هوية بريس – سفيان أبو زيد التساؤل 15: لماذا جاءت العبادة أولا قبل الاستعانة؟ لماذا لم يقل إياك نستعين وإياك نعبد؟ الجواب: يقول الإمام الغزالي: ثم جدد الإخلاص بقولك إياك نعبد وجدد العجز والاحتياج والتبري من الحول والقوة بقولك وإياك نستعين وتحقق أنه ما تيسرت طاعتك إلا بإعانته وأن له المنة إذ وفقك لطاعته واستخدمك لعبادته وجعلك أهلا لمناجاته، ولو حرمك التوفيق لكنت من المطرودين مع الشيطان اللعين.[1] ومن هنا تقدمت العبادة على الاستعانة رغم تأخرها عنها في الواقع، ولكنها تقدت في الذكر لكي لا يتسرب إلى الانسان كبر. وهذا أمر خطير يشير إليه الإمام ابن القيم ويعالجه بأن بعض الطاعات قد يورث في المؤمن كبرا، وعجبا بأن يتسرب إلى خلده ويقينه بأنه يستحق ذلك المقام العبادي وأنه أهل له ولذلك وفق لهذا العمل. وهذا نص الإمام ابن القيم: ومن أركان المحاسبة ما ذكره صاحب المنازل، فقال: الثالث: أن تعرف أن كل طاعة رضيتها منك فهي عليك، وكل معصية عيرت بها أخاك فهي إليك. رضاء العبد بطاعته دليل على حسن ظنه بنفسه، وجهله بحقوق العبودية، وعدم عمله بما يستحقه الرب جل جلاله ويليق أن يعامل به. وحاصل ذلك أن جهله بنفسه وصفاتها وآفاتها وعيوب عمله، وجهله بربه وحقوقه وما ينبغي أن يعامل به، يتولد منهما رضاه بطاعته، وإحسان ظنه بها، ويتولد من ذلك من العجب والكبر والآفات ما هو أكبر من الكبائر الظاهرة من الزنا، وشرب الخمر، والفرار من الزحف ونحوها. فالرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها. قلت: فالمعادلة الإيمانية هنا تقول: الجهل بالنفس وصفاتها + الجهل بالرب وحقوقه === عجبا بالعمل الصالح… معرفة النفس وصفاتها + معرفة الرب وحقوقه == اعترافا بتوفيق الله تعالى… وسبب تسلط العجب على قلب الإنسان وكيانه هو أن اعتباره لعظمة تلك الأعمال الصالحة يكون على حساب الغفلة أو الجهل بعظمة من وجه له ذلك العمل، أو على حساب الغفلة عن قصوري وعجزي. ولاشك أن هناك فرقا بين الإعجاب الطاعة والسعادة المتولدة عن الطاعة، لأنها عاجل بشرى المومن، الذي قام بالسبب فوفق إلى تتويجه بالعمل فينقدح في قلبه شعور بالفرح والسرور والشكر والامتنان. ثم يقول الإمام ابن القيم: وأرباب العزائم والبصائر أشد ما يكونون استغفارا عقيب الطاعات، لشهودهم تقصيرهم فيها، وترك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه، وأنه لولا الأمر لما أقدم أحدهم على مثل هذه العبودية، ولا رضيها لسيده. وقد أمر الله تعالى وفده وحجاج بيته بأن يستغفروه عقيب إفاضتهم من عرفات، وهو أجل المواقف وأفضلها، فقال {فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين – ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم}[2] وقال تعالى {والمستغفرين بالأسحار}[3] قال الحسن: مدوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا يستغفرون الله عز وجل، وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثا، ثم قال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام» وأمره الله تعالى بالاستغفار بعد أداء الرسالة، والقيام بما عليه من أعبائها، وقضاء فرض الحج، واقتراب أجله، فقال في آخر سورة أنزلت عليه {إذا جاء نصر الله والفتح – ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا – فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}[4]. ومن هاهنا فهم عمر، وابن عباس – رضي الله عنهم – أن هذا أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه به، فأمره أن يستغفره عقيب أداء ما كان عليه، فكأنه إعلام بأنك قد أديت ما عليك، ولم يبق عليك شيء، فاجعل خاتمته الاستغفار، كما كان خاتمة الصلاة والحج وقيام الليل، وخاتمة الوضوء أيضا أن يقول بعد فراغه " «سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين» .[5] فهذا شأن من عرف ما ينبغي لله، ويليق بجلاله من حقوق العبودية وشرائطها، لا جهل أصحاب الدعاوي وشطحاتهم. وقال بعض العارفين: متى رضيت نفسك وعملك لله، فاعلم أنه غير راض به، ومن عرف أن نفسه مأوى كل عيب وشر، وعمله عرضة لكل آفة ونقص، كيف يرضى لله نفسه وعمله؟ . وبالمقابل فإن الأنسان إذا ابتلي بمعصية فإنه يكون في حالة ضعف وفي حالة ندم وفي حالة انكسار لما وقع فيه ولما ألم به من الخذلان،مالم يكن مستمرئا مجاهرا. فهذا يورث عنده عبودية خاصة، ويدرك حق الإدراك أن فلاحه وتوفيقه ونجاحه كله بيد الله سبحانه وتعالى، ولولا توفيق الله عزوجل لما وصل إلى هذه العبادة أو هذه الطاعة. وإذا نظرنا إلى الجانب الآخر وهو أن المسلم إذا قام بعبادة أو قربة ولكن دون اعتراف بفضل الله عليه بالتوفيق ، بأنه هو الذي فتح له الباب، وهيأ له الأسباب، فهذا يورث في قلبه كبرا وعجبا فينهار ذلك الصرح العبادي الذي بناه بمعاول هذا الإحساس. فلذلك جاءت الاستعانة بعد العبادة. فإياك نعبد تدفع الرياء وإياك نستعين تدفع الكبرياء، كما يقول الإمام ابن تيمية.[6] يا رب نعترف ونقر أننا لا نعبد إلا أنت ولكن لا موفق ولا دافع ولا محفز على تلك العبادة إلا أنت. ومن جانب آخر : يعلم الانسان أنه في حاجة إلى هذه العبادة. فهذه العبادة ليست ترفا وليست منة ، لذلك جاء التحذير في القرآن من أمرين اثنين: من أنانية وعندية. أنانية إبليس { أنا خير منه} وعندية قارون { إنما أوتيته على علم عندي} هذه الأنانية والعندية تنافي إياك نعبد وإياك نستعين، وتخالف المسار العبودي الذي ينبغي أن يكون عليه الإنسان بل تقفان حاجزا ومانعا دون تفعيل أسرار ومعاني تلك العبودية. فجاءت هذه الآية لتكسر ذلك الحاجز، وتطهر مسار العبودية من تلك الشوائب من شائبة الأنانية… أنا صليت لأنني أنا وأنا صمت لأنني أنا أنا زكيت لأنني أنا وشائبة العندية لما عندي من فهم وإدراك وصلاح … ولو أراد الله تعالى أن تكون هذه العبادة من غيرك لكانت وهو الغني عنا وعن عبادتنا سبحانه وتعالى. (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد، ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر)[7] لهذا كله جاءت إياك نعبد وإياك نستعين بعدها. وذكر بعض المفسرين في سر تقديم العبادة على الاستعانة توجيهين: الأول- لتتوافق رؤوس الآي. أي لتتناسق أواخر آيات الفاتحة وهذا أظن أنه وجه ولكنه ليس بالقوي وليس من أجله كان هذا التقديم والتأخير، بل لأجل إفادة معنى كما سبق توضيحه. الثاني – لأن تقديم العبادة على الاستعانة أقرب لكمال الافتقار وخلوص النية ، فإن المكلف إذا أقر أولا بأنه لا قدرة له على الفعل إلا بالله، ثم فعل العبادة، فإنه قد تحول نيته بعد ذلك، – قد يصاب بعجب أو منية، فينسب بعض العمل إلى نفسه وجهده – وتزهو نفسه، ويتوهم أن الفعل الواقع منه بقدرته استقلالا.[8] تنبيه مهم في مطاردة الرياء: هناك أمران اثنان عقليان مانعان من الرياء: الأمر الأول- الحاجة إلى الطاعة: ما من شخص منا إلا وهو في حاجة إلى الطاعة . فهل هناك شخص في غنى عن الطاعة؟ هل هناك شخص في غنى عن تكفير سيئاته وعن ملء رصيد حسناته ؟ كل إنسان مؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره هو في حاجة إلى ذلك وفقير إلى ذلك . فالإحساس بالحاجة يمنع عنك الرياء، لأنك إذا أحسست بحاجتك إلى هذه القربة أو تلك الطاعة فلماذا ترائي؟ لا أظن أن إنسانا يفتخر بأعماله التي هو في حاجة إليها. هل يرائي الإنسان إذا كان يأكل أو يشرب أو يلبس ؟ لا، لأنه في حاجة إلى ذلك الأكل أو الشرب. كذلك الأمر في الطاعة والعبادة. فإذا اعتقدت وآمنت أنني في حاجة إلى هذه الطاعة وأنه غدا يوم القيامة سأحتاج إليها فهذا يمنع عني الرياء. الأمر الثاني: التعامل مع الذي يدفع أكثر. الإنسان مجبول على التعامل مع من يدفع أكثر. فالتاجر إذا أراد أن يبيع بضاعة فعرض عليه شخص ثمنا، وعرض عليه آخر أزيد منه، فلا شك ولا ريب أنه سيدفع للذي زاد، هذا في أمور الدنيا، وكذلك الأمر في أمور الطاعة، فإذا عملت أي طاعة أو قربة لازمة أو متعدية، فأفضل ما يمكن أن يتوجه به الناس نحوي هو مكافأة أو شكر أو إعجاب، فهذا كله سينتهي انتهاء هؤلاء الناس. ولكن الذي وعدني أكثر في الأجر والثواب عاجله وآجله هو الله عز وجل. فمع من سأتعامل ؟ فطرتي وجبلتي مع من تدفعني أن أتعامل؟ لا شك أنها تحثني أن أتعامل مع الله عزوجل. فهذان الأمران مانعان بإذن الله وطاردان للرياء. قال العلماء: فإذا أقر بعد الفعل بأن لا الاستعانة له عليه إلا بالله، كان نافيا للتهمة، وأقرب لمقام التذلل والخضوع.[9] وفي معنى {إياك نستعين} يقول الإمام ابن جزي: أي نطلب العون منك على العبادة وعلى جميع أمورنا.[10] ولذلك أطلق الاستعانة ولم يذكر متعلقها لأننا نقول أستعين بفلان، أو بك على قضاء كذا… فأطلقها هنا لإطلاق الفقر، فإطلاق الفقر يوازيه إطلاق الاستعانة. فمهما أوتي الانسان من مكامن القوة من مال أو جاه أو مقام إيماني فإن فقره يبقى مطلقا ويبقى دائما محاطا بدائرة الفقر والعجز قال تعالى{أنتم الفقراء إلى الله} قال الإمام ابن جزي: وفي هذا دليل على بطلان قول القدرية. [11] القدرية منهج عقدي ، وهم أول فرقة عقدية خرجت عن منهج أهل السنة وجمهور المسلمين. والقدرية اسم يطلق على من نفى القدر، وأن الانسان هو الذي يخلق أفعاله ويقولون: إن ما يجري في هذا الكون ليس بقدر وقضاء من الله تعالى، وإنما هو أمر يحدث بفعل العبد، وبدون سابق علم وتقدير من الله تعالى. هذا مجمل الفكر القدري الذي ظهر في أوائل هذه الأمة، ولكن مثل هذه الأفكار قد تنصهر في بعض المناهج المعاصرة، فيكون لها بعض الآثار والمظاهر. هذه الآية فيها رد على هذا الفكر لأنه لما قلنا إياك نعبد وإياك نستعين أي نطلب العون منك، معناه أن هذا الفعل وهذا العمل لا يكون إلا بخلق من الله وإذن منه سبحانه، فما من قول ولا كلام ولا حركة ولا سكون في هذا الكون إلا بإذنه وعلمه سبحانه وتعالى. ففي هذه الآية رد على هذا المنهج الذي ألف في الرد عليه وتفنيده الشيء الكثير. قال الإمام ابن جزي: لأنهم زعموا أنه الله لا يقدر على أفعال العباد، وأن العبد هو الخالق لفعله، فكيف يستعينون بالله على ما لا يقدر عليه. [12] فهؤلاء حسب زعمهم الأصل ألا يقولوا إياك نستعين. قال الإمام ابن جزي : فحرموا الاستعانة، بالله الواحد الأحد. في هذه الآية رد كذلك على منهج آخر مناقض لمنهج القدرية، وهو منهج الجبرية ، وقبل أن نبين مكمن الرد عليهم في هذا الآية لابد أن نقف قليلا عند وسطية منهج الإسلام {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} هذه الوسطية التي تسري في كل تقاسيمه ومكوناته وتظهر جليا في معتقده. وإذا نظرنا إلى منهج الاسلام في هذه المسألة سنجد بأن لله عزوجل إرادتان: كونية وشرعية. هاتان الإرادتان قد تجتمعان وقد تختلفان: فمثال اجتماع الإرادتين : إيمان النبي صلى الله عليه وسلم أراده الله تعالى قدرا وشرعا. ومثال وجود الإرادة الكونية وتخلف الإرادة الشرعية: كفر أبي لهب فالله عزوجل قدره ولكن لم يرده شرعا، لأنه الله تعالى ما شرع الكفر وما أذن فيه. ومثال وجود الإرادة الشرعية وتخلف الإرادة الكونية: إيمان أبي لهب فالله عزوجل أراده شرعا لأنه أمره بالإيمان ولكن لم يرده قدرا . فمنهج الاسلام الوسطي إثبات هاتين الإرادتين، فالإنسان مخير في الإرادة الشرعية ، في الأمر بأحكام الشرع والنهي عما نهى عنه. أما الإرادة الكونية كأجل الإنسان ورزقه وولادته فالإنسان فيها مسير لا مخير. فالطائفة الثانية التي ترد عليها الآية : هم الجبرية وهم على نقيض القدرية، مجمل قولهم أن الإنسان مجبر في أقواله وأفعاله ولا اختيار له. وإن كان هذا الفكر قد اندثر كمذهب ولكن لا تزال بعض مظاهره وآثاره عند بعض الناس، فمنهم من تأمره بمعروف كصلاة أو صيام أو غيره فيقول لك : لو أراد الله أن أصلي فسأصلي!! فيحتج بالقدر. فنسلم له أن الله ما قدر له أن يصلي !! ولكن لو قلنا لهذا الشخص : لا تخرج لتسترزق ولا تطلب الدواء إذا مرضت فإن رزقك بقدر الله وشفاءك بقدر الله. فإنه لن يقبل هذا لأنه سيحتج بأنه لابد أن يقوم بأسباب الرزق وأسباب الاستشفاء وغير ذلك . وهنا تظهر الازدواجية في التعامل مع الأمور، في باب العبادة تحتج بالقدر وفي باب العادة تقوم بالسبب. فتلك الأسباب التي سلكتها في هذا الجانب عليك أن تسلكها في الجانب الآخر، إذ لكل جانب أسبابه. قال العلماء: والجبرية لأنهم زعموا أن العبد أبدا في خذلان، إذ هو خاذل نفسه، عن امتثال أمر الله تعالى، لم يعبد الله ولم يحفظ حدود الله تعالى، وأن الحق بين ذلك. [13]
[1] – أنظر: إحياء علوم الدين لمحمد بن محمد الغزالي أبي حامد (1/168) دار االمعرفة – بيروت [2] – سورة البقرة: 198 – 199 [3] – سورة آل عمران: 17 [4] – سورة النصر: 1 – 3 [5] – مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين لمحمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751ه) (1/193) المحقق: محمد المعتصم بالله البغدادي دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة: الثالثة، 1416 ه – 1996م [6] – أنظر: الفتاوى الكبرى لابن تيمية تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (5/248) (المتوفى: 728ه) دار الكتب العلمية الطبعة: الأولى، 1408ه – 1987م / مدارج السالكين (1/78) [7] – صحيح مسلم (4/1994/2577) من حديث أبي ذر [8] – أنظر [تفسير ابن عرفة لمحمد بن محمد ابن عرفة الورغمي التونسي المالكي، أبي عبد الله (المتوفى: 803ه) (1/36) المحقق: جلال الأسيوطي دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان الطبعة: الأولى، 2008 م / التسهيل لعلوم التنزيل(ص:65) / روح البيان لإسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي (1/10) دار إحياء التراث العربى [9] – تفسير ابن عرفة (1/37) [10] – التسهيل لعلوم التنزيل (1/65) [11] – التسهيل لعلوم التنزيل (1/65) [12] – التسهيل لعلوم التنزيل (1/65) [13] – التسهيل لعلوم التنزيل (1/65)