أجبر حريق خرج عن السيطرة في جزيرة كناريا الكبرى السياحية الإسبانية السلطات على إجلاء مزيد من الأشخاص من مناطق تصاعدت فيها النيران إلى ارتفاع حال دون تمكن مروحيات الإطفاء من القيام بطلعاتها. والنيران التي تجتاح الوسط الجبلي للجزيرة السياحية الشهيرة بمناظرها الخلابة، أجبر السلطات على إجلاء الأهالي من العديد من القرى التي يبلغ عدد سكانها مجتمعة 8 آلاف نسمة، بحسب متحدثة باسم أجهزة الطوارئ. ولم يتضح بعد عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بالتحديد. كما لم ترد معلومات عن سقوط ضحايا. والحرائق التي اندلعت في المنطقة التي صنفتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) محمية طبيعية حيوية، بلغت في بعض المناطق درجة "تتخطى قدرتنا على إخمادها" بحسب ما قال رئيس أجهزة الطوارئ في كناريا الكبرى فيديريكو غريو في ساعة متأخرة الأحد. وفي الجهة الشمالية الغربية لمناطق اندلاع الحرائق وصل ارتفاع النيران إلى 50 مترا، ما حال دون تمكن الطواقم الأرضية من الاقتراب وقيام مروحيات الإطفاء بالتحليق فوقها. وقال غريو "الوضع حقا سيء". ويشارك أكثر من 700 رجل إطفاء و14 مروحية وطائرة الاثنين في جهود احتواء الحريق. وفيما من المتوقع أن تسجل درجات الحرارة ارتفاعا الإثنين، تقدر السلطات أن تستغرق جهود السيطرة على الحريق أياما. ويأتي هذا الحريق بعد أيام على اندلاع حريق غابات آخر في نفس المنطقة ما أجبر السلطات على إجلاء مئات الأشخاص. وجزيرة كناريا الكبرى هي ثاني أكبر جزر أرخبيل الكناري من حيث عدد السكان في المحيط الأطلسي قبالة الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا. وزار جزر الكناري العام الماضي 13,7 مليون زائر أجنبي أكثر من نصفهم من بريطانيا وألمانيا. ويفضل السياح في كناريا الكبرى البقاء في منتجعات ساحلية أكثر من التوجه إلى الوسط الجبلي للجزيرة. وقالت حكومة أرخبيل الكناري في بيان إن السياحة في الجزيرة لم تتأثر "نظرا لأن الحريق محصور في المناطق العليا … ولم تتأثر أي من المنتجعات" ولم يسجل أي إرجاء للرحلات الجوية، حسب (أ ف ب).