء 1893، بيساني روزاريو كوماندار فاس 1907، بيزانيلي أبير معمر الدارالبيضاء 1907، ابريس دافوني كاستون مهندس ظنجة 1906، ان يل بول ملاك الدارالبيضاء 1904 ريشارل ملاك اكادير 1904، ربيليو اكلود معمر مكناس 1907، رونو إمانويل قابض ديوانة بور ليوظي 1907، ريوتمان إدموند تاجر الدارالبيضاء 1890، روتمان جورج تاجر الدارالبيضاء حيث ولد، رومان موريس الدارالبيضاء حيث ولد، رزوق حميد مترجم طنجة 1905، طانديلو هنري صناعي موغادور 1902، سرين محامي طنجة 1902، سيسشي دانيال جابي الضرائب مكناس 1904، سديرا عبد الرحمان قبطان الرباط 1897 سمبير جولي تاجر أكادير 1904 طريني أجيني قابض ديوانة مازاكان 1907، فيدال اوجين تاجر سلا 1902، ويسجيربير فريديريك صحافي الرباط 1896، زاكوري يحيى مدير مؤسسة إسرائيلية الدارالبيضاء حيث ولد.