وجه خالد السفياني، رئيس مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، رسالة مفتوحة للمستشار الملكي أدري أزولاي، وساءله عما قيل عنه حول نصب "هولوكوست مراكش" المثير للجدل. وكتب خالد السفياني: "قنبلة مدوية تلك التي فجرها الإعلام الصهيوني ، وهو يعلن عن إقدام أحد الماسونيين الصهاينة الألماني المدعو حسب ذكره" أوليفر بنكو فسكي " على بناء أكبر نصب تذكاري في العالم ، لما يسمى بالهولوكوست ، على أرض المغرب ، وبالذات في آيت فاسكا على بعد 26 كلمترا من مراكش ، في اتجاه ورزازات . هذا الألماني ، الموغل في الصهيونية ، أسس منظمة ألمانية غير حكومية تسمى " بيكسل هيلبر " هي التي تتكفل ببناء هذا النصب الفضيحة ، والتي اتضح أنها شرعت في أشغال البناء منذ سنة ، وأن الهدف من هذا المشروع هو إقامة نصب تذكاري لما يسمى الهولوكست يكون الأكبر في العالم ، حيث يتجاوز حجمه خمس مرات حجم النصب التذكاري لما يسمى الهولوكوست المقام في برلين . ويتكون هذا النصب ، حسب صاحبه الصهيوني الماسوني ، من أكثر من عشرة آلاف قطعة حجرية ،كما يضم غرفا تجسد معسكر الاعتقال ، و"نسخة طبق الأصل " من أفران بيرغن بيلسن لتجسيد " بعض المشاهد المروعة " من طرف ممثلين يتم تشغيلهم لهذه الغاية . كما أن هناك تخطيطا لبناء مسارات للسكك الحديدية، وإحضار قطار قديم إلى النصب. هذا بعض مما أعلنه الصهيوني الماسوني المدعو بينكوفسكي حسب قوله ، ومما أفرج عنه ، من يخططون له ، مضيفا بأن منظمته تخطط لشراء المزيد من العقارات حول النصب التذكاري لما يسمى بالهولوكست بهدف " تثبيت جميع الأماكن المختلفة لمعسكر الاعتقال. بالإضافة إلى العمل على تدريس الهولوكوست للمغاربة ، وخاصة لأطفالهم وشبابهم . هذه القنبلة الإنشطارية التي فجرتها إحدى الصحف الصهيونية ، لربما دون أن تدري أو تتوقع رد فعل المغاربة ، كشفت عن عمل إجرامي خطير : أولا لأنه يخدم الأطروحة الصهيونية والمشروع الصهيوني الذي استغل ، ولعقود من الزمن ، أطروحة الهولوكست كوسيلة للإبتزاز المالي والسياسي ، خاصة بعد أن ربط أية مناقشة أو انتقاد أو محاولة للفهم بما يسميه الصهاينة بمعاداة السامية ، بل وذهب أبعد من ذلك باعتبار أي انتقاد للكيان الغاصب ولجرائمه وإرهابه معاداة للسامية . وهو الأمر الذي بدأ الغرب ينتبه إليه ، وبدأت أطروحة الهولوكست ومعاداة السامية تتهاوى أمام هول الإرهاب الصهيوني ، رغم كل ما ينفقه الصهاينة والإدارة الأمريكية من أجل الحفاظ على هذا الإبتزاز والتغطية على الجرائم اليومية ضد فلسطين ، أرضا وشعبا ومقدسات . هذا النكوص قابلته أشكال متعددة من المخططات الصهيونية التي يقع السهر على تنفيذها من خلال عملاء ومتصهينين وخلايا وقع بثها عبر العالم ، وخاصة في الوطن العربي ، ومن بينها الشبكات التي تحدث عنها الصهيوني رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيونية سابقا عموس يادلين بالنسبة للأقطار المغاربية ، وخاصة بالنسبة للمغرب ، حيث عشنا في الفترات الأخيرة هجمة تطبيعية شرسة ، أخذت أشكالا متعددة اتضح أنها تستهدف النسيج الوطني المغربي وتهدد وحدة المغرب واستقراره وتستبيح سيادته الوطنية . فمن زيارات سرية في بدايتها ، أريد لها أن تصبح علنية ، من أجل التطبيع مع التطبيع ، إلى التطبيع الفلاحي والتجاري ، إلى التدريب العسكري " قضية معهد ألفا الإسرائيلي بالمغرب" ، إلى التطبيع مع الخلاعة في إطار ما سمي بمهرجان الرقص الشرقي للشواذ جنسيا من الكيان الصهيوني إلى تزوير وثائق إدارية وجوازات سفر من طرف ولفائدة صهاينة ، إلى الترويج لاحتمال زيارة الإرهابي نتنياهو للمغرب، إلى مزاعم بعض الحاخامات عن خطوات جدية نحو الإعلان عن علاقات دبلوماسية بين المغرب و الكيان الصهيوني … إلخ ، وغير ذلك من المبادرات والمحاولات التي رصدها المرصد المغربي لمناهضة التطبيع ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين ، والتي وقع التصدي لها ، كما تم الكشف عن بعضها وطرحها على المسؤولين المغاربة وتنظيم مؤتمرات صحفية في شأنها . لنصل إلى إحدى أخطر المبادرات التطبيعية وأكثرها اعتداء على مقومات الدولة المغربية وعلى سيادتها والأكبر اختراقا للجسم المغربي ، وهي المبادرة التي كشفت عنها الصحافة الصهيونية . مبادرة بناء نصب تذكاري لما يسمى بالهولوكوست تحت شعار الماسونية والشذوذ الجنسي، أي المشاركة في التغطية على الجرائم الصهيونية وفي إعادة الحياة لعصب المشروع الصهيوني والعمل على إيقاف نزيفه عبر العالم . وثانيا لأن هذا النصب، وإقامته في المغرب ، تعطي الإنطباع بأننا شركاء مع النازية فيما ارتكبته ، سواء ضد اليهود أو ضد غيرهم ، رغم أن المغرب لا علاقة له بذلك ، ولا يمكن أن يكون له أي شعور بالذنب في هذا المجال ، بل إن المغرب رفض بشكل قاطع تسليم اليهود المغاربة إلى النازيين وحماهم من أي أذى، كما للحد من تعاطف المغاربة مع فلسطين ضد جرائم الإرهاب الصهيوني التي لا حدود لها ، والتي تحتاج تأريخها بالعديد من النصب وليس بنصب واحد ، إضافة إلى أن هذا الألماني الماسوني، المتبني للشذوذ الجنسي كعقيدة، كان الأحرى به أن يقيم أكبر نصب في العالم للجرائم النازية عامة ، وليس فقط ضد اليهود ، في ألمانيا وليس في المغرب . وثالثا لأن جريمة إقامة هذا النصب والتي تكتسي قمة الخطورة ، والتي تمثل عملية اختراق غير مسبوقة ، لا تقف عند بناء نصب تذكاري ، بل إنها تتجاوز ذلك إلى محاولة احتلال جزء من الأراضي المغربية وبناء كنتونة أو ملحقة تابعة للكيان الصهيوني عليها، كما أنه يفتح الباب مشرعا للدعاية الصهيونية ، وللزيارات الإسرائيلية وللشذوذ الجنسي … إلخ إلى درجة أن الصهيو ماسوني المدعو حسب زعمه أوليفر بينوكوفسكي وصلت به الوقاحة إلى القول بأن الدولة المغربية دنست قوس قزح ، ( شعار الشواذ جنسيا) عندما أقدمت على هدمه ، وليس أن هذا المجسم هو الذي دنس أرض المغرب ، وجسد مسا بهويته وبثقافته وبمعتقداته . وككل عمل مناهض للصهيونية وللصهينة ، فقد اعتبر الصهيوني الماسوني ، كما اعتبرت صحف صهيونية ، أن هدم ما أنجز من المشروع يشكل جريمة معاداة السامية اا. كما يصر المدعو أليفر ، حسب زعمه ، على أنه سينجز المشروع ويعيد بناء ما هدم منه بعد أن يحصل على التعويض المطلوب في دعواه ضد الدولة المغربية ،(مائة ألف يورو)، وبعد أن تصله المساعدات التي يسعى لجمعها . وكل ذلك، رغم أنه يعترف بأنه لم يحصل على أي ترخيص لبناء هذا النصب الكارثة، ورغم أنه اتضح بأنه يقيم في المغرب بصفة غير شرعية، وبأنه كان يسرق الكهرباء ويقرصن الاتصال عن طريق الأقمار الاصطناعية و يستخدم طائرة بدون طيار بدعوى تصوير النصب من أعلا (و في الغالب لأهداف أخرى)… إلى أخر المخالفات و الانتهاكات ، بل إنه تحدى السلطات بعد الهدم ، وبعد صدور أمر بمغادرته المغرب (حسب ما تناقلته بعض وسائل الإعلام) داخل أجل ثلاثة أيام ، حيث أعلن عن أنه سيبقى في المغرب وسيحصل على الإقامة وسيستمر في مشروعه . كل ما تقدم ، وغيره كثير ، طرح تساؤلات عريضة حول هذا المشروع وحول صاحبه وحول أهدافه ، وحول الجهة التي تحتضنه في المغرب وخارجه ، بل وتحمي أصحابه ، وتفسح لهم المجال لإهانة المغرب والمغاربة ، وللإعتداء على كرامتهم وعلى سيادتهم وعلى هويتهم وعلى قناعتهم الرافضة لأي تطبيع مع الصهاينة ، بل والمقاومة لأشكال التطبيع كافة ، إذ أنه من المستحيل القول بأن سنة من العمل في المشروع لم تثر انتباه السلطات ولم تدفعها إلى القيام بواجبها تجاهه، خاصة وأن صاحب المشروع اعترف بأنه لم يحصل على أي ترخيص، بل وأكد في تصريحات وتدوينات متعددة أنه لم يلق استجابة من السلطات، وبأنه قدم لها طلبا للترخيص له كان مصيره الرفض. وإذا كانت السلطات المغربية قد قامت بواجبها في هدم ما وقع بناؤه ، فإن الثغرة تبقى في سنة من الأشغال التي كانت تفرض المراقبة والهدم منذ بدايتها ، لكن ذلك لم يحصل ، واستمرت تلك الأشغال ، وكأن هناك من مارس حماية لهؤلاء الصهيو ماسونيين مثليين طيلة هذه السنة وإلى أن افتضح أمرهم. وصرح صاحب المشروع الموبوء أنه أخبر سفير المغرب ببرلين عن جميع المشاريع المخطط لها ، وأن سيرج بيرديغو كان على علم به ، كما صرح وأكد أن أندري أزولاي كان على علم بهذا المشروع الإجرامي، وأنه تمت دعوته إليه ، وهو ما جعل بعض وسائل الإعلام تتساءل عما إذا كان " عدم تحرك السلطات لمنع هذا الإجرام ، تم بأمر منهما أو بتدخل منهما ؟". كما ربط بعض الفاعلين بين تزامن بداية العمل في المشروع الجريمة مع تنظيم ندوة تدريس الهولوكست التي نظمتها مؤسسة علاء الدين بمراكش بإشراف أندري أزولاي. وانتظر الجميع موقف أندري أزولاي وسيرج برديغو مما قيل في حقهما، باعتباره يشكل مشاركة في هذه الجريمة الخطيرة وفي دوس كل القيم والثوابت الوطنية ، وفي الاعتداء على السيادة وعلى مؤسسات الدولة والهوية المغربية وعلى إرادة الشعب المغربي الداعم دوما للقضية الفلسطينية والرافض لكافة أشكال التطبيع مع الصهاينة . لكنه ، ولحد علمنا ، لم يصدر أي موقف عن أي منهما ، كما عن سفارة المغرب في برلين . يدفعنا ذلك لنطرح السؤال ، على الخصوص ، على أندري أزولاي ، باعتباره مستشارا لملك المغرب الذي يرأس لجنة القدس ، والذي له موقف واضح ضد محاولات تهويد المدينة المقدسة ومصادرة مقدساتها الإسلامية والمسيحية واعتبارها كل القدس عاصمة أبدية لكيان الاحتلال الصهيوني الإرهابي الغاصب. ما قول أزولاي فيما قيل عنه في هذا المجال ؟ هل فعلا كان على علم بأن هذا الجرم الخطير يرتكب على أرض المغرب ؟ وهل ، إذا كان الأمر كذلك ، اعتبر أن الأمر عاديا ؟ وهل تواطأ مع الصهيو ماسوني الداعم للمثلية على القيام بهذا العمل الشنيع على أرض المغرب ؟ وهل فعلا لبناء هذا النصب الموبوء علاقة ببرنامج علاء الدين وبندوته الكبرى التي نظمها بمراكش سنة 2018 و بندوة 2009 بالمكتبة الوطنية ، اللتين رعاهما أزولاي ؟ وهل كان يعلم بأن صاحب هذا النصب الجريمة ماسوني ومن دعاة الشذوذ الجنسي كما تدل على ذلك المجسمات التي أقامها؟ وهل كان على علم بأن الأشغال قائمة طيلة سنة ، دون ترخيص من السلطات وضدا على قرارها برفض الترخيص له؟ وإذا كان الأمر كذلك ، هل فعلا أن السلطات لم تحرك ساكنا لمنع هذا العمل الإجرامي بتدخل أو بأمر منه ومن سيرج بيرديغو؟ وهل كان يعلم أن صاحب المشروع يوزع يوميا 400 خبزة على أطفال دوار الكركور بعد أن يضع رمز الماسونية عليها ، كما صرح بذلك مسؤول في بلدية آيت فاسكا؟ . وما قوله في تحدي صاحب المشروع الموبوء للجميع والقول بأنه سيعيد البناء وسيحصل على الترخيص… الخ . وهل سيعتمد في ذلك على تدخل أزولاي؟ والآن و بعد الرسالة المفتوحة التي وجهها صاحب المشروع إلى الملك هذا الصباح؛ أصبحت مضطرا أكثر أن أتوجه إليك؛ وأنت المستشار الملكي ، لأسألك هل قرأت الرسالة المفتوحة التي وجهتها المنظمة الصهيو- ماسونية إلى الملك؟ و ماذا كان شعورك و موقفك و أنت تقرأ هذا التطاول غير المسبوق على ملك المغرب، و الإهانة الكبرى للشعب المغربي؟ ألم يثر انتباهك الأسلوب و طريقة الخطاب قبل مضمونه ؟ فهو يطالب الملك بتعويض عن ما هدمته السلطات و الذي تم بناؤه بدون إذن و بدون ترخيص و ضداً على القانون و على قرار تلك السلطات . و هو ينعت السلطات المحلية بكل النعوت ، و يفتري عليها ، بل تصل به الوقاحة إلى القول بأنه يطلب اعتذار هذه السلطات و إعطائه الحق في اختيار موظفين جدد يشتغلون ضمن مشاريع منظمته ، و يهدد بتقديم شكوى في شأن ما اعتبره انتهاكات خطيرة للحقوق الإنسان . و إيغالا في إهانة الشعب المغربي تتحدث الرسالة المفتوحة عن أن موظفي المشروع عاينوا أناسا كثيرين يتناولون الطعام من قمامة القمامة؛ و أن مشاريعه كانت ستمكن العديد من الناس من ملئ بطونهم مجانا. هذه الرسالة المفتوحة الموجهة للملك، ماذا ترتب عليكم إزاء صاحبها و مشروعه، و الذي تحدى الدولة المغربية في العديد من الأشياء ؟ وتدفعنا هذه التساؤلات إلى طرح سؤال عليك طالما خالج الكثير من المغاربة ، وهو لماذا لم تفكر يوما في تدريس الهولوكوست الذي يرتكب ضد فلسطين ، أرضا وشعبا ومقدسات ، منذ عقود من الزمن ، ودون انقطاع . ما قولك في تسوية حي المغاربة في القدس بالأرض، وهدمه على رؤوس وأجساد قاطنيه ، الذين هم أباؤنا وأجدادنا وأقرباؤنا وأبناء وطننا ؟ وما موقفك من قرار ترامب اعتبار القدس ، كل القدس ، عاصمة أبدية للكيان الإرهابي الغاصب ؟ وما رأيك في محاولة شطب موضوع اللاجئين والمهجرين الفلسطينين وحق العودة ؟وكذلك باقي حقوق الشعب الفلسطيني ؟ وما رأيك في الجرائم التطبيعية، ما انكشف منها وما لازال مجهولا أو غير معروف ؟ بما في ذلك عمليات الاختراق التي تهدد أمن واستقرار ووحدة المغرب ؟ وهل تعتبر كذلك أن أي انتقاد للجرائم الصهيونية يشكل معاداة للسامية ؟ وأخيراً ، وليس آخراً؛ ألا تعتبر أن الأجدر بإقامة العديد من النصب وبالتدريس في المدارس المغربية ، هو هولكوست النكبة والإبادات الجماعية في فلسطين ، التي لا شك تابعتها وتتابعها ؟ وهولوكست قانا الأولى وقانا الثانية ؟ وهولوكوست صبرا وشاتيلا ودير ياسين …. واللائحة طويلة جداً جداً، يمكن الإشارة منها إلى عدوان 2006 على جنوبلبنان ، والعدوان المتكرر على غزة …. الخ ؟ وكم من مجرمي الحرب من داخل الكيان الغاصب تعتقد أنهم يجب أن يحاكموا، عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والإرهاب والقتل … الخ ؟ أطرح هذه التساؤلات التي فرضها ما قيل عنك من طرف الصهيو ماسوني الداعم للشذوذ الجنسي صاحب مشروع نصب ما يسمى بالهولوكست ومن طرف غيره بمناسبة هذه الفضيحة المجلجة . وأنا أتمنى أن تجيب لتبرئ ذمتك من كل ما قيل، مع تقديم كافة البيانات والتوضيحات المقنعة ، وإلا فان سكوتك سيكون اعترافا بصحة ما قيل ، وسنكون آنذاك أمام حالة تتطلب المساءلة".اه.